بين النقد والإشادة انقسمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 26 سبتمبر (أيلول)، في قراءتها لخطاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وصفته الصحف الموالية بـ"خارطة طريق" و"الخطاب البناء" و"بدء عصر جديد"، وما إلى ذلك من أوصاف الثناء والإشادة.
في المقابل كانت قراءة الصحف الأصولية مختلفة، حيث رأت أنه "خطاب مكرر" و"ضعيف"، كما حاولت أن تبرز الجانب المتعلق بحديث بزشكيان في انتقاده لإسرائيل، وازدواجية الغرب في التعامل مع القضية الفلسطينية، متجاهلة الجزء المتعلق بالاتفاق النووي، الذي أكد بزشكيان استعداد حكومته بدء التفاوض حوله للتوصل إلى صيغة اتفاق جديد، وهو ما تعارضه هذه الصحف، التي ترى في الاتفاق النووي "كارثة" مدمرة حلت بإيران عام 2015.
صحيفة "آرمان أمروز" ذكرت أن هناك بوادر اتفاق بين إيران والدول الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي، لافتة إلى الأجواء الحميمة بين طهران ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تكون في الغالب مقدمة لأي اتفاق مع الغرب.
كما سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي حول التصعيد في لبنان، مكتفية بتأكيده "انتصار" حزب الله على إسرائيل، مُقرا في الوقت نفسه بأن إمكانات الحزب وقدراته لا تقارن بإمكانات إسرائيل.
صحيفة "خراسان" أيضا أشارت إلى كلام خامنئي حول اغتيال قادة حزب الله العسكريين في الغارات الجوية الإسرائيلية، وتأكيده أن مقتل قادة الحزب لن يشل عمل حزب الله أو يحدث خللا في مسار قيادته.
صحيفة "جمله" تناولت تصريحات وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر صالحي، الذي ادعى أن الهجوم على لبنان هو محاولة لجر إيران إلى صراع مفتوح مع إسرائيل، وقوله إن فرضية اندلاع مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب باتت تقترب من الواقع والحقيقة، معتقدا أن إسرائيل تريد من وراء هذا التصعيد أن تضع إيران في مواجهة مفتوحة مع الغرب، الذي سيقف حتما بجانب إسرائيل في حربها ضد إيران.
أما صحيفة "هم ميهن" فتطرقت إلى أزمة إيران مع إسرائيل، وكتبت في تقرير لها بعنوان: "ماذا نفعل مع إسرائيل؟"، أن إيران تعيش مأزقا في مواجهتها مع تل أبيب، إذا لا يُعرف ماذا يجب عليها أن تفعل، فعملية "الوعد الصادق" التي نفذتها طهران على الأراضي الإسرائيلية بعد استهداف قنصليتها فشلت عمليا في خلق الردع لإيران، وإلا لما تكررت مهاجمة إسرائيل للأراضي الإيرانية، واغتيالها لإسماعيل هنية في طهران.
وأشادت الصحيفة بتجنب القيادة الإيرانية الدخول في حرب مع إسرائيل، والوقوع في فخ نتنياهو، إلا أنها طرحت سؤالا في الختام، وقالت: السؤال الأهم اليوم هو ماذا يجب أن نفعل مع إسرائيل الآن؟".. تاركة الإجابة مفتوحة على كل الاحتمالات.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"تجارت": خطاب بزشكيان يبين نهج حكومته ومحاولة تخفيف التوترات وحل الأزمات
أشاد الكاتب والسياسي محمود واعظي، في مقال نشرته صحيفة "تجارت"، بخطاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الأمم المتحدة، مدعيا أن هذا الخطاب وحديث الرئيس مع وسائل الإعلام الأميركية أحدث تغييرات إيجابية في رؤية دول العالم نحو إيران.
وذكر الكاتب أن بزشكيان تحدث أمام العالم عن نهج حكومته في السياسة الخارجية والتفاعل البناء مع العالم، وتطوير العلاقات الوثيقة مع الجيران، ومحاولة تخفيف التوترات والتهدئة، وحل الأزمات.
ورأى واعظي أن حديث بزشكيان وخطابه مهم للغاية، حيث يؤكد للعالم أن أولوية العلاقات الدولية لحكومته هي تطوير التعاون مع الدول المجاورة ودول العالم، لبناء تفاعل بناء ومتبادل مع الجميع.
وأوضح الكاتب أيضا أن بزشكيان بخطابه هذا بين أن حكومته مهتمة باستخدام جميع الفرص والقدرات في مجال العلاقات الخارجية من أجل تنمية بلاده، والاستفادة الكاملة من قدرة المنظمات الدولية والإقليمية والدول المعنية لتحقيق الأهداف التنموية لإيران.
"آرمان أمروز" ثلاثة مطالب لماكرون قدمها للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان
أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الإيراني والفرنسي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذكرت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدم 3 مطالب إلى نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في هذا اللقاء.
المطلب الأول، حسب ما ذكرت الصحيفة، يتمثل في مطالبة ماكرون من بزشكيان استخدام طهران لنفوذها على حزب الله من أجل خفض التصعيد، وتجنب توسيع دائرة الصراع والحرب في الحدود بين لبنان وإسرائيل.
أما المطلب الثاني فهو مطالبة طهران بوقف دعمها لآلة الحرب الروسية ضد أوكرانيا، حيث تُتهم إيران بمد روسيا بالأسلحة والصواريخ التي تستخدمها موسكو في الحرب.
فيما كان المطلب الثالث يتعلق بإطلاق سراح 3 سجناء فرنسيين تحتجزهم
السلطات الإيرانية منذ سنوات، بتهمة المشاركة في الاحتجاجات والعمل على توسيعها.
"هم ميهن": "ازدواجية" القضاء الإيراني.. والمتطرفون يسيئون للرئيس
انتقدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية ما اسمته "الازدواجية التي يتعامل بها القضاء الإيراني في القضايا الإعلامية".
وأشارت إلى أن القضاء يستهدف الأفراد والشخصيات غير الأصولية إذا وجهوا انتقادات للمسؤولين، ويحرك ضدهم ملفات قضائية، في حين لا يقوم بأي إجراء إذا قام أحد من التيار الأصولي بمهاجمة رئيس الجمهورية، ويتهاون في محاسبته.
كما أشارت الصحيفة إلى "ازدواجية المؤسسة الإعلامية التي يديرها أصوليون مقربون من المرشد علي خامنئي"، وقالت: "لا تتم محاسبة من يسيئون إلى رئيس الجمهورية، لكن الآخرين يتم استدعاؤهم حتى عندما يقدمون انتقادات بسيطة. سيادة هذه المعايير المزدوجة مضرة بالبلاد وبسمعة القضاء في إيران".
وأضافت: المتطرفون يحظون بحصانة عن المحاسبة والمساءلة، وهم يهاجمون من يريدون، وبأي شكل يريدون، دون أن يقلقوا من محاسبة جهة من الجهات. الهجمات على رئيس الجمهورية تجاوزت حد الانتقاد. إذا لم تتم معالجة هذه المشكلة فإن سمعة القضاء تتضرر، كما أن المناخ العام في البلد يصبح مسمما، وهذا يشكل أكبر خطر على إيران، حسبما جاء في الصحيفة.