احتلت العقوبات الأوروبية الجديدة على إيران، وزيارات وزير الخارجية، عباس عراقجي إلى بعض دول المنطقة، المحاور الرئيسية في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 17 أكتوبر (تشرين الأول).
وكتبت صحيفة "آرمان امروز" في صفحتها الأولى حول عقوبات الاتحاد الأوروبي على قطاع الطيران الإيراني وآثار ذلك على الاقتصاد، وذكرت أن هذه العقوبات لن تشمل قطاع الطيران فحسب، بل تسري آثارها على باقي القطاعات، مثل قطاع السياحة وتكاليف التجارة الدولية؛ حيث سيضطر أصحاب الأعمال والاقتصاديون إلى اللجوء لطرق أخرى لتصدير بضاعتهم تكون أكثر كلفة، هذا بجانب ارتفاع الأسعار في تذاكر الطيران؛ حيث ستتضاعف تكاليف المواطنين الذين يترددون على أوروبا؛ بسبب اضطرارهم إلى السفر أولاً لدولة أخرى، مثل تركيا أو الإمارات، ثم التوجه إلى مقصدهم في إحدى الدول الأوروبية.
وانتقدت صحف أخرى دعوات المتشددين إلى إغلاق مضيق هرمز كرد على هذه العقوبات الأوروبية، مؤكدة أن هذه الدعوات تتعارض مع الأهداف المعلنة للدبلوماسية الإيرانية، التي يخوضها هذه الأيام وزير الخارجية، عباس عراقجي، عبر جولات مختلفة شملت العديد من دول المنطقة، كما أن هذه الدعوات تعني في النهاية أن زيارات عراقجي بلا جدوى وفائدة، وسيكون مصيرها الفشل مقابل هذه الدعوات، التي تطلقها صحف ووسائل إعلام تابعة لمسؤولين وشخصيات متنفذة في صناعة القرار الإيراني.
وفي شأن آخر، أشادت بعض الصحف الإصلاحية بتحركات وزير الخارجية الإيراني في الأيام الماضية؛ حيث شملت زياراته العديد من العواصم العربية في المنطقة، وذلك بهدف الوصول إلى وجهات نظر مشتركة حول ما يجري من أحداث وأزمات.
وأشارت صحيفة "رويداد امروز" إلى زيارة عراقجي للأردن ومصر، بعد زيارات سابقة إلى المملكة العربية السعودية وقطر، وعنونت بالقول: "الدبلوماسية المضغوطة".
وأجرت صحيفة "اعتماد" مقابلة مع الناشط السياسي، أحمد شيرزاد، الذي دعا إلى ضرورة أن تعمل الحكومة ومنظومة السلطة في إيران على تجنب التصعيد ومنع وصول الأمور إلى مرحلة اللاعودة حيث لا مكان للدبلوماسية والعقلانية في اتخاذ القرارات.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"آرمان امروز": العقوبات على قطاع الطيران الإيراني تعني مزيدًا من العزلة عن العالم
قال الكاتب والمحلل السياسي، صلاح الدين خديو، في مقابلة مع صحيفة "آرمان إمروز": "إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الخطوط الجوية الإيرانية، وشملت 3 شركات طيران كبرى، هي "إيران إير" و"ماهان" و"ساها" تعني مزيدًا من العزلة والانقطاع عن العالم.
وذكر الكاتب أن شركات الطيران الإيرانية أساسًا كانت ممنوعة من الهبوط في بعض الدول الأوروبية، بسبب تهالك الطائرات الإيرانية وغياب السلامة والأمن لكن هذه الخطوة ستضاعف هذه العزلة، التي تعيشها إيران على مستوى التواصل مع العالم.
كما نوه الكاتب إلى أن موسكو وإسطنبول هما المحطتان الوحيدتان، اللتان تسلكهما الطائرات الإيرانية عند النظر إلى شاشة مطار طهران الدولي بعد هذه العقوبات، مؤكدا أن غياب التواصل والانفتاح على العالم يعني غياب التقدم والتطور.
"آرمان ملي": زيارات عراقجي بلا جدوى.. ودعوات لإغلاق مضيق هرمز
أشار الكاتب والمحلل السياسي، حشمت فلاحت بيشه، إلى تحركات الدبلوماسية الإيرانية في الأيام الأخيرة؛ حيث شملت زيارات عراقجي دولاً عدة، مثل لبنان وسوريا والعراق وعمان وقطر والسعودية والأردن ومصر، في فترة زمنية قصيرة، وذلك في محاولة من طهران لإيجاد حلول تجنبها المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
وذكر الكاتب أنه على حكومة بزشكيان ووزير الخارجية، عباس عراقجي، أن يثبتا للعالم أنهما هما من يديران الخارجية الإيرانية وليس أطراف أخرى، وإلا فإن هذه الزيارات والتحركات الدبلوماسية ستكون بلا جدوى، معتقدًا أن الجولة الأولى من زيارات عراقجي في الأيام الأخيرة لم تكن مثمرة، لهذا تحول الآن إلى الأردن ومصر؛ علها تكون أكثر فائدًا ونفعًا من الزيارات السابقة للدول الإقليمية.
ولفت حشمت بيشه، في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، إلى أن صحيفة "كيهان"، وهي من الصحف ذات النفوذ في إيران، دعت إلى إغلاق مضيق هرمز في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة أن تجد حلاً عبر الدبلوماسية، وهذا يعني أننا يجب أن نعتبر أن هذه الزيارة بلا فائدة وستمنى بالفشل.. مؤكدًا أن الكثير من دول المنطقة تعتبر أن الدبلوماسية والحوار لا مكان لهما في السياسة الإيرانية وأنهما يعتبران شيئًا هامشيًا.
وختم الكاتب بالقول إنه على الخارجية الإيرانية أن تغيّر من أدبياتها الدبلوماسية، وتجعل الدول الإقليمية تشعر بهذا التغيير وحقيقته، حينها يمكن الحديث عن إمكانية تأثير مثل هذه الزيارات وفائدتها للتوصل إلى وحدة في الموقف تجاه الأزمات والصراعات في المنطقة.
"هم میهن": استعدادات إسرائيلية للحرب
قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن التقارير الإعلامية تؤكد أن قرار إسرائيل في مهاجمة إيران بات محسومًا، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصبح اليوم مدعومًا من أشد السياسيين تطرفًا، معتقدة أن الهجوم على إيران بات حتميًا في ظل الرضا والارتياح اللذين أبدياه وزيرا حكومة نتنياهو المتطرفان (وزير الأمن الداخلي ووزير المالية).
وأوضحت الصحيفة كذلك أن الدعوات في إسرائيل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية تزداد، مشيرة إلى دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينت، الذي دعا صراحة إلى قصف المواقع النووية في إيران، وقالت إن هذه التكهنات أصبحت أكثر قوة في الأيام القليلة الماضية.
كما أشارت الصحيفة إلى نقل الولايات المتحدة الأميركية لمنظومات دفاع جوي متقدمة، وكذلك نقل حاملات طائرات إلى المياه الإقليمية، موضحة أن هذه التحركات والاستعدادات العسكرية تؤكد عزم هذه الأطراف على التصعيد في المرحلة المقبلة.