هجمة منسقة شنتها الصحف الأصولية الصادرة اليوم، الأربعاء 25 سبتمبر (أيلول)، على الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الموجود حاليا في نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
صحيفة "جوان"، القريبة من الحرس الثوري، وصفت الزيارة إلى نيويورك بـ"الضعيفة"، وقالت إن تصريحات الرئيس الخاطئة قد غطت على ضعف فريقه المرافق له، وذكرت أن هذا الفريق هو الذي عطل البلاد لسنوات، بأمل التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة دون عائد يذكر.
وذكرت الصحيفة أيضا أن إيران يجب أن تستعد لسنوات لهذا الضعف وأخطاء الرئيس، الذي أثبت فقدانه لمهارة الخطاب السياسي، مشيرة إلى كلام بزشكيان حول استعداد طهران للتخلي عن سلاحها، وقبول خفض التصعيد مع إسرائيل.
صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، انتقدت أيضا بزشكيان وعنونت بالقول: "تصريحات غير مدروسة في نيويورك.. من الذي يقدم هذه الاستشارة لرئيس الجمهورية؟"، موضحة أن مثل هذه التصريحات هي نتيجة للاستشارات التي يقدمها مرافقو بزشكيان ممن لهم هوى وتوجه غربي معروف.
في المقابل دافعت صحيفة "هم ميهن" عن تصريحات الرئيس الإيراني، وهاجمت المنتقدين، ووصفتهم بقلة "الحكمة والدهاء"، مستندة إلى تحليلات خبراء في العلاقات الدولية أشادوا فيها بكلام بزشكيان حول موضوع التخلي عن السلاح، وخفض التوتر مع إسرائيل.
في شأن داخلي آخر أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى حادث منجم مدينة طبس، ووفاة 50 عاملا وفقا للإحصاءات الرسمية، وتساءلت عن سبب وقوع هذا الحادث على الرغم من أن الرئيس السابق إبراهيم رئيسي قد زار هذا المنجم بالتحديد، ووعد قبل 3 سنوات بحل مشكلاته في غضون 20 يوما.
كما لفتت الصحيفة إلى كثرة الوفود الحكومية والزيارات التي يقوم بها المسؤولون عقب كل حادثة مأساوية، وكتبت: "ما جدوى كل هذه الزيارات والوفود والمزاعم باتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع حدوث مثل هذه الكوارث؟ هل استطاعت أي منها الحيلولة دون تكرار الأحداث من جديد؟"
في موضوع آخر هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من خامنئي، صحيفة "جمهوري إسلامي" بعد وصف هذه الأخيرة حركة طالبان بـ"الحكومة الإرهابية" التي "تقتل الشيعة" في أفغانستان.
"كيهان" قالت إن التيار الإصلاحي المحب للغرب والذي تمثله الصحيفة يحاول باستماته أن يفتعل حربا بين إيران وأفغانستان، من أجل أن ينتقموا من هزيمة أميركا المدوية في أفغانستان، مشددة على ضرورة اجتناب الوقوع في فخ الأعداء والمعاندين، والتوقف عن مهاجمة طالبان ووصفها بالإرهاب.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جوان": لا فائدة من التفاوض والدبلوماسية مع الغرب.. اختاروا الطريق الصعب
دعت صحيفة "جوان"، الأصولية والمقربة من الحرس الثوري، الحكومة الإيرانية إلى إغلاق ملف التفاوض والدبلوماسية مع الغرب، وقالت إنه لا فائدة من التفاوض في سبيل إحقاق حق إيران بعد التجارب السابقة الكثيرة.
وكتبت الصحيفة اليوم الأربعاء: "لا فائد من المفاوضات. اختاروا الطريق الصعب وليس الدبلوماسية. من أجل تحقيق مصالح إيران والحصول على حقوقها، لا يوجد هناك طريق سهل. وعبر التاريخ لم يقم بلد بالنضال إلا ونال حقوقه".
كما هاجمت الصحيفة الداعين إلى المفاوضات والدبلوماسية بين إيران والغرب، وكتبت: "المخطئون في التاريخ دائما ما يفضلون الطرق السهلة والبسيطة، ويهربون من الطرق الصعبة.
ما بيننا وبين الولايات المتحدة الأميركية لن يحل ببضعة ابتسامات أو كلام دبلوماسي".
كما رفضت الصحيفة أن تكون إيران هي المتصلبة، وقالت: خلافا لما يتهموننا به فإن أميركا هي من تعتمد على "إيديولوجية متصلبة وغير قابلة للتغيير".
"كيهان": بزشكيان لا يفهم في عالم السياسة وهو عاجز عن بيان مقصده
مدير تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، سلك خطابا واضحا هذه المرة تجاه الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، بعد أشهر من الملاطفة والمغازلة، ووصفه بأنه "لا يفهم السياسة" و"يعجز عن بيان ما يقصده"، وذلك عقب تصريحات لبزشكيان أدلى بها لوسائل الإعلام؛ مثل قوله إن "إيران وأميركا أخوة" أو كلامه عن استعداد طهران لخفض التوتر مع تل أبيب، والتخلي عن أسلحتها مقابل تخلي إسرائيل عن ذلك.
وكتبت الصحيفة: السهو الكلامي الذي ظهر في كلام بزشكيان هو أحدث نموذج على ضعف الرئيس، وعجزه عن بيان مقصده، وهذا يكشف عدم اطلاعه على عالم السياسة والمعارف اللازمة في هذا المجال.
وذكرت الصحيفة أن بزشكيان نفسه قد صرح لوسائل إعلام أميركية بالقول إنه "لا يعرف السياسة" و"لا يفهم السياسة"، مضيفة: "هذا الكلام وإن كان في الظاهر يدل على تواضعه، إلا أن هناك براهين وأدلة تؤكد أن بزشكيان قد أشار إلى الحقيقة، وأن رئيس الجمهورية، مع الأسف، لا يملك خبرة كافية في هذا المجال".
"هم ميهن": كلام بزشكيان عن التخلي عن السلاح محاولة لكشف زيف ادعاءات الغرب وازدواجيته
دافع الخبير في العلاقات الدولية، حسن بهشتي بور، عن تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول موضوع التخلي عن السلاح مقابل قيام إسرائيل بالإجراء نفسه، وقال في تصريحات له نقلتها صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن الرئيس لم يصرح- وفق المقطع الصوتي المنتشر له- حول قضية خفض التوتر مع إسرائيل، وإنما تحدث عن قضية نزع السلاح من قبل الطرفين، وهو كلام إعلامي ونظري، بهدف رمي الكرة في ملعب الطرف الآخر، لأن إسرائيل لن تقبل بأي شكل من الأشكال التخلي عن سلاحها، فبقاؤها يعتمد على الأسلحة المميتة، وبالتالي فإن كلام بزشكيان محاولة للضغط على الطرف الأخر وتبرئة ساحة إيران.
بدوره قال المحلل في السياسات الخارجية رضا نصري: "بزشكيان أراد أن يكشف ازدواجية الغرب في التعامل مع إيران وإسرائيل، فبينما يطالبون طهران بوقف دعم جماعات المقاومة يسلحون إسرائيل إلى حد الشبع، ويطالبون طهران بتعطيل برنامجها النووي السلمي ووقف برنامجها الصاروخي لكن لإسرائيل الحق في امتلاك أسلحة نووية، وامتلاك أي أسلحة. في مثل هذا المناخ فإن تصريحات بزشكيان تهدف إلى كشف بطلان مزاعم الغرب، ولا علاقة لذلك بالمصالحة وخفض التوتر مع إسرائيل".