عادت الصحف الإيرانية للنشر من جديد، بعد عطلة امتدت أسبوعين كاملين، بمناسبة بداية العام الإيراني الشمسي 1401 (بدأ في 21 من مارس/ آذار الماضي) ودخول البلاد في قرن جديد حسب التقويم الفارسي.
وغطت الصحف الصادرة اليوم الأحد 3 أبريل (نيسان) 2022، قضايا عدة بعضها کان معهودا والآخر مستجد حدث خلال الأسبوعين الماضيين في ظل غياب تغطية الصحف.
وتحدثت الصحف عن واقع الاقتصاد الإيراني وما ينتظره من احتمالات في العام الجديد في ظل التطورات السياسية وتعقيدات الملف النووي وما يتصل به من قضايا.
وعنونت "صحيفة "ابتكار" الإصلاحية بهذه المناسبة: "الآمال والمخاوف في العام الجديد"، ونقلت عن محللين قولهم إن العام الإيراني الجديد قد يكون أكثر استقرارا بالنسبة للاقتصاد الإيراني مقارنة مع العام الماضي وذلك نظرا إلى زيادة نسبة صادرات إيران من النفط واقتراب أطراف الاتفاق النووي من التوصل إلى صيغة للعودة إليه، كما لفتت إلى ضرورة حل بعض القضايا العالقة الأخرى لضمان تحسن الأوضاع الاقتصادية لإيران.
أما صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد، علي خامنئي، فقد اعتبرت في مقال لها أن القرن الجديد (حسب التقويم الإيراني) سيكون قرنا لأفول نجم الولايات المتحدة الأميركية وتألق إيران وصعودها.
وفي سياق منفصل اهتمت عدة صحف بموضوع مونديال كأس العالم في قطر بعد أن ضمت المجموعة الثانية منتخبي إيران والولايات المتحدة، الغريمين اللدودين، إلى جانب إنجلترا والمنتخب الفائز من مباراة الملحق الأوروبي، ما أعطى لهذه المجموعة نكهة خاصة عجنت الرياضةَ بالسياسة.
وعنونت الصحف بعناوين مختلفة حول الموضوع، ورأته "ابتكار" صدفة غريبة، وكتبت "آفتاب يزد" عن الموضوع: "مجموعة سياسية". وقريبا من ذلك عنونت صحيفة "إيران" الحكومية قائلة: "إيران في أكثر المجموعات سياسةً في مونديال كأس العالم".
وفي شأن آخر، علقت صحيفة "مردم سالاري" في مانشيت اليوم حول حادثة إشعال النار في مجسم للمرشد الإيراني الأول روح الله الخميني، في ساحة "المرجعية" بمدينة قم، مشيرة إلى حجم ردود الفعل الواسعة على الحادثة، لاسيما وأنها تقع في اليوم المخصص للاحتفال بيوم "الجمهورية الإسلامية" (الأول من أبريل/ نيسان). وقد ندد الحرس الثوري بالحادثة متوعدا الأعداء بالثأر والانتقام والهزيمة.
وبعد يومين من حرق مجسم روح الله الخميني في ساحة "المرجعية" بمدينة قم، أقدم مجهولون على إشعال النار ليلة الجمعة في مجسم المرجع الديني بروجردي أحد مراجع الشيعة الكبار في ساحة المرجعية نفسها.
والآن يمكننا قراءة تفاصيل بعض الأخبار في بعض صحف اليوم:
"ابتكار": الحكومات الإيرانية لم تستطع تقديم شيء خلال القرن الماضي سياسيا وإداريا
تحدث الكاتب والمحلل السياسي، محمد علي وكيلي، في افتتاحية صحيفة "ابتكار" عن الأخطاء التي وقعت في السياسة الإيرانية خلال القرن الماضي، وهي أخطاء تركت تأثيرا سلبيا على الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي للناس حسب الكاتب. وشدد على ضرورة التخلي عن صفات غلبت على المشهد السياسي في إيران خلال القرن المنصرم وهي الكذب والنفاق والحسد على حد تعبيره.
وذكر وكيلي في مقاله أن الحكومات الإيرانية خلال القرن الشمسي المنصرم لم تستطع أن تقدم شيئا على صعيد السياسة والإدارة. وبالرغم من كثرة الشعارات إلا أن المشاكل والأزمات الاجتماعية تضاعفت وازدادت في هذا القرن بشكل ملحوظ.
وأضاف الكاتب أن "النظام السياسي في إيران وبالرغم من تخطيه للدكتاتورية واستقرار نظام ديمقراطي إلا إنه على صعيد الإدارة لا يزال يعتمد النهج الدكتاتوري والاستبدادي".
"جمهوري إسلامي": تآكل شعبية النظام أقلق الحريصين على "الجمهورية الإسلامية"
سردت صحيفة "جمهوري إسلامي" مختصرا عن أحداث القرن الماضي وأسباب حدوث الثورة وآمال الشعب الذي قام بالثورة، وأوضحت أنه وبالرغم من "وصول البلاد إلى حالة من الاستقلال أمام الأجانب إلا أنه وعلى صعيد العدالة والرفاه الاقتصادي والحريات وحقوق المواطنة، فإن البلاد لم تحقق النتائج المرجوة كما أن التقدم على صعيد القدرات الدفاعية والصناعية ليس بالمستوى المطلوب".
وقالت الصحيفة إن إيران ولكي تصل إلى طريقة حكم ناجحة لا بد من إعادة النظر في أساليب الحكم، بحيث تعتمد سياسة متوازنة في التعامل مع الغرب والشرق وتطبق الدستور في قضايا حقوق المواطنة والحريات المشروعة، والعدالة، واحترام إرادة الشعب.
ونوهت الصحيفة إلى تآكل شعبية النظام خلال العام، مستشهدة بانتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة وقبلها رئاسة البرلمان؛ حيث شهدا عزوفا كبيرا من المواطنين عن المشاركة في الانتخابات بحيث اقلق ذلك الحريصين على نظام الجمهورية الإسلامية.
"نقش اقتصاد": التعنت الروسي واشتراط شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب تسببا في وقف المفاوضات
لفتت صحيفة "نقش اقتصاد" إلى المفاوضات النووية الإيرانية في فيينا بعد توقف مسار جولاتها الثمان، ونقلت عن خبراء قولهم إن عاملين أساسيين كانا وراء وقف المفاوضات في فيينا، وهما "التعنت الروسي" و"اشتراط إيران شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية".
وذكر الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، عبد الرضا فرجي راد، للصحيفة أن الإدارة الأميركية تسعى إلى الحصول على ضمانات من جانب إيران لكي تقوم بشطب الحرس الثوري من المنظمات الإرهابية، معتقدا أن بايدن يسعى لإرضاء إيران من جانب وطمأنة المنتقدين له في الداخل الأميركي من جانب آخر.
"عصر إيرانيان": "إدارة" العالم الافتراضي ضرورة منطقية
أيدت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية والمقربة من الحرس الثوري استمرار البرلمان بالمضي قدما في مشروع "تقييد عمل الإنترنت"، ورأت أن فرض الرقابة والإشراف على العالم الافتراضي وإدارة الحكومة له ضرورة يفرضها العقل والمنطق.
وعنونت الصحيفة في المانشيت: "إيران البلد الوحيد الذي لا يملك قوانين بالنسبة للعالم الافتراضي"، ناقلة عن برلمانيين قولهم إن المصادقة على هذا القانون سوف تحول دون وقوع المواطنين كضحايا للعالم الافتراضي وحالات النصب والاحتيال.