انقسمت الصحف الأصولية الصادرة اليوم، الثلاثاء 17 سبتمبر (أيلول)، إلى موقفين فيما يتعلق بالمؤتمر الصحافي الأول الذي عقده الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث تجاهل بعض هذه الصحف المؤتمر بشكل كلي، فيما هاجم البعض الآخر بزشكيان وتصريحاته حول بعض الملفات والقضايا.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، انتقدت رد بزشكيان على سؤال مراسل الصحيفة الذي شارك في المؤتمر، حيث رفض بزشكيان مصطلح "الفتنة" الذي استخدمه مراسل "كيهان" في حديثه عن الاحتجاجات التي شهدتها إيران في السنوات الماضية، قائلا إن "هذا الوصف هو فهم الصحيفة ومن يديرها، وهو غير مقبول لدى شريحة أخرى من الإيرانيين".
الصحيفة غضبت من ذلك، وكتبت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: "الغوغائيون قد تجرأوا من أفعال أدعياء الإصلاحيين وأهل الفتن، وأساءوا إلى صورة الإمام الخميني، وحرقوا الأعلام في يوم عاشوراء، لكن رئيس جمهوريتنا يقول هذه ليست فتنة وهذا فهمكم ورؤيتكم!".
وعرّضت الصحيفة بـ"الوفاق الوطني" الذي يدعو له بزشكيان، وقالت كيف يمكن أن يكون هناك وفاق وطني عندما يتم الدفاع بهذا الشكل عن أصحاب الفتنة؟
وفي مقابل الصحف الأصولية التي كانت منتقدة ومتحفظة تجاه مؤتمر بزشكيان، نجد الصحف الإصلاحية قد اعتبرت هذا المؤتمر بأنه ناجح بامتياز، وأكد عزم بزشكيان على حل الملفات السياسية والاقتصادية العالقة، والتوصل إلى الوفاق الوطني في الداخل من أجل تقوية موقف إيران على الصعيد الدولي.
كما أشارت صحف مثل "آرمان ملي" إلى موقف بزشكيان السلبي من شرطة الأخلاق، وقضية الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولي (FATF)، وضرورة إحياء الاتفاق النووي من أجل تحسين الوضع الاقتصادي في الداخل.
صحيفة "ستاره صبح" أشارت إلى ما ذكره الرئيس الإيراني من مشكلات وأزمات في إيران، وعنونت بخط عريض: "الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر"، لافتة إلى قضية شرطة الأخلاق، وحجب الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإقامة الجبرية على قادة الحركة الخضراء، والفساد، وأزمة الطاقة (الكهرباء والغاز)، والعقوبات والعلاقة مع الولايات المتحدة، وهي كلها ملفات تطرق لها بزشكيان، وأكد على ضرورة حلها.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"فرهیختكان": بزشكيان اتسم في المؤتمر الصحافي بـ"السذاجة"
تناولت صحيفة "فرهيختكان" الأصولية المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس مسعود بزشكيان أمس الاثنين، وقالت إن المؤتمر لم يكن ناجحا على الإطلاق، وليته تأخر أكثر من ذلك.
الصحيفة ذكرت أن بزشكيان ظهر بشكل يوحي بـ"السذاجة"، وعدم الإحاطة بالأمور والقضايا، لا سيما فيما يتعلق بحديثه عن الملفات الخارجية الهامة.
واستشهدت الصحيفة بالتحديد ببعض الجمل التي وردت على لسان بزشكيان مثل قوله: "أدعو الله أن تكون لنا علاقات مع مصر"، وقوله: "نحن أخوة مع أميركا أيضا"، وقالت إن مثل هذه الجمل لو وردت على لسان إنسان أمي لما دعا ذلك إلى الاستغراب، لكن مثل هذه العبارات والجمل على المستوى الدولي قد تكون لها معان لا تخدم مصالح إيران.
كما انتقدت الصحيفة استخدام بزشكيان لمصطلح "الاتحاد السوفيتي" بدل روسيا، و"الأفغان" عند حديثه عن المهاجرين في إيران، وقالت إن هذا الاستخدام قد يكون عبارة عن خطأ لفظي بسيط، لكن بكل تأكيد فإن له آثار سلبية في أذهان المستمعين.
وعلى الصعيد الداخلي أيضا رأت الصحيفة أن بزشكيان لم يكن مسيطرا على الملفات والقضايا التي يتطرق لها، حيث قدم إجابات فضفاضة وبشكل كلي عندما سئل عن ملفات حجب الإنترنت، وقضايا التعليم والسكن.
"جمهوري إسلامي": لا مؤشرات على تحقق وعود بزشكيان وعلى الرئيس تجنب أخطاء الحكومات السابقة
صحيفة "جمهوري إسلامي" خاطبت رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، وذكّرته بالوعود التي اقتطعها للشعب الإيراني أثناء حملاته الانتخابية، وقالت إننا لا نتوقع تحقيق هذه الوعود بهذه السرعة، لكن على رئيس الجمهورية أن يمنع تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الحكومات السابقة.
وأوضحت الصحيفة أيضا أن بزشكيان تعهد في الحملات الانتخابية بالعمل على نهج الإمام علي، وهو لا يزال يعد بذلك، وهو على الرغم من أنه لم ينحرف عن كلامه إلا أنه لا توجد مؤشرات ملموسة في حياة الناس ووضعهم الاقتصادي على أن هذه الوعود قد تحققت أو سوف تتحقق.
وأكدت الصحيفة أن الهدوء النسبي في الداخل سيستمر إلى أن يصبح الناس يائسين من تحقيق مطالبهم في التغيير والإصلاح.
كما شددت الصحيفة على ضرورة أن يقصي الرئيسُ المتطرفين من طريق الوفاق الوطني، منوهة إلى أن هؤلاء المتطرفين هم أكبر عائق أمام الوفاق الوطني الذي يسعى له بزشكيان.
"كيهان": تعاون بين طالبان وإيران للقضاء على داعش
ادعت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد خامنئي، أن هناك تعاونا بين إيران وطالبان للقضاء على داعش، وهو ما جعل الأعداء يعملون على وقف هذا التعاون من أجل أن تتمكن الولايات المتحدة الأميركية من تقوية داعش واستغلالها، حسب الصحيفة.
كما زعمت "كيهان" أن محاولات بث الفرقة بين الشيعة في إيران وأفغانستان تهدف لعزل فيلق "فاطميون" من محور المقاومة، وإضعاف هذا المحور في هذا التوقيت الحساس.
في شأن آخر وفي الذكرى السنوية الثانية لاحتجاجات مهسا أميني، قالت الصحيفة: كان مشروع الاحتجاجات عقب حادث مقتل مهسا أميني مخططا له مسبقا لضرب النظام والثورة، من خلال اتهام الشرطة بقتل مهسا أميني وضربها أثناء الاحتجاز.