استئناف المفاوضات النووية هو العنوان الأبرز للصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 4 أغسطس (آب)، بعد أن أعلنت الخارجية الإيرانية أمس أن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، سيتوجه مساء الأربعاء إلى العاصمة النمساوية لاستئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وتزامن إعلان إيران عن زيارة كني إلى فيينا مع توجه كل من المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية، إنريكي مورا، والمبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، إلى فيينا كذلك.
ووصفت صحيفة "آفتاب يزد" هذه الجولة من المفاوضات بـ"آخر الجهود لإحياء الاتفاق النووي"، ولفتت إلى موقف المبعوث الأميركي من هذه المفاوضات، والتي أكد فيها أنهم يتوجهون إلى فيينا بآمال محدودة، لكنهم سيبذلون كل جهودهم لإنجاح المفاوضات.
وكتبت صحيفة "خراسان" الأصولية نقلا عن برلمان إيراني إن المبادرة الأوروبية الجديدة تضمنت مقترحات أفضل بالنسبة لإيران، وعزت ذلك إلى "المنطق القوي" لطهران، وكذلك فشل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، حسب الصحيفة.
اقتصاديا سلطت صحف عدة الضوء على الغلاء الكبير في أسعار السلع والبضائع في الأسواق الإيرانية خلال العام الأول من وصول إبراهيم رئيسي إلى السلطة في إيران، بعد أن قدم وعودا سخية للناخبين تركز معظمها على حل المشاكل الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية.
لكن الصحف المعارضة لحكومة رئيسي وسياساتها اعتبرت العام الأول لرئيسي في الحكم بأنه "عام ارتفاع الأسعار"، وهو عنوان اختارته صحيفة "صداي اصلاحات" التي أكدت أن الفارق أصبح كبيرا بشكل رهيب بين الدخل وتكاليف المعيشة، وقالت إن هذه النسبة من الاختلاف بين الدخل وتكاليف المعيشة هي الأعلى من نوعها في إيران منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
أما "نقش اقتصاد" فهي الأخرى انتقدت هذا الغلاء وعجز الحكومة عن التعامل مع أزمة ارتفاع الأسعار، كما سخرت من حديث المسؤولين الإيرانيين الذين ادعوا أن الغلاء في الشهر الأخير كان نتيجة لصدمة اقتصادية، وتساءلت بالقول: "تضخم أم صدمة في الأسعار"، مستندة بروايات رسمية حول الغلاء في بعض السلع، حيث سجلت أسعار الدهون مثلا ارتفاعا بنسبة 327 في المائة، والأرز بنسبة 188 في المائة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": مفاوضات فيينا ستركز على ثلاثة محاور
أشار الكاتب والمحلل السياسي، عليرضا كريمي، في مقال له بصحيفة "آفتاب يزد" إلى الإعلان المفاجئ لاستئناف المفاوضات النووية في فيينا بعد فشلها في العاصمة القطرية الدوحة، وذكر أن هذه السرعة وتوجه الأطراف إلى العاصمة النمساوية يوحي بحدوث انفراجة في عقدة المفاوضات السابقة.
وأضاف الكاتب أن المفاوضات المرتقبة سيكون لها ثلاثة محاور رئيسية، الأول هو موضوع "الضمانات" التي تطالب بها طهران، والثاني هو "الدور الإقليمي لإيران"، والثالث والأخير هو موضوع تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة المجموعات الإرهابية.
ونوه الكاتب إلى أن هذه الجولة من المفاوضات ستكون الأخيرة، وفي حال لم تنجح فإن كلا من أطراف الاتفاق النووي ستبادر بتنفيذ الخطوات والإجراءات الأخرى التي تمتلكها وتنوي القيام بها في حال فشلت المفاوضات ولم تحصل على ما كانت تتوقعه.
"جمهوري إسلامي": لا مصلحة لإيران في دعم لصين بموضوع زيارة بيلوسي إلى تايوان
صحيفة "جمهوري إسلامي" انتقدت بشدة موقف إيران من النزاع اللفظي والتصعيد الأخير بين الصين والولايات المتحدة الأميركية بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى تايوان، مؤكدة أن لا مصلحة لإيران في اتخاذ موقف مع أو ضد من أي الطرفين المتنازعين.
وأضافت الصحيفة أن الذين يطربون للحرب الكلامية بين واشنطن وبكين هم سذج للغاية، قائلة: "من المستغرب جدا تسارع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى التدخل في الحرب الكلامية بين أميركا والصين حول زيارة بيلوسي إلى تايوان".
وتابعت الصحيفة بالقول: "ليس معلوما ما هو الضرر الذي سيحل بإيران لو التزمت الصمت ولم تتخذ موقفا واضحا بهذا الشكل من التصعيد بين أميركا والصين، أليس معنى شعار "لا شرقية ولا غربية" هو أن لا نتخذ موقفا مؤيدا لأي من الدول الكبرى في الشرق والغرب؟".
"شرق": رئيسي لا يستطيع.. لا تتوقعوا إصلاح الأوضاع من هذه الحكومة
قال المرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، في مقال بصحيفة "شرق" إنه من العبث أن ننتظر ونتوقع من حكومة رئيسي حل مشاكل البلاد الراهنة، لأنها عاجزة ولا تستطيع أن تقوم بما وعدت به سابقا.
وأوضح هاشمي طبا أن الناس سوف تتحمل هذه الأوضاع وتدفع التكاليف في هذا الطريق، لكن القلق الأكبر لدى المواطنين هو المستقبل الغامض الذي لا يرون فيه أي بوراق أمل.
"كيهان": حكومة رئيسي نجحت اقتصاديا في أن تضع إيران في مصاف الدول الكبرى
في المقابل نجد صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، تشن هجوما عنيفا على وسائل الإعلام الإصلاحية، واعتبرتها "وسائل إعلام يستخدمها العدو بالنيابة في حربه مع إيران".
وذكرت أن الإصلاحيين وبعد فشلهم في عدد من الانتخابات التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة جنحوا إلى إثارة قضايا مثل موضوع "الحجاب الإجباري"، ونقد منظومة الحكم لعلهم يستطيعون استعادة شعبيتهم المفقودة، حسب الصحيفة.
وأضافت "كيهان" أن أحد الأهداف الأخرى التي يتبعها الإصلاحيون في نقدهم لأوضاع البلاد هو إضعاف الموقف الإيجابي العام لدى الشعب الإيراني تجاه حكومة رئيسي خلال العام الأخير، بعد أن استطاعت الحكومة أن تحرر اقتصاد البلاد من التبعية لموضوع الاتفاق النووي، كما عملت على الصعيد الدبلوماسية الاقتصادية، ونجحت في أن تضع إيران في مصاف دول كبرى كالصين وروسيا وتضاعف من حجم التبادل التجاري.