قدمت العديد من الصحف الصادرة اليوم الأحد 19 يونيو (حزيران) تحليلات وقراءات لأداء حكومة الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي بعد مرور عام من وصوله إلى السلطة في إيران.
ورأت الصحف الإصلاحية والمعارضة منها مثل "جهان صنعت" أن أداء الحكومة لم يكن ناجحا وأن الوزراء فشلوا. ودعت رئيس الجمهورية إلى تغيير وعزل 50 في المائة من أعضاء الحكومة ووزرائها.
فيما وصفت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير لها عن أداء رئيسي وحكومته في عامها الأول الحكومة بأنها "حكومة الأوامر" حيث أقدم رئيس الجمهورية خلال العام المنصرم على إصدار 40 قرارا بمعدل قرار واحد كل 9 أيام، لكن من بين كل 4 قرارات يصدرها رئيس الجمهورية 3 لا تنفذ عمليا؛ أي إن 73 في المائة من قرارات رئيس الجمهورية ليست عملية، مما جعل الصحيفة تعنون تقريرها بـ"فشل الحكم وفق مبدأ إطلاق الأوامر".
وفي مقابل الكم الهائل من الانتقادات لأداء الحكومة في عامها الأول نلاحظ أن صحف الحكومة والصحف الموالية لها تتغنى بإنجازات حكومة رئيسي الأصولية ومكافحتها للفساد والغلاء، فهذه صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة تعنون في مانشيتها ناقلة كلام رئيسي: "ليس لدينا مشاكل لا حلول لها"، وكتبت "رسالت" في صفحتها الأولى كذلك وبخط عريض: "السنة الأولى من عمر الحكومة بجوار الشعب". أما صحيفة "كيهان" فاستخدمت عنوانا مشابها وهو جزء من كلام رئيسي ووضعته في مانشيتها لعدد اليوم، قائلة: "باقون على عهدنا في مكافحة الفقر والفساد والتمييز".
وفي سياق غير بعيد انتقد كاتب صحيفة "آفتاب يزد" طريقة الحكم في إيران، حيث أصبحت ترمي بكل ثقلها في القضايا الخارجية متجاهلة الأوضاع والمشاكل في الداخل الإيراني. وأكد الكاتب أن هذه النظرة الخاطئة هي التي أودت بنظام الشاه السابق إلى السقوط وهي سياسة خاطئة ولن تكون لها نتائج إيجابية.
ومن الموضوعات الأخرى التي انعكست أصداؤها في تغطية الصحف زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، وتحديدا زيارته إلى المملكة العربية السعودية، حيث أشارت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" إلى أهمية اللقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن في العاصمة السعودية الرياض.
كما لفت كاتب صحيفة "آرمان ملي" إلى هذه الزيارة وتوقع مرحلة جديدة من العلاقات بين الرياض وواشنطن، معتقدا أنه كلما كانت العلاقات بين السعودية والمملكة العربية السعودية جيدة وحسنة زادت الضغوط على إيران.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سياست روز": مخاطر "الفتنة الاقتصادية"
تحدثت صحيفة "سياست روز" عما سمته "الفتنة" التي تحاك ضد إيران، مدعية أن الفتن تدبر منذ سنوات ضد البلاد، لكن في فترة حكومة رئيسي اتسعت أبعاد هذه الفتنة لتشمل البعد الاقتصادي، حيث أصبحت المساعي تبذل لتحريك الشارع وخلق اليأس والتشاؤم من الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن الظروف التي تمر بها إيران ليست طبيعية وعلى النظام الحاكم أن يحسم خياراته في التعامل مع هذه الفتنة الاقتصادية، منوهة إلى أن أعداء إيران يشنون حربا ثقافية وإعلامية ونفسية وسياسية وعسكرية تضاف إليها في الفترة الأخيرة الحرب الاقتصادية.
