الرد الإسرائيلي المرتقب على إيران، وزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية وقطر، هما الموضوعان البارزان في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 10 أكتوبر (تشرين الأول).
صحيفة "آرمان ملي" نشرت صورة للقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الرياض، وعنونت في صفحتها الأولى: "الدبلوماسية الإيرانية النشطة.. من بيروت إلى الرياض"، فيما كتبت صحيفة "تجارت": "توجه إيراني بنّاء من أجل احتواء التوتر في الشرق الأوسط"، ناشرة صورة تجمع بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره السعودي.
أما صحيفة "جام جم" فنشرت نفس الصورة للوزيرين عراقجي وبن فرحان، مع عنوان: "دبلوماسية ضد الحرب"، معتقدة أن كلا من طهران والرياض لديهما موقف واحد تجاه الأزمة في المنطقة، وهما يدعوان إلى ضرورة إنهاء هذا التوتر، والبحث عن طرق دبلوماسية لخفض التصعيد.
ومن الملفات الأخرى التي تناولتها بعض الصحف الصادرة اليوم مثل صحيفة "اعتماد"، و"آرمان أمروز"، قضية المشروبات الكحولية المغشوشة، والتي أودت بحياة العشرات من الإيرانيين، كما تسمم مواطنون كثر في عدد من المحافظات، لا سيما المحافظات الشمالية.
وقالت صحيفة "اعتماد" إن 41 مواطنا توفوا نتيجة التسمم بهذه المشروبات الكحولية المغشوشة، فيما تسمم 343 شخصا آخر في فترة لا تتجاوز 10 أيام، وذلك في 4 محافظات إيرانية.
وفي شأن آخر، اهتمت بعض الصحف بموضوع انضمام إيران إلى "مجموعة العمل المالي الدولية" (FATF)، حيث يحتدم الجدل هذه الأيام بين المؤيدين والمعارضين، وتتهم صحيفة "كيهان"، كبرى الصحف الأصولية، الداعين إلى حل هذه القضية وانضمام إيران إلى هذه المنظمة بأنهم "داعمون لإسرائيل".
وقالت الصحيفة إن هؤلاء الأفراد هم أتباع الغرب، ويحاولون إجبار إيران على الاستسلام أمام مطالب هذه المنظمة، وهي مطالب تعني إفشال الإجراءات والأعمال التي قامت بها طهران في سبيل الالتفاف على العقوبات وإبطال مفعولها.
أما صحيفة "شرق" فكانت معارضة لموقف "كيهان" بشكل كامل، حيث شددت على أهمية حل هذه القضية والاهتمام بالأزمات الأخرى، مقررة أن حكومة بزشكيان لديها الرغبة والحرص على الانضمام، لكن هناك من يعيق جهود الحكومة، حيث إن الملف برمته خارج عن صلاحية الحكومة، ويتحكم به مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يعارض حتى الآن الانضمام إلى"FATF" .
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": إسرائيل تصر على مهاجمة إيران
قال الكاتب والدبلوماسي الإيراني السابق، جلال ساداتيان، إن سلوك إسرائيل يدل على أنها تعتقد بأن عليها الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني لحفظ وجودها، مضيفا أن هناك دولا مختلفة في المنطقة والعالم تتفاوض مع إسرائيل لإقناعها بعدم الرد على طهران، لكن تل أبيب تصر على موقفها.
وأشار الكاتب إلى صعوبة أن تستهدف إسرائيل كافة المواقع والأهداف المهمة في إيران، كون أغلبها مخبأ تحت الأرض وبينها مسافات شاسعة، معتقدا أن مثل هذا الهجوم لن يقع ما لم يكن هناك دعم أميركي مباشر، وهو ما لا تبدي واشنطن الآن رغبة فيه.
كما رأى ساداتيان أن إسرائيل لا تملك المعدات اللازمة لمهاجمة هذه الأماكن في إيران وحدها، لأن المسافة بين إيران وإسرائيل حوالي 2000 كلم، والمقاتلات الإسرائيلية لا تستطيع تنفيذ ضربات إلا إذا ساعدتها طائرات التزود بالوقود الأميركية، حسب تعبيره.
أما الكاتب يوسف مولايي فقال للصحيفة إن إسرائيل في الوقت الحالي تدرس سيناريوهات ردها، الذي بات شبه مؤكد في ظل التصريحات والمواقف الإسرائيلية المعلنة.
وتوقع الكاتب أن يعتمد هجوم إسرائيل على إيران بشكل أساسي على عناصر وعملاء إسرائيل داخل النظام نفسه، ولا يكون هجوما شاملا باستخدام المقاتلات، لأن الولايات المتحدة الأميركية لا ترغب الآن في توسيع دائرة الصراع بين إيران وإسرائيل أوسع من ذلك.
"هم ميهن": الوقت ينفد أمام بزشكيان للحفاظ على ثقة الشعب والناخبين
قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن الرئيس مسعود بزشكيان لا يملك وقتا كثيرا للحفاظ على ثقة الشعب بعد انتخابه رئيسا لإيران.
وكتبت في هذا السياق: على الرغم من أن الرئيس بزشكيان، وبفضل الدعم الذي يحظى به من قبل المؤسسات الرسمية، استطاع تجميد بعض القضايا والملفات المثيرة للجدل مثل قانون الحجاب، وخلق بعض الانفراجات الطفيفة في السياسة الخارجية، إلا أنه لم يعمل شيئا في سبيل حل القضايا المحورية والهامة مثل قضية الإنترنت، وقضية اختيار المسؤولين وفقا لمبدأ الولاء وليس التخصص والجدارة.
الصحيفة ذكرت أن هذه الملفات لا تزال تعرقل من قبل الأطراف المنتفعة منها، ويجب على رئيس الحكومة إذا أراد الحفاظ على ثقة الشعب ومن صوتوا له بأن يبادر في إيجاد حلول سريعة وفاعلة لها.
كما ذكرت الصحيفة أن أحد أسباب إطالة هذه الملفات وعدم حلها سريعا هو أن الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان يحاول أن يكسب أيضا رضا منظومة الحكم، وأن يحقق الوفاق داخل النظام، معتقدة أن هذه المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وعلى الجميع أن يعملوا ويساعدوا الحكومة ورئيسها في سبيل تحقيقها.
"شرق": حكومة بزشكيان لا تملك الآليات اللازمة للانضمام إلى "FATF"
قالت صحيفة "شرق"، تعليقا على الجدل حول قضية انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) والأطراف المؤيدة والمعارضة لذلك، إن الحكومة السابقة بقيادة الأصولي إبراهيم رئيسي لم تكن ترغب في الانضمام إلى هذه المنظمة الدولية الهامة، وهو ما كلف البلاد كثيرا من التبعات والخسائر.
وأضافت: الحكومة الحالية بقيادة الإصلاحي مسعود بزشيكان لديها الرغبة والحرص على الانضمام، لكنها لا تملك الأدوات الكافية للانضمام، وهناك من يعرقل جهودها في هذا المجال.
وقالت الصحيفة أيضا إن الحقيقة أن مفتاح الانضمام إلى "FATF" ليس بيد الحكومة، وإنما بيد مجلس تشخيص مصلحة النظام المسيطر عليه من قبل التيار الأصولي والمقربين من المرشد علي خامنئي.
وأشارت إلى أن حكومة رئيسي السابقة لم تكن مؤمنة بأهمية الانضمام إلى هذه المنظمة والخروج من القائمة السوداء لها، بل كانت تؤمن بطرق أخرى مثل الالتفاف على العقوبات.