احتل مقتل قائد حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، الصدارة في تغطية الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم السبت 19 أكتوبر (تشرين الأول)، واصفة السنوار بـ"الأسطورة"، الذي خُلّد في التاريخ، و"المقاوم"، الذي مات في سبيل قضيته ووطنه، و"لم يستسلم حتى آخر رمق" في حياته.
وتناولت صحف أخرى مقتل السنوار، ومستقبل ذلك على الصراع في غزة والمنطقة، وحاولت أن تقدم قراءات أكثر دقة في احتمالات ما ستؤدي إليه هذه الحادثة المهمة.
وتحدثت صحیفة" هم ميهن" عن الخلفاء المحتملين ليحيى السنوار، ليتولوا قيادة حركة حماس بعد مقتله، وأشارت إلى أن محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، هو أحد الخلفاء المحتملين لقيادة الحركة، كما ذكرت الصحيفة خليل الحية وخالد مشعل كخليفين محتملين آخرين ليحلا محل السنوار.
وعلى صعيد غير بعيد، قال المحلل السياسي، هادي برهاني، للصحيفة الإصلاحية عن تأثير مقتل يحيى السنوار على الرد الإسرائيلي المحتمل ضد إيران: "إن هذا الحادث ستكون له انعكاسات حتمية على طبيعة الرد الإسرائيلي؛ لأن تل أبيب الآن تعتبر نفسها في مقام المنتصر، وهذا من شأنه أن يقلل من حجم الرد الإسرائيلي على إيران؛ لأنها لا تريد فقدان هذا الموقع الفعلي"، حسب تعبيره.
وبجانب حادث مقتل السنوار، الذي كان العنوان الأبرز في تغطية الصحف اليومية، غطت هذه الصحف كذلك موضوع الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهاجمت دول الاتحاد الأوروبي بعد تضامنها مع موقف أبوظبي.
كما ذكرت صحف أخرى أن سبب هذا الموقف من دول الاتحاد الأوروبي يعود للضعف، الذي يتسم به موقف إيران إقليميًا ودوليًا؛ نتيجة العزلة والقطيعة، اللتين تعيشهما طهران وغياب حلفائها؛ إذ إن روسيا والصين فقط هما الحليفان القويان المفترضان لإيران، لكن هذين البلدين أيضًا قد سبقا الاتحاد الأوروبي في موقفه الداعم للدول العربية، إزاء هذا الملف؛ ما جعل إيران باستمرار في موقف أضعف وأكثر تعقيدًا في هذا الموضوع.
وأكدت صحيفة "ستاره صبح" أن إيران تعيش حالة من الحيرة والتردد في السياسة الخارجية، وأن دولة الإمارات قد استفادت من هذه الحالة، كما أن دول الاتحاد الأوروبي تحمل ضغينة تجاه إيران؛ بسبب إرسال هذه الأخيرة صواريخ ومُسيّرات إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": رحيل السنوار وقيادات المقاومة غير مستغرب والهدف الأكبر هو القضاء على إسرائيل
رثت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، يحيى السنوار، وقالت إن رحيله يشكل منعطفًا في مسار المقاومة، لكنه لن يوقف هذه الجبهة في مواجهة إسرائيل وحلفائها الغربيين.
وذكرت الصحيفة أيضًا أنه كلما كان الهدف كبيرًا كانت التضحيات أكبر، ونظرًا لأن هدف المقاومة هو القضاء على إسرائيل وتدميرها؛ فإن رحيل شخصيات كبيرة مثل السنوار وهنية ونصرالله يصبح مبررًا وغير مستغرب.
أما عن مآلات الأحداث ومستقبل الصراع مع إسرائيل، بعد رحيل السنوار وقادة "محور المقاومة"، فأشارت الصحيفة إلى أن "أطراف المعركة اليوم أصبحت واضحة وجلية؛ فهناك جبهة حق وجبهة باطل، وشياطين العالم وقفوا في جبهة واحدة، والمظلومون في العالم في جبهة واحدة، وبهذا الشكل يمكن معرفة نهاية هذه المعركة؛ إذ إن الحق منتصر دائمًا، بعد أن أصبح 90 في المائة من سكان العالم كارهين لإسرائيل، ولن يستطيع الكيان الصهيوني أن يحسن من صورته باللجوء إلى دعاية هوليوود"، حسبما ذكرت الصحيفة.
"جمهوري إسلامي": مؤامرة الجزر الثلاث غير مسبوقة
وصفت صحيفة "جمهوري إسلامي" البيان المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي حول ملف الجزر الثلاث بـ"المؤامرة الكبيرة" ضد إيران، قائلة: "بعد الصين وروسيا والولايات المتحدة الأميركية ينضم الاتحاد الأوروبي إلى مساندة الموقف الإماراتي حول قضية الجزر، ووصفُ سيطرة إيران على هذه الجزر بالاحتلال يعد حادثًا غير مسبوق".
وذكرت الصحيفة أن البيان تضمن مطالبة إيران بإنهاء احتلال الجزر الثلاث، ورد الأراضي لأصحابها، وعدم انتهاك ميثاق الأمم المتحدة، معتقدة أن الأوضاع في أوكرانيا والحرب على غزة هما السبب في تصعيد هذه الدول، وإبراز هذا الملف في هذا التوقيت؛ إذ إنها ترى أن طهران في وضع لا يسمح لها بمواجهة أزمة جديدة.
ودعت الصحيفة السلطات الإيرانية إلى إظهار عزم أكبر في مواجهة هذه "المؤامرة" عبر البدء في بناء مشاريع سياحية وعمرانية وحتى أمنية في هذه الجزر، واستباق أي محاولات من الأطراف الأخرى، كما أنه يتوجب على السلطات الإيرانية، وفق قراءة الصحيفة، أن تبادر بتحركات دولية لتثبيت حقها في هذه الجزر؛ لأنه من الوارد أن يتم تصعيد الملف أكثر في المرحلة المقبلة، لاسيما إذا عاد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
"ستاره صبح": طهران لجأت للدول العربية لمنع إسرائيل من التصعيد في وقت غير مناسب
قال الكاتب والمحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح": "إن أداء إيران على مستوى العلاقات الدولية وسياستها الخارجية لم يكن أداء ماهرًا ومحترفًا"، معتقدًا أن "جولات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأخيرة إلى دول المنطقة كانت في غير محلها؛ إذ إن التحركات جاءت في ظروف غير مناسبة بين إيران وهذه الدول".
وأضاف الكاتب أن إيران قررت اللجوء إلى الدول العربية في محاولة للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد، لكن سلوك إيران خلال العقود الماضية تجاه هذه الدول قد لا يشجعها على اتخاذ خطوات في هذا المسار، ومساعدة طهران في مساعيها.
وأوضح بيكدلي أن إيران هي المقصرة فيما يتعلق بالنظرة غير الودية الدولية تجاه إيران، ومن أجل تغيير هذه الحالة يجب على طهران تغيير سياساتها الخارجية ودبلوماسيتها تجاه المنطقة والعالم، وإلا فإن استمرار السياسات الحالية يعني استمرار الوضع الراهن.