كما دعت الصحيفة النظام إلى عدم تجاهل الاحتجاجات المختلفة التي ينظمها العمال والمتقاعدون والمعلمون وغيرهم لأن هذه الاحتجاجات- تضيف الصحيفة- تكشف أن مساعي كثيرة تبذل في وسائل التواصل الاجتماعي لدفع هذه الفئات من المجتمع إلى النزول للشوارع والقيام بالاحتجاجات.
"ستاره صبح": البرلمان يمثل الحكومة وليس الشعب
لفت الخبير الاقتصادي، آلبرت بغزيان، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح" إلى الوعود الكثيرة التي أطلقها رئيسي ووزراء حكومته من مكافحة الفقر والسيطرة على التضخم وخلق فرص العمل وزيادة الإنتاج وخفض الأسعار وغير ذلك، موضحا أن وعود الحكومة شبيهة بمواعيد عرقوب، وفي الوقت الذي يُنتظر فيه من الحكومة الوفاء بما وعدت به سابقا نجدها تتجاهل تلك الوعود وتتنصل مما تعهدت به أمام الشعب والبرلمان الذي يظهر من تصرفاته أنه ممثل للحكومة وليس ممثلا للشعب بسبب صمته عن الأداء السيئ للحكومة ووزرائها.
"رسالت": اضربوا اسرائيل واستهدفوا تل أبيب وحيفا ومفاعل ديمونة النووي
دعت صحيفة "رسالت" الأصولية النظام الإيراني إلى ضرب إسرائيل واستهداف مواقعه الحساسة في تل أبيب وحيفا ومفاعل ديمونة النووي، موكدة أن هذه المواقع في مرمى الصواريخ الإيرانية كما أن حلفاء إيران يحيطون بإسرائيل من الشمال والشمال الشرقي وكذلك من الجنوب الغربي وبالتالي فإن الفرصة سانحة لضرب إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى الأحداث التي شهدتها إيران مؤخرا، وقالت إن ردود إيران ضد إسرائيل لم ترتق إلى المستوى المطلوب الذي يخيف الأعداء ويعرفهم بقدرات إيران، وأوضحت أن استمرار الوضع الحالي دون توجيه ضربة لإسرائيل يخل بتوازن القوة في المنطقة كما يشجّع دول الجوار على التطاول على إيران ويؤثر سلبا على مفاوضات إيران مع الدول الأخرى وكذلك يضعف حلفاء إيران في المنطقة.
وتساءلت الصحيفة بالقول: "ما حجم إسرائيل لكي تسمح لنفسها بكل وقاحة بأن تقوم بعمليات تخريبية داخل الأراضي الإيرانية؟".
كما اقترحت الصحيفة توجيه ضربات واستهداف مصالح حلفاء إسرائيل، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وذلك من باب تأديب الأب ليتعلم الابن الدرس ويتعظ منه، حسب تعبير الصحيفة.
"آفتاب يزد": زيارة ولي العهد السعودي إلى تركيا ستزيد من عزلة إيران سياسيا وعسكريا
أشار المحلل السياسي علي بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية إلى الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا، معتبرا أن هذه الزيارة مظهر من مظاهر القوة والاقتدار، حيث استطاع البلدان السعودية وتركيا تجاوز الخلافات والتغلب المشاكل التي حصلت بين البلدين في السنوات القليلة الماضية.
ولفت الكاتب إلى أن زيارة ولي العهد السعودي إلى تركيا تظهر أن دائرة من الحصار بدأت تفرض على إيران وستصبح إيران في عزلة سياسية وعسكرية.
وعلى صعيد آخر، ذكر الكاتب الخلافات والأزمات بين إيران والغرب، مؤكدا أن دائرة الخلافات لن تكون محصورة في موضوع الاتفاق النووي بل إن مشاكل الغرب مع إيران تتسع لتشمل تدخلات إيران في المنطقة وقضية الصواريخ الإيرانية. وما دامت هذه الخلافات لا تحل معا فإن مشاكل إيران والغرب ستستمر ولن تصل إلى نهاية.