بعد ضغوط من الأنصار، وتشكيك بالقدرات والإمكانات من قبل الخصوم في الداخل والخارج، جاء الرد الإيراني على إسرائيل أخيرا ليكون أكبر من الرد السابق حجما ونطاقا، على الرغم من أنه لم يتم تسجيل ضحايا في صفوف المدنيين أو العسكريين الإسرائيليين.
الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 2 أكتوبر (تشرين الأول) أظهرت ابتهاجا واسعا، وتنوعت عناوينها في الحديث عن الهجوم، فصحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية مثلا كتبت في صفحتها الأولى :"هجوم إيراني غير مسبوق على إسرائيل"، في إشارة إلى أنه كان أكبر من هجوم أبريل (نيسان) الماضي، الذي أثار انتقادات ضمنية من داخل النظام نفسه، معتبرين أنه ضاعف من حجم الاستياء لدى أنصار إيران ومؤيدي النظام.
صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، دعت قبل أيام إلى هجوم كبير على إسرائيل لرد هيبة النظام الإيراني، أمام الضربات التي تعرضت لها طهران في الأشهر والأسابيع الماضية، بجانب ما تعرض له ما يعرف بمحور المقاومة، وشددت على ضرورة أن "يتم دفن إسرائيل" في الهجوم المقبل، وكتبت اليوم ما يفهم منه أنها رأت في الهجوم تحقيقا لمطلبها السابق، وعنونت في مانشيتها بخط عريض: "الحرس الثوري دفن جثة إسرائيل".
صحف إصلاحية أبرزت تصريحات المسؤولين الذين أكدوا أن الهجوم الإيراني قد انتهى فعليا، وكان يهدف إلى الدفاع عن حقوق إيران وشعبها، في محاولة لتقليص آثار الهجوم، ومنع ردة فعل كبيرة من قبل إسرائيل، التي يبدو أنه سيكون لها موقف أكثر صرامة من إيران، بعد أن أكد مسؤولوها بأن طهران ستندم على مهاجمة إسرائيل.
صحف أخرى سلطت الضوء على الجدل بين أنصار الحكومة والمتشددين من التيار الأصولي، الذين يتهمون بزشكيان بـ"عصيان" أوامر وتعليمات المرشد علي خامنئي في الرد على إسرائيل، مشيرين إلى أن بزشكيان أقر بأنه خُدع من قبل الأميركيين، الذين طلبوا عدم الرد على مقتل إسماعيل هنية مقابل تحقيق بعض المطالب لطهران، لكن تبين أن هذه الوعود كانت "كاذبة"، حسب تصريحات الرئيس الإيراني في الأيام الماضية.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"توسعه إيراني": لغز الردع الإيراني تجاه إسرائيل
رأت صحيفة "توسعه إيراني" في تقرير لها بعنوان "لغز الردع الإيراني" إن طهران لم تستطع بعد تحقيق الردع المطلوب تجاه إسرائيل، رغم كثرة الفعاليات التي تقوم بها سنويا، وأشارت إلى أن في العام الأخير تعرضت إيران إلى ضربات متتالية من قبل إسرائيل، وكانت كل ضربة أكبر من السابقة حجما وتأثيرا.
وقالت الصحيفة: رغم مرور عقود من الإعداد العسكري والصاروخي، وكثرة الدعاية بمحو إسرائيل وإزالتها من الخريطة، إلا أن كل ذلك لم يخلق الردع المطلوب لإيران، ورأينا في العام الأخير كيف تجاوزت إسرائيل كافة الخطوط الحمراء الإيرانية، وباتت المخاوف الآن تدور من قيام تل أبيب باستهداف الداخل الإيراني والمواقع العسكرية في الداخل.
وأضافت: يجب أن نبحث أين كان الخطأ في كل هذه المسيرة من الإعداد لمواجهة إسرائيل والتصدي لها؟ لافتة إلى أن الكثير يعتقدون بأن تعلل طهران في ردها على الضربات الإسرائيلية هو العامل الرئيس في تطاول تل أبيب على سيادة إيران ومصالحها.
"آرمان أمروز": هل عصى بزشكيان أوامر خامنئي حول الرد على إسرائيل؟
صحيفة "آرمان أمروز" لفتت إلى الجدل القائم بين أنصار الحكومة والتيار المتشدد حول ضرورة الرد على إسرائيل بشكل كبير، مشيرة إلى ادعاء بعض النواب الأصوليين بأن الرئيس مسعود بزشكيان قد عصا أوامر المرشد في تنفيذ الهجوم، وهو ما أدى إلى تطاول إسرائيل واستمرارها في تجاوزها للخطوط الحمراء، وقتلها لزعيم حزب الله حسن نصر الله.
الصحيفة نقلت كذلك رد نجل الرئيس الإيراني يوسف بزشكيان، الذي انتقد النواب الأصوليين الذين يتهمون والده بـ"التمرد" على خامنئي وعدم طاعته، قائلا إن قرار الحرب والسلام هو من صلاحيات المرشد علي خامنئي بصفته قائدا للقوات المسلحة، وأكد أن والده لن يعصي للمرشد أي أمر، وهو مطيع له وتابع لأوامره، حسب ما جاء في الصحيفة.
الصحيفة دعت الجهات الأمنية والقضائية إلى محاسبة هذه الأصوات المتشددة، التي تتعارض مع فكرة "الوفاق الوطني" التي يعمل عليها رئيس الجمهورية، معتقدة أن مثل هذه الأصوات تحقق أحلام إسرائيل وأهدافها في الداخل الإيراني.
"اقتصاد بويا": موجات الغلاء في الأسواق الإيرانية ومعظم الإيرانيين يحتاجون الدعم الحكومي
على صعيد الاقتصاد تحدثت صحيفة "اقتصاد بويا" على موجات الغلاء التي تضرب الأسواق كل فترة في إيران، وتؤثر بشكل رهيب على الوضع المعيشي للإيرانيين، لافتة إلى الظواهر التي تترتب على هذا الغلاء مثل زيادة السرقات، وكثرة الخلافات الزوجية والمجتمعية، واللجوء إلى الإدمان والتفكير في الهجرة.
الصحيفة قالت إن معظم الإيرانيين الآن أصبحوا مستعدين للسرقة من أجل توفير ما يحتاجونه من أساسيات العيش، لافتة إلى أن الكثير ممن يتم القبض عليهم لا يشعرون بالذنب، ويعتقدون أنهم كانوا مضطرين للقيام بهذه السرقة بعد أن سُدت جميع الأبواب بوجههم.
الصحيفة أيضا قالت إن أسعار السلع في الأسواق تتغير خلال ساعات، وهو ما يكشف حجم عجز الحكومة في إدارة البلاد وضبط الأسواق.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاجتماعي أمان الله قرائي قوله إن نسبة السرقة في إيران زادت إلى 88 في المائة، منوها إلى أن 60 مليون إيراني باتوا محتاجين للدعم من قبل الحكومة، التي تعترف بنفسها بأن نسبة الفقر في إيران تجاوزت الثلاثين مليون مواطن.