التصريحات والتصريحات المضادة الصادرة من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الوليدة دفعت بالتيار الأصولي، وحتى الموالين للإصلاحيين، إلى انتقاد الحكومة، والتأكيد على قلة خبرتها.
فبزشكيان خرج مثلا بتصريحات يوم أمس، قال فيها إن طهران مستعدة لوضع جميع أسلحتها جانبا شريطة أن تقوم إسرائيل بمثل ذلك، كما ذكرت وسائل إعلام غربية بأن الرئيس الإيراني أعلن استعداد طهران خفض التصعيد مع تل أبيب.
لكن وزير الخارجية عباس عراقجي خرج بعد ذلك بقليل وادعى بأن بزشكيان لم يصرح بذلك، ولم يعلن نية طهران خفض تصعيدها مع إسرائيل، خلافا لما أعلنته وكالة "بلومبرغ" نقلا عن بزشيكان.
نفي الوزير الإيراني لم يدم طويلا، إذ خرج مقطع صوتي يؤكد صحة ما ذكرته الوكالة، وأن بزشكيان قد صرح بهذا الكلام فعليا.
بعض الصحف حاولت تبرير ذلك بالقول بأن الرئيس الإيراني قد "سها لفظيا"، ولم يعن حقا ما يقول، لأن كلامه قد أثار استغراب الأصدقاء والخصوم.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، هاجمت أيضا وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي قال في خضم الأحداث المتصاعدة في لبنان بأن طهران عملت بذكاء، ولم تقع في فخ تل أبيب في الانجرار للحرب.
الصحيفة قالت إن هذا الكلام، وإن لم يكن إعلانا صريحا للانسحاب من الرد لمقتل إسماعيل هنية في طهران، إلا أن طرحه في هذا التوقيت المحتقن في لبنان وغزة قد يخلق تصورا في أذهان قادة إسرائيل بأنهم قادرون على فعل أي جريمة، دون أن يعترضهم أحد في ذلك.
في شأن آخر انتقدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية تهاون المسؤولين الحاليين في التعرف على أسباب وخلفيات حادث الانفجار في منجم مدينة طبس، الذي أودى بحياة أكثر من 38 شخصا وفق الإحصائية الرسمية.
الصحيفة لفتت إلى أن قول بعض المسؤولين والوزراء في حكومة بزشكيان بأن ما شهده منجم طبس كان مجرد حادث هو تصريح غريب وعجيب، مضيفة: "المسؤولون طبعا خلصوا إلى أن هذا الحادث هو حادث طبيعي، وليس عملا قد خطط له مسبقا، وإلا لو كان الأمر كذلك لتدخلت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لمعرفة تفاصيل الحدث وأبعاده".
في شأن اقتصادي ذكرت صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد، أن الغلاء الذي شهدته إيران في الأسابيع القليلة الماضية تم بموافقة من المسؤولين في حكومة بزشكيان، وأن هذا يتطلب توضيحا وشرحا مفصلا من الحكومة حول رغبتها في التدخل المباشر في السوق أو عدم التدخل، كما توحي بذلك تصريحات بعض الوزراء والمقربين من الرئيس.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الإصلاحيون لا يعرفون معنى الاتفاق مع أميركا أو أنهم أدوات أميركية في الداخل الإيراني
هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، دعاة التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية لإخراج إيران من أزماتها الحالية، وعلقت على ذلك بالقول: "هؤلاء يبدو أنهم لا يدركون الفرق بين التوصل إلى اتفاق وبين قبول الذل والمهانة أو أنهم يتغابون في هذا المجال أو ربما هم في الأصل أدوات بيد واشنطن تتحكم بها في الداخل الإيراني".
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تتردد في ارتكاب أي جريمة ضد إيران، وهي تعلن بصراحة عزمها ونيتها إسقاط النظام الحاكم في طهران.
وأشارت إلى أن الإصلاحيين لا يعرفون ما معنى التوصل إلى اتفاق مع بلد يريد سلب استقلالك وثرواتك الطبيعية، ويطالبك بالاستسلام له والخنوع إليه.
"جمهوري إسلامي": إيران أغلقت جميع الطرق الدبلوماسية أمام نفسها بسبب الصين
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن إيران وبسبب علاقاتها وتقاربها مع الصين قد أغلقت على نفسها كافة الطرق الدبلوماسية، مؤكدة أن الروس هم المستفيدون من هذه المواجهة والتوتر بين إيران والغرب.
الصحيفة كتبت أن السياسة الخارجية لإيران يجب أن تعتمد على مبدأ "لا شرقية ولا غربية"، موضحة أن الدول الشرقية (روسيا والصين) قد رافقت دول الغرب في عقوباتها على إيران، وأثبتت أنها تفضل مصالحها على مصلحة طهران، ولا تعتبر الاتفاقيات بعيدة المدى المبرمة مع طهران دليلا على الحفاظ على المصالح الإيرانية المشتركة.
واستشهدت الصحيفة بمسايرة روسيا والصين لدولة الإمارات العربية المتحدة في قضية الجزر الثلاث، وكذلك موافقة موسكو لقضية فتح ممر "زنغزور"، مؤكدة أن هذه النماذج خير دليل على عدم إمكانية الوثوق بهذه الدول والأنظمة الشرقية.
"ستاره صبح": زيارة بزشكيان إلى نيويورك بين اليأس والأمل
صحيفة "ستاره صبح" أجرت مقابلات مع مجموعة من المحللين والخبراء في العلاقات الدولية حول أبعاد زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى نيويورك، للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوقعاتهم تجاه مستقبل العلاقة بين طهران وواشنطن.
الكاتب مهدي مطهرنيا قال للصحيفة إن على بزشكيان أن يعتمد خطابا مختلفا عن الرؤساء السابقين، إذا ما أراد خلق انفراجة في العلاقة بين البلدين، لكنه استبعد أن تكون الزيارة الحالية جسرا لخلق الانفراجة في العلاقات الثنائية بين طهران وواشنطن، نظرا للأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط والتطورات في لبنان.
فيما توقع الكاتب علي صوفي أن تتضمن هذه الزيارة تطورات جديدة على صعيد العلاقة بين إيران وأميركا، قائلا إن بزشكيان يحظى بحماية ودعم كامل من المرشد علي خامنئي، ولم يكن هناك رئيس جمهورية بهذا الشكل من الثقة والقبول لدى خامنئي، ما يجعل فرصة التفاوض المباشر بين واشنطن وطهران ممكنة هذه المرة، وهو ما قد يقود إلى تطورات جديدة.
الكاتب حشمت فلاحت بيشه، الذي كان يترأس لجنة الأمن القومي في البرلمان السابق، قال للصحيفة إنه غير متفائل من هذه الزيارة، لأن الهدف الأساس منها هو إلقاء كلمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، واللقاءات التي سيعقدها بزشكيان مع بعض المسؤولين الغربيين- مثل الرئيس الفرنسي- لن تعود بفائدة من ورائها، لأن هذه الدول منسجمة في مواقفها مع الولايات المتحدة، وما لم يحصل تطور على صعيد العلاقة بين طهران وواشنطن لن تكون الدول الأوروبية مستعدة للعمل والتجارة مع إيران.