تصدرت زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى العراق وإقليم كردستان العراق اهتمامات معظم الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم السبت 14 سبتمبر (أيلول)، والتي اعتبرتها زيارة ناجحة.
وأكدت أن تلك الزيارة وضعت الملفات الرئيسة على جدول الأعمال، سواء بالنسبة لقضية الإقليم وحضور الأحزاب الكردية المعارضة لإيران في إقليم كردستان العراق، أو العلاقة مع بغداد والملفات العالقة بين الطرفين.
صحيفة "مردم سالاري" عنونت في "مانشيتها" لهذا اليوم: "مكاسب أكثر من المتوقع من زيارة بزشكيان إلى العراق"، مشيرة إلى زيارات بزشكيان المتعددة إلى مناطق ومدن مختلفة من العراق، بدءًا ببغداد، وإقليم كردستان العراق، ثم التوجه نحو الجنوب، وزيارة البصرة وكربلاء والنجف، ولقائه مسؤولين محليين في العراق، فيما عنونت "آرمان ملي": "زيارة