الزيارات المتعاقبة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دول المنطقة تستمر بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم كبير على إيران قد يكون "بداية لحرب طويلة".
عراقجي وصل أمس إلى البحرين ثم توجه إلى الكويت، والتقى المسؤولين هناك، مؤكدا أن جميع دول المنطقة التي قام بزيارتها أكدوا له بأنهم لن يسمحوا لإسرائيل باستخدام أجوائهم في شن هجومها على إيران.
الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 22 أكتوبر (تشرين الأول) رأت أن هذه الزيارات كانت إيجابية، إذ إنها عملت على تقريب وجهات النظر بين إيران ودول المنطقة، وأثبتت أن جميع دول المنطقة- التي استقبلت وزير الخارجية الإيراني- غير راغبة في التصعيد والحرب الواسعة.
صحيفة "ستاره صبح" لفتت إلى أن "حربا كبرى" قد تندلع في أي لحظة، في ظل استمرار الضغوط التي تمارسها إسرائيل على حزب الله في لبنان، وتهديداتها المستمرة بضرب إيران، معتقدة أن الولايات المتحدة الأميركية هي وحدها من يستطيع أن يكبح جماح إسرائيل، لكن يبدو أنها تدعم في السر تحركات تل أبيب، وإن تظاهرت في العلن بأنها تؤيد وقف إطلاق النار والحلول الدبلوماسية، حسب الصحيفة.
أما الصحف الأصولية مثل "سياست روز" فنقلت تصريحات قائد الجيش الإيراني، وعنونت بالقول: "على أهبة الاستعداد"، فيما كتبت صحيفة "شهروند" أن حزب الله ولبنان عموما باتوا يعيشون في حرب غير متكافئة، ناشرة صورة من غارات جوية إسرائيلية بالقرب من مطار بيروت الدولي أثناء هبوط إحدى الطائرات المدنية في المطار.
على صعيد آخر لا يزال العديد من الصحف يسلط الضوء على موقف دول الاتحاد الأوروبي من الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات، حيث تصف بعض الصحف هذه المواقف بـ"المؤامرة غير المسبوقة"، مطالبة النظام باتخاذ موقف قوي وصارم ضد هذه التحركات.
صحيفة "آرمان أمروز" وصفت البيان العربي الأوروبي بأنه "انقلاب جيوسياسي ضد إيران"، فيما شددت صحيفة "جمهوري إسلامي" على أن تظهر الخارجية الإيرانية موقفا ثابتا من الأحداث، ولا يكون موقفا "فصليا"، بحيث تصعد إيران من إدانتها عند صدور بيان أو تحرك غربي وشرقي تجاه الموضوع، فيما تلتزم الصمت والسكوت إذا غابت هذه المواقف والبيانات.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": ملف الجزر الثلاث أصبح أكثر تعقيدا
قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني أبو الفضل فاتح، في مقال بصحيفة "اعتماد"، إن دولة الإمارات تسلك نهج "النصر بلا حرب" للمطالبة بالجزر الثلاث المتنازع عليها، مشددا على ضرورة مواجهة هذا النهج لأنه نهج أثبت فاعليته وخطورته.
وذكر الكاتب أن قضية الجزر الثلاث أصبحت أكثر تعقيدًا، خاصة مع اتخاذ الإمارات لخطوات تتنافى تماما مع سياسة حسن الجوار، وتمسّ السيادة الوطنية والعزة القومية للإيرانيين، على حد وصف الكاتب.
ورأى الكاتب أن "الإمارات قد تقوم بإجراءات أكبر مما تقوم به حاليا، كما أن تحالف القوى العالمية مع الإمارات والأدبيات الغريبة والأوروبية الأخيرة وحتى تعاون روسيا والصين مع هذه التحركات الإماراتية تضاعف المخاوف، ومن الممكن أن تكون هناك مؤامرات تتجاوز استخدام تهمة الاحتلال الكبيرة".
وقال أبو الفضل فاتح إن الإمارات استطاعت خلال العقود الماضية أن تحتل مكانة إيران التي تعاني من غياب العمق الاستراتيجي وعدم التوازن في بعض سياستها الخارجية، وعدم التمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الدول، بينما بدأت الإمارات بتوسيع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع العالم أجمع وعلى أعلى المستويات، وأصبحت "المركز الاقتصادي" للمنطقة.
وختم الكاتب بدعوة السياسيين الإيرانيين لضرورة التفكير في إجراءات جديدة، واعتبار ذلك أولوية وطنية، والتعامل مع الجزر الثلاث كملك لجميع الإيرانيين ولجميع الأجيال الحالية والمستقبلية، حسب قوله.
"آرمان أمروز": ملامح المؤامرة الغربية الإسرائيلية ضد إيران
الكاتب والمحلل السياسي علي دارايي، زعم أن مؤامرة غربية – إسرائيلية جديدة تحاك ضد إيران، ومن ملامح هذه "المؤامرة" قرار مجموعة السبع بشأن تشديد العقوبات، وموقف الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون حول ملكية الإمارات للجزر الثلاث، واعتبار وجود إيران في الجزر بمثابة "احتلال غير مشروع".
وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة "آرمان أمروز" أن من ملامح هذه المؤامرة هي العقوبات الأوروبية على قطاع الطيران، وتوسيع إسرائيل لهجماتها وحملاتها في الشرق الأوسط، وصمت المجتمع الدولي.
ودعا الكاتب في هذا الوضع الحساس إلى "التنسيق الميداني والدبلوماسي"، وتقديم الدعم الحازم لوحدة وكفاءة الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وتنوير الرأي العام، وتوضيح مخططات الأعداء الشريرة، مطالبًا القوات المسلّحة الإيرانية وأجهزة الأمن والمخابرات وإنفاذ القانون والمؤسسات العسكرية بـ"اليقظة ومراقبة تحرّكات الأعداء والاستعداد للدفاع والردع".
"خوب": تفاقم الغلاء وبزشكيان نسى وعوده
صحيفة "خوب" الاقتصادية سلطت الضوء على أزمة الغلاء المتفاقم في الأسواق، وعنونت بالقول: "تفاقم الغلاء ومضاعفة معاناة المواطنين"، مؤكدة أن هذه الموجة غير المسبوقة من الغلاء تأتي في وقت وعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بمكافحة الأزمة، وأعطى وعودا كثيرة في هذا المجال، لكن يبدو أنه نسى هذه الوعود حتى الآن.
الخبير الاقتصادي نادر حيدري قال للصحيفة إن إجراءات الحكومات المتعاقبة والبنك المركزي في إيران في سبيل مكافحة التضخم والغلاء غير واضحة منذ سنوات، وما يراه المواطن هو فقط "الوعود الغامضة"، التي يعلم المسؤولون قبل غيرهم بأنها غير فاعلة وغير قابلة للتطبيق.