الاستعدادات للهجوم الإسرائيلي المرتقب، والآثار النفسية والاقتصادية التي خلفها هذا الموضوع على الداخل الإيراني، كانت من ضمن أبرز المحاور التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 21 أكتوبر ( تشرين الأول).
بعض الصحف مثل "آرمان أمروز" ذكرت أن إسرائيل بدأت بالتمهيد لشن هذه الهجمات من خلال تنفيذ "خطة ماكرة"، وهي الهجوم على مقر إقامة نتنياهو والادعاء بأن إيران هي من تقف وراء محاولة الاغتيال.
كما لفتت صحف أخرى مثل "تجارت" إلى قضية تسريب خطة الهجوم على إيران إلى وسائل الإعلام، وذكرت أن إسرائيل والولايات المتحدة هما من سرب هذه الوثائق والمعلومات السرية لممارسة الحرب النفسية على طهران، قبل تنفيذ الهجمات الحقيقية.
بعض الصحف أيضا نقلت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وتحذيره إسرائيل من استهداف المواقع النووية الإيرانية، وقوله إن طهران قد حددت الأهداف الإسرائيلية المقرر ضربها إذا ما تم مهاجمة إيران.
صحف أخرى سلطت الضوء على تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان حول الأزمات التي تعيشها إيران، والظروف الصعبة التي استلمت فيها حكومته السلطة التنفيذية، ومحاولات التيار الأصولي عرقلة مساعي الحكومة في سبيل حل المشكلات، وتلبية مطالب الناس.
صحيفة "سازندكي" قالت إن بزشكيان تحدث أمس في لقاء مجموعة من المصدرين والنشطاء الاقتصاديين، وقال إن "الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لا تسمحان لإيران بالبناء والإعمار، وأنهما شنا على طهران حربا اقتصادية، وأن هذه الحرب تزداد سوءا وتفاقما"، وطلب من التجار والمصدرين مساعدة الحكومة للتغلب على هذه الأزمات.
صحيفة "جمله" أشارت إلى كلام الرئيس بزشكيان حول ما تمر به إيران من ظروف معقدة على الصعيد الداخلي والخارجي، وعنونت بالقول: "حائر بين الحرب والسلم"، موضحة أن بزشكيان حتى الآن لم يكن رئيسا محظوظا، فقد بدأت الأزمات في الليلة الأولى من تسلمه السلطة عندما اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، لتبدأ مرحلة من التصعيد والتصعيد المقابل بين طهران وتل أبيب.
في شأن داخلي انتقدت صحيفة "شرق" نهج الحكومة والمتحدثة باسمها فاطمة مهاجراني، التي دعت المواطنين إلى "الصبر"، مؤكدة أن هذا النهج ودعوة الناس اليائسين أساسا إلى الصبر من شأنه أن يقطع الأمل لديهم بالإصلاح والتغيير، ويؤدي إلى تآكل شعبية الحكومة.
وقالت الصحيفة: رغم أن الرئيس بزشكيان لم يصادق بعد على بعض القوانين المثيرة للجدل مثل قانون الحجاب، ويظهر مقاومة في هذا الخصوص، ويؤكد استمرار العمل على إنهاء أزمة حجب الإنترنت، إلا أن توقعات الناس أكثر من هذه المقاومة أو هذه التصريحات، حيث يتوقع المواطنون تنفيذ الوعود التي قطعها الرئيس للشعب والناخبين أثناء الحملات الانتخابية.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان أمروز": هل الهجوم على منزل نتنياهو "مخطط إسرائيلي"؟
قال الكاتب والمحلل السياسي صابر غل عنبري، في مقال بصحيفة "آرمان أمروز"، إن الهجوم على مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يكون "مؤامرة إسرائيلية" بهدف تمهيد الرأي العالمي لشن هجمات على إيران، ودليل ذلك- حسب الكاتب- هو أن حزب الله لم يتبن العملية بعد، رغم أن بعثة إيران في الأمم المتحدة قالت إن الحزب هو الذي نفذ الهجوم، ولا علاقة لإيران بذلك.
وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل قامت بتهديد طهران مباشرة بعد هذه العملية، التي قد يكون هدفها هو إقناع الولايات المتحدة الأميركية بتغيير الأهداف الإيرانية المقرر قصفها أو توسيع نطاقها.
كما شدد الكاتب على ضرورة أن لا يظل حزب الله في حالة الصمت الراهنة، ويبين إن كان غير متورط في الهجوم، حتى يتضح للجميع أن إسرائيل هي الفاعل، وأنها تريد استغلال الحادث لأغراض ومآرب خاصة، لكن إذا تبين أن حزب الله هو من نفذ العملية فتصبح قضية المؤامرة ضد إيران غير صحيحة.
"تجارت": تسريب خطة الهجوم على إيران تم بشكل متعمد لمضاعفة آثار الحرب النفسية على طهران
صحيفة "تجارت" أشارت إلى قضية تسريب خطة الهجوم الإسرائيلي على إيران، والتي كشفت تفاصيل حول التدريبات العسكرية وانتشار الأسلحة، وقالت إن هناك عددا من الفرضيات حول تسريب هذه الوثائق التي وصفت بـ"فائقة السرية".
الفرضية الرئيسية- وفقا للصحيفة- هي أن تكون الأجهزة الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية هي من سربت هذه الوثائق، وأوصلتها لوسائل الإعلام لممارسة حرب نفسية كبيرة على طهران.
وأوضحت الصحيفة أن انتشار هذه الوثائق من شأنه أن يخلق اضطرابا في إيران، ويضاعف من التوقعات وانتظار الهجوم المفاجئ، ما يزيد من آثار الحرب النفسية التي تشن على طهران في الوقت الراهن.
الصحيفة قالت أيضا إن هناك فرضية أخرى، وهي أن تكون عملية تسريب هذه الوثائق نفذت من خلال خطأ إنساني أو عمليات تجسس، لكن هذه الفرضية- حسب الصحيفة- فرضية "ضعيفة للغاية".
"جمهوري إسلامي": الداعون إلى الحرب في إيران هدفهم "مصالح شخصية"
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" الداعين إلى الحرب، ومن يبرون مقتل نصف سكان العالم في مواجهة إيران وأعدائها الغربيين، قائلة إننا لم نر من هؤلاء الداعين إلى الحرب سوى أنهم طعنوا الأنصار من الخلف، ولم يكن لهم سجل واضح في الحروب والصراعات التي خاضتها إيران في السابق، ولم يشاركوا فيها أصلا.
الصحيفة قالت إن إيران تمر بظروف صعبة، ليس لأن العدو قد كشّر عن أنيابه، بل لأن بعض الإيرانيين لا يزال يتغنى بالحرب والتشوق لها، وذلك ليس من أجل المصالح الإيرانية أو حتى مصالح النظام، وإنما من أجل أن كسب مزيد من السلطة والنفوذ في لعبة السياسة.
"اعتماد": لماذا تأخر الإعلام الإيراني الرسمي في إعلان مقتل السنوار؟
الكاتب والمحلل السياسي عباس عبدي انتقد تأخير مؤسسة التلفزيون الرسمي الإيراني بث خبر مقتل يحيى السنوار، حيث انتشر الخبر كالنار في الهشيم في كل أصقاع العالم، لكن إيران الرسمية لم تبث الخبر إلا بعد أكثر من 24 ساعة من الحادث.
وتساءل الكاتب: كيف لمؤسسة بهذا الحجم والإمكانات والموارد تتأخر بهذا الشكل المفضوح؟ معتقدا أن القائمين على التلفزيون الإيراني كانوا على علم بالموضوع منذ الساعات الأولى، لكن التلفزيون الإيراني ارتضى لنفسه أن يقوم بدور "العلاقات العامة" في المؤسسات والدوائر الحكومية، وليس مؤسسة ذات رسالة وهدف لتنوير المواطنين وإعلامهم بما يجري في الداخل والخارج.
وختم الكاتب بالقول: ما دام التلفزيون الإيراني لم يتحول إلى مؤسسة إعلامية فاعلة ومحايدة فلا أمل يرجى في إصلاح الأوضاع في إيران.