تفجير أجهزة الاتصال لدى عناصر حزب الله في لبنان لليوم الثاني على التوالي كان عنوانا رئيسيا في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 19 سبتمبر (أيلول) 2024، والتي حاولت شرح أبعاد هذه الهجمات، وتبعاتها على لبنان وإيران والمنطقة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، لم تستطع اليوم أيضا تجاهل هذا الحدث كما فعلت يوم أمس، إذ تناولته اليوم في صفحتها الأولى، وادعت في عنوانها أن هذه الأعمال التي تقوم بها إسرائيل تأتي بسبب عجزها وعدم قدرتها على التعامل مع حزب الله، وكتبت أيضا أن "محور المقاومة يستعد للقصاص".
صحيفة "اعتماد" ذكرت أن هذه الهجمات تضع إيران وحزب الله أمام خيارين كلاهما صعب، موضحة أن إسرائيل تقوم بمؤامرة لجر إيران وحزب الله إلى حرب شاملة.
وبينما تقر الصحف الإصلاحية بأن الهجوم كان ضربة مؤلمة لحزب الله وحلفائه، اعتبرت صحيفة "جام جم"، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، أن ما قامت به إسرائيل من عمليات "اغتيال جماعية" طالت عناصر حزب الله يأتي ردا على ما قام به حزب الله في "انتقامه" على مقتل القيادي فؤاد شكر، حيث استهدف مقر "فرقة 8200" التابعة للاستخبارات الإسرائيلية في 25 أغسطس (آب) الماضي، و"حمّل إسرائيل هزيمة كبيرة" والتي حاولت يومي الثلاثاء والأربعاء التغطية على هذه الهزيمة، حسب الصحيفة.
صحيفة "آرمان أمروز" زعمت أن الولايات المتحدة الأميركية بعثت برسائل سريعة إلى إيران بعد هجمات لبنان، تؤكد لها بأنه لم يكن لي أي دور في تفجير أجهزة الاتصال، وذلك بهدف خفض التوتر ومنع التصعيد المحتمل عقب هذه الأحداث.
في شأن آخر توقعت صحيفة "هم ميهن" فشل حكومة بزشكيان، وهزيمتها أمام الدعاية الإعلامية التي تروج لها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في إيران، وقالت: "نظرا إلى سيطرة خصوم بزشكيان (الأصوليين) على التلفزيون الرسمي، وكذلك الدعاية التي تقوم بها المعارضة في الخارج، فإن حكومة بزشكيان ستفشل وتهزم بكل تأكيد".
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الخصوم والمعارضين يبرزون المشكلات والأزمات، ويستغلون معاناة المواطنين لأغراض وأهداف سياسية، وعلى حكومة بزشكيان أن يكون لها منصات مرئية لبيان الوضع الحالي، وشرح الحقائق للمواطن، وإلا فإنها ستفشل وتهزم.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": مؤامرة إسرائيل والسيناريوهات الصعبة أمام إيران وحزب الله
قال الكاتب والمحلل السياسي علي رضا شاكر، في مقال بصحيفة "اعتماد"، إن إسرائيل تستميت وتستخدم كل أدواتها من أجل جر إيران وحلفائها إلى حرب شاملة، وأن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان آخر نموذج على هذه المحاولات الإسرائيلية.
وأوضح الكاتب أن أمام طهران وحزب الله سيناريوهين صعبين، فإذا لم ترد إيران وحزب الله فمن الممكن أن يفقدا هيبتهما ومكانتهما في عيون أتباعهما وحلفائهما في المنطقة والعالم، لكن في حال قررا الرد فإنهما سيواجهان ردا قويا من الولايات المتحدة الأميركية وحلفاء إسرائيل.
الكاتب مع ذلك رجح عدم الرد وتحمل تبعات هذا السيناريو على السيناريو الآخر الذي يضع إيران في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف: أفضل خيار أمام طهران وحزب الله هو أن يقوما عبر الطرق الدبلوماسية بالضغط على إسرائيل في المحافل الدولية، وأن يشكلا ملفا قضائيا ضد إسرائيل بالتعاون مع المنظمات الدولية أو حتى الإقليمية بمساعدة الدول الصديقة.
كما ذكر شاكر أن إيران، وبدل الدخول في حرب مباشرة، بإمكانها اللجوء إلى الهجمات السيبرانية وحرب المعلومات أو تستخدم الجماعات الوكيلة لها في مختلف المناطق، وهذا كفيل بأن يضغط على إسرائيل دون أن تخوض طهران حربا شاملة، حسب الكاتب.
كما اقترح الكاتب "إجراء مناورات عسكرية واستعراض للقوة في المناطق الحدودية لإيران"، وأن "هذا يعتبر رسالة إنذار لإسرائيل وحلفائها، تبين لهم بأن أي اعتداء سيواجه برد فعل سريع"، معتقدا أن هذه الطريقة ستضمن حفظ اعتبار إيران وحزب الله.
"شرق": بزشكيان بطيء في إحداث التغيير المطلوب ولا يظهر الشجاعة اللازمة في هذا المسار
انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بسب بطء تغيير المسؤولين السابقين، والإبقاء على شخصيات ومسؤولين محسوبين على الحكومة الأصولية السابقة، تحت مسمى "الوفاق الوطني" ومحاولة الرئيس إرضاء التيار الأصولي وقياداته.
وكتبت الصحيفة: باسم الوفاق الوطني يبقي الرئيس على المسؤولين غير الأكفاء من الحكومة السابقة، وكأن الرئيس يتباطأ في إحداث التغيير المطلوب، ولا يظهر الشجاعة اللازمة في اتخاذ القرارات الهامة والضرورية.
وأكدت الصحيفة أن المطالبة بتغيير المسؤولين غير الأكفاء المعينين من قبل الحكومة السابقة لا يتضاد مع فكرة الوفاق الوطني، ومعنى الوفاق لا ينبغي أن يكون معادلا للإبقاء على المسؤولين الذين سبق وأن فشلوا في الاختبار، وباتوا أوراقا محروقة.
وشددت "شرق" على ضرورة أن تقوم الحكومة بهذه التغييرات لأنها مطلب شعبي، موضحة أن بزشكيان لا يجب عليه الإبقاء على هذه الشخصيات والمسؤولين، الذين يتعمدون عرقلة عمل حكومته، ولا يتعاونون من أجل الوصول إلى الأهداف المعلنة في حملة بزشكيان الانتخابية.
"هم میهن": انتقادات تاجزاده لطريقة الحكم لا تعتبر جريمة.. وهو يمارس النقد فقط
صحيفة "هم ميهن" انتقدت تشكيل ملف جديد وتهمة جديدة ضد الناشط السياسي الإصلاحي البارز مصطفى تاجزاده، مؤكدة أن ما يقوم به تاجزاده من انتقاد أو نشر بعض المقالات يفتقد لصفة "الجريمة" التي يحاول القضاء الإيراني أن يلصقها به، وهو ما دفع بتاجزاده أن يقوم بكتابة رسالة مفتوحة إلى المرشد علي خامنئي.
وأكدت الصحيفة أن تاجزاده، المسجون منذ 2022، لم يهدف لشيء سوى نقد طريقة الحكم، ولا ينوي القيام بجريمة ضد أمن واستقرار إيران، كما توحي بذلك التهم الموجهة إليه، وهذه تهم لا تنسجم مع شخصية تاجزاده وسلوكه السياسي والاجتماعي، حسب ما ذكرت الصحيفة.
وكان تاجزاده كتب في رسالة للمرشد علي خامنئي أكد له أن فتح ملف وتهمة جديدة ضده تم بقرار من خامنئي، وقال: "منظمة استخبارات الحرس الثوري تشكل لي للمرة السابعة ملفا جديدا بتهمة "التواطؤ بهدف ارتكاب جريمة ضد أمن البلاد" و"النشاط الدعائي ضد نظام الجمهورية الإسلامية".
وأضاف: حتى هذه اللحظة أنا مسجون 9 سنوات وشهرين، لا لشيء سوى أنني انتقد الوضع المأساوي في إيران، والذي تسببت به سياساتك".