إيران تبدأ مناورات عسكرية جديدة.. وتأهب في الولايات المتحدة وإسرائيل للخطوات المقبلة

تستعد القوات المسلحة الإيرانية لبدء مناورات عسكرية واسعة النطاق تحت اسم "ذو الفقار"، يوم غد السبت 22 فبراير (شباط)، في وقت تستمر فيه التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة؛ بسبب برنامج طهران النووي.
وستشمل المناورات، التي يقودها الجيش الإيراني، منطقة من مكران، على الساحل الجنوبي الشرقي لإيران، إلى شمال المحيط الهندي، مرورًا بالمياه الاستراتيجية حتى خط عرض 10 درجات.
ويعد ساحل مكران، الذي يقع على حدود إيران مع باكستان في بحر العرب، منطقة عسكرية واقتصادية حيوية، وهو موطن للبنية التحتية البحرية الإيرانية المتنامية.
وحذر قائد المناورات، الأدميرال حبيب الله سياري، من أن أي هجوم على المصالح الإيرانية لن يمر دون رد، وقال: "أي عدو يعتقد أنه يمكنه الإضرار بمصالحنا على الأرض أو في الجو أو في البحر سيتعرض بلا شك لأضرار كبيرة".
وأضاف أن مناورات "ذو الفقار" ستعرض أحدث القدرات العسكرية الإيرانية، مع تسليط الضوء على قوة القوات البرية، والدفاع الجوي، والقوات البحرية الاستراتيجية، ومقر الدفاع الجوي المشترك.
وتأتي تصريحات سياري في وقت تتداول فيه التقارير أن إسرائيل تدرس شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية في النصف الأول من هذا العام.
ووفقًا لصحيفتي "وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست" الأميركيتين، فإن تقارير استخباراتية أميركية، صدرت الشهر الماضي، تشير إلى أن إسرائيل تعتبر إيران ضعيفة بعد هجومها الجوي الأخير، في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، الذي أفادت التقارير بأنه عطّل جزءًا كبيرًا من دفاعات إيران الجوية. وأوضحت التقارير أيضا أن إسرائيل ترى زيادة في استعداد الولايات المتحدة لدعم العمل العسكري، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي زيارته الأخيرة إلى واشنطن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الضربات الإسرائيلية قد "شلّت دفاعات إيران الجوية".
وفي حين أن مناورات "ذو الفقار" يقودها الجيش الإيراني، فقد أجرت إيران أيضًا تدريبات مشتركة بين الجيش والحرس الثوري الإيراني، ركزت على الدفاع عن المواقع النووية الرئيسة، مثل نطنز وفوردو.
وتأتي تلك المناورات، التي من المقرر أن تستمر حتى منتصف مارس (آذار) المقبل، بعد أن كشفت إيران عن سفينتها الأولى للاستخبارات الإشارية (SIGINT) لمراقبة الاتصالات الإلكترونية. كما وسّعت إيران أسطولها من الطائرات بدون طيار؛ حيث حصلت على 1000 طائرة مُسيّرة جديدة لتعزيز قدراتها.
ومع تصعيد إيران لأنشطتها العسكرية، فإن هناك تنسيقًا بين القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) وقوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) عن كثب بشأن الأمن الإقليمي.
وفي الأثناء، استضاف قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الجنرال مايكل إريك كوريللا، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، يوم الأربعاء الماضي، بمقر القيادة في مدينة تامبا بولاية فلوريدا؛ حيث ناقشا النشاط الإيراني المتزايد، إلى جانب وقف إطلاق النار في غزة، والاشتباكات في لبنان، والحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وأكد البيان الصادر عن (سنتكوم)، أمس الخميس، الشراكة العسكرية العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت الذي يقيّمان فيه أفعال طهران في المنطقة.
وفي الشهر الماضي، شارك 110 آلاف من قوات "الباسيج" شبه العسكرية، في مناورات واسعة النطاق للحرس الثوري الإيراني، بهدف الاستعداد لأي تهديدات محتملة.
ومع تصعيد إيران لأنشطتها العسكرية عبر جبهات متعددة، يبقى الوضع بالمنطقة في حالة تأهب عليا، بينما تشير طهران إلى استعدادها لمواجهة أي تهديدات خارجية. وقد أدلى القادة العسكريون الإيرانيون بتصريحات متكررة حول قدراتهم العسكرية، وأعادوا مؤخرًا تجديد التهديدات المباشرة ضد إسرائيل.