مصادر صحافية: استقالة رئيسة الاستخبارات الإيطالية بسبب اعتقال تشيشيليا سالا في إيران

Tuesday, 01/07/2025

ذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أن رئيسة جهاز الاستخبارات الإيطالي كانت قد قدمت استقالاتها بعد 4 أيام من اعتقال الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا في إيران، بسبب "خلافات وراء الكواليس ووجهات نظر مختلفة حول القضية".

ونشرت الصحيفة، التي تصدر في ميلانو، اليوم الثلاثاء 7 يناير (كانون الثاني)، تقريرًا أعلنت فيه أن استقالة إليزابيتا بيلوني، رئيسة جهاز الاستخبارات الإيطالي، كانت بسبب القضايا المتعلقة بقضية تشيشيليا سالا. فيما وصفت بيلوني سبب قرار استقالتها بأنه "شخصي".

ووفقًا للتقرير، فقد تم استبعاد بيلوني في البداية من قضية اعتقال سالا. ثم تمت إدارة القضية تحت إشراف مكتب رئيس الوزراء وجهاز الاستخبارات الخارجية الإيطالي (AISE)، وتولى جياني كارافيللي متابعتها.

وقد اعترضت بيلوني على هذه القرارات، قائلة إن هذا الوضع جعلها تشعر بالإحباط.

وتشيشيليا سالا، البالغة من العمر 29 عامًا، هي صحافية سافرت إلى إيران بتأشيرة صحافية وتم اعتقالها في 19 ديسمبر (كانون الأول) في طهران. ومنذ ذلك الحين، يتم احتجازها في زنزانة انفرادية في سجن إيفين.

وكان مصدر مطلع على المحادثات بين الحكومة الإيطالية وعائلة سالا قد أخبر "إيران إنترناشيونال" سابقًا أن النظام الإيراني أبلغ المسؤولين الإيطاليين بأنه سيطلق سراح تشيشيليا سالا فقط في حالة الإفراج عن محمد عابديني نجف آبادي، المواطن الإيراني المحتجز في ميلانو.

وقالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الثلاثاء 7 يناير (كانون الثاني)، إن اعتقال سالا ليس موضوعًا "انتقاميًا". وأعربت عن أملها في أن "تحل القضية بحكمة من قبل السلطة القضائية".

وقبل ذلك، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الاثنين 6 يناير، إن هذه الصحافية اعتُقلت بسبب "انتهاكها القوانين" الإيرانية، وأن اعتقالها لا علاقة له باعتقال محمد عابديني في إيطاليا.

ومحمد عابديني نجف آبادي، البالغ من العمر 38 عامًا، تم اعتقاله في 16 ديسمبر (كانون الأول) بناءً على طلب من الولايات المتحدة في مطار ميلانو، واتهمته إيطاليا بدوره في توفير تقنية استُخدمت في هجوم بطائرة مسيرة في الأردن، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وبعد 4 أيام من اعتقال سالا، قدمت رئيسة جهاز الاستخبارات الإيطالي استقالتها إلى جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا.

ووفقًا لتقرير صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، فإن هذا الحدث يظهر أن شيئًا ما في العلاقات الطبيعية للنظام وديناميكيات المؤسسات الحكومية الإيطالية قد "فشل"، وهو أمر يحتاج إلى "ثقة متبادلة وتعاون صادق" ليعمل بشكل صحيح.

ووفقًا لتقارير إعلامية إيطالية، كانت بيلوني لديها وجهات نظر مختلفة بشكل خاص حول قضية سالا، مقارنة بمسار المفاوضات والتفاعلات الجارية، وقالت إنها لو كانت مسؤولة عن القضية، لتعاملت معها "بشكل مختلف".

وقالت بيلوني إنها كانت قادرة على متابعة تحقيق اتفاقات مختلفة مع النظام الإيراني في المجالات الجغرافية والاقتصادية أثناء توليها منصبها.

ووفقًا للتقارير، فقد قررت بيلوني الاستقالة من منصبها كرئيسة لجهاز الاستخبارات الإيطالي بسبب الخلافات داخل الحكومة وعدم التنسيق في بعض القضايا الرئيسية، وقدمت استقالتها رسميًا.

وبعد الاجتماع الأخير بين رئيسة وزراء إيطاليا ودونالد ترامب يوم السبت الماضي، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن اعتقال سالا كان من بين الموضوعات المطروحة في هذا الاجتماع.

ونشرت صحيفة "إيل جورنال"، المقربة من الحكومة الإيطالية، تقريرًا أفادت فيه بأن ميلوني حصلت على موافقة ترامب، كرئيس مستقبلي للولايات المتحدة، على "تعليق" عملية تسليم عابديني.

وقد اتبعت إيران على مدى العقود الماضية سياسة اعتقال مواطنين أجانب أو مزدوجي الجنسية لممارسة الضغط على الحكومات الغربية من أجل تحقيق مطالبها أو الإفراج عن سجناء معينين.

ووصف نشطاء حقوق الإنسان هذه الاعتقالات بأنها "تعسفية"، وأدانوا "سياسة احتجاز الرهائن" التي يتبعها النظام الإيراني.

ووصف جيان باولو سكارانتي، المستشار الدبلوماسي السابق لمكتب رئيس الوزراء الإيطالي وأستاذ نظريات وتقنيات التفاوض في جامعة بادوفا، اعتقال تشيشيليا سالا بأنه وضع حساس، وقال إن إيطاليا تعرف كيف تخرج من هذه الأزمة.

مزيد من الأخبار