أفادت تقارير عديدة بفقدان 9 مرضى أبصارهم في مستشفى طب العيون "نكاه" بالعاصمة الإيرانية طهران، في يوم واحد، ولم تصدر وزارة الصحة في حكومة مسعود بزشکیان أو إدارة المستشفى أي بيان رسمي حتى الآن.
وذكر موقع "تابناك" الإيراني، أن الأطباء المعترضين على هذا الوضع تحركوا للدفاع عن حقوق المرضى، الذين فقدوا بصرهم، وقاموا بتحويل مرضاهم إلى مستشفيات أخرى لإجراء العمليات الجراحية، بعيدًا عن مستشفى "نكاه".
وأشار التقرير إلى أن إدارة المستشفى، استجوبت هؤلاء الأطباء، إرضاءً للمساهمين والمستثمرين في هذا المستشفى، وحفاظًا على مصالحهم.
تأسيس مستشفى "نكاه" وأعضاء مجلس الإدارة
بحسب الموقع الإلكتروني لمستشفى "نكاه"، فقد تأسس هذا المستشفى عام 2011، ويقع في شارع "كل نبی" عند تقاطع "ضرابخانه" بطهران.
ويضم مجلس إدارته كلاً من: سيد مرتضى انتظاري، وعلي نيلي، ويوسف بخشي زاده، ومحمد حافظ نوروزي زاده، وفريد كريميان، وأحمد علي فردوسي، ومحمد شيرخانلو.
أما المفتشون فهم: حسين علي جلوه مقدم، وأميد صالح بور، وأحمد رضا كرمي.
وكتب المدير التنفيذي للمستشفى، علي نيلي، ورئيس مجلس الإدارة، سيد مرتضى انتظاري، في 10 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، رسالة إلى الأطباء، الذين ينقلون مرضاهم إلى مستشفيات أخرى، واصفين تصرفاتهم بـ"غير اللائقة" وتخالف مصالح المستثمرين.
وجاء في الرسالة: "إذا استمرت هذه التصرفات، سيتم اتخاذ قرارات أخرى بحق هؤلاء الأطباء لحماية مصالح المستثمرين".
تفاصيل فقدان البصر لدى 9 مرضى
ذكر موقع "تابناك"، في 18 ديسمبر الجاري، أن 9 مرضى فقدوا بصرهم، بعد خضوعهم لجراحة إزالة المياه البيضاء (كاتاركت) في مستشفى "نكاه" بطهران، في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأوضح التقرير أن الخبر ظهر لأول مرة، في 19 أكتوبر، بعنوان "فقدان البصر لدى مريضين في مستشفى نكاه بطهران". ومع المتابعة، تبين أن 9 مرضى أصيبوا بعدوى بكتيرية أدت إلى فقدانهم البصر، وتم استئصال عيون أربعة منهم.
وأظهرت التحقيقات أن السبب هو العدوى ببكتيريا سودوموناس آئروجينوزا، التي انتقلت إلى المرضى؛ بسبب الظروف غير الصحية في غرفة العمليات.
أسباب العدوى
يشار إلى أن سودوموناس آئروجينوزا هي بكتيريا هوائية توجد في البيئات الرطبة مثل التربة والمياه والنباتات، ويمكن أن تسبب التهابات خطيرة، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وقد تنتقل هذه البكتيريا عبر الأدوات الجراحية الملوثة أو من بيئة المستشفى، مما يؤدي إلى التهابات داخلية خطيرة في العين (اندوفتالميت).
إجراءات الوقاية
ينصح الأطباء بالتعقيم الجيد للمعدات الطبية، وغسل اليدين بشكل دقيق، واستخدام مضادات حيوية وقائية لتجنب العدوى.
وفي حالة الإصابة، يجب التشخيص المبكر واستخدام المضادات الحيوية الفعالة بناءً على اختبارات الحساسية الدوائية، نظرًا لمقاومة البكتيريا للعديد من المضادات الحيوية.
قضايا الإهمال الطبي في إيران
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ تكررت قضايا الإهمال الطبي في إيران. وقد ذكرت وكالة "إرنا" الحكومية، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن ارتفاع عدد القضايا الطبية في المحاكم يُظهر زيادة وعي المرضى بحقوقهم القانونية.
وعلى سبيل المثال: في نوفمبر 2023، ذكر المدعي العام لمدينة كرمانشاه أن فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات دخلت في غيبوبة خلال عملية جراحية لعلاج انحراف العين، بينما تُوفيّ والدها في المستشفى إثر سكتة قلبية.
وفي عام 2021، خلال جائحة "كورونا"، رفعت والدة لاعب كرة القدم الراحل، علي أنصاريان، دعوى قضائية ضد الطبيب، الذي كان يعالج ابنها.
وفي عام 2019، أعلن رئيس منظمة الطب الشرعي وقتها، عباس مسجدی، أن أكثر من نصف الأطباء تتم تبرئتهم في القضايا المرفوعة ضدهم.