قالت السجينة السياسية الإيرانية، غُلرُخ إيرايي، في رسالة، إنها وثقت تجربتها الحياتية مع عدد من السجينات. وأكدت أن ظروف السجون ومراكز الاحتجاز تختلف عن بعضها، مشيرة إلى أنها خلال سنوات العيش في أجواء أمنية بالسجون، توصلت إلى قناعة بأن حالة السجناء الجيدة هي "لحظة هلاك الظالم".
وفي هذه الرسالة، التي نشرت على حسابها في إنستغرام أمس الأحد 5 يناير (كانون الثاني)، علقت إيرايي على بعض التصريحات التي أُثيرت بعد انتشار فيديو لرقص النساء السجينات السياسيات في سجن إيفين.
وسردت السجينة السياسية في رسالتها تجاربها ومشاهداتها عن العيش وسط معاناة ومقاومة وأمل وفرح رفيقاتها في الزنازين، بما في ذلك النساء المحكومات بالإعدام، داخل سجون إيفين وقرچك ورامين وآمل.
وروت غُلرُخ إيرايي جزءًا من أيام حبسها في سجني قرچك وآمل، مشيرة إلى أن بعض السجينات المحكومات بالإعدام كنّ يعشن بسعادة حتى الساعات الأخيرة قبل تنفيذ أحكامهن، رغم المعاناة الثقيلة التي كنّ يحملنها.
وخلال الأيام الماضية، أثار تسريب ونشر أجزاء من مقطعين مصورين من جناح النساء في سجن إيفين، يعتقد أنهما يعودان إلى عام 2023، جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتظهر في هذه المقاطع مجموعة من النساء السجينات السياسيات والمعتقلات على خلفيات فكرية مختلفة، وهن يغنين ويرقصن بسعادة.
وفي رسالتها، تحدثت إيرايي عن "معصومة زارعي"، المرأة التي قضت معها عامًا في غرفة واحدة بسجن آمل. وقالت: "بعد أيام قليلة كان من المقرر تنفيذ حكم إعدامها، لكنها، بحماس لا يوصف، أخرجت الفتيات اللاتي كن يبكين سرًا من أسِرّتهن. كان يتم تشغيل أغنية مازندرانية، مع أن معصومة لم تكن من شمال إيران، لكنها كانت ترقص مثل الآخرين على إيقاع "الدريم". وقالت إنها تعلمت الرقص من الفتيات في السجن. في ذروة الحزن، كن سعيدات".
وقد أُفرج عن إيرايي في مايو (أيار) 2022 بعد سنوات من السجن، لكنها اعتُقلت مجددًا بعد حوالي أربعة أشهر على خلفية انخراطها في "انتفاضة المرأة، الحياة، الحرية"، وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات مع التنفيذ.
وكتبت غُلرُخ إيرايي في رسالتها عن أيام سجنها الأخيرة: "هذه هي المرة الأولى منذ إعدام شيرين علم هولي التي يضم فيها جناح النساء في سجن إيفين امرأتين محكومتين بالإعدام، وهما بخشان عزيزي ووريشه مرادي اللتان صدرت أحكامهما. كما أن نسيمة إسلام زهي، التي لديها طفل رضيع في السجن وطفل آخر أُعيد إلى عائلته بعد عام ونصف من رعاية المؤسسات الاجتماعية، تواجه خطر صدور حكم مقلق بحقها".
وأضافت إيرايي أن عزيزي ومرادي نُقلتا العام الماضي إلى جناح النساء في سجن إيفين بعد شهور من الحبس الانفرادي، وقالت: "غيرتا أجواء الجناح تمامًا. صنعن للفتيات مناديل رأس كردية، ونظمن دروسًا في الرقص الكردي، واحتفلن بالمناسبات المختلفة. وتحدثن عن المقاومة في المناطق التي يعد فيها النضال جزءًا من تقاليد حياة سكانها".
يذكر أن غُلرُخ إيرايي، التي تقضي عامها الثالث من مدة حكمها، أكدت أنه حتى في السجون الأمنية يمكن كسر أجواء القمع، مشيرة إلى أن السجينات السياسيات، رغم سنوات الحبس الطويلة، يواصلن السعي لإيجاد طرق لتجاوز القيود وتعليمها بعضهن بعضا.
من جانبها، كتبت مهناز طراح، الناشطة السياسية المعتقلة في سجن إيفين، رسالة ردت فيها على الانتقادات الموجهة لمقطع فيديو يظهر رقص بعض السجينات، قائلة: "أنتم تحكمون علينا دون إنصاف، ولا تعلمون أننا قد حُكم علينا بشكل غير عادل مسبقًا من قبل قضاة النظام".
كما علقت محبوبة رضايي، السجينة السياسية في جناح إيرايي، في رسالة بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني)، قائلة: "من داخل سجن إيفين، أصرخ بصوت عالٍ: النظام الذي قتل مجيد رضا ونیکا، لن يغسل عاره بأي رقصة".
وفي ختام رسالتها، أشارت إيرايي إلى أن العديد من المعتقلات تعرضن للتعذيب والاعتداء الجنسي أو القتل في مراكز الاحتجاز. لكنها أضافت: "ظروف النضال ليست متشابهة دائمًا للجميع، لكن الأهم هو أن صمودنا ينبع من المبدأ نفسه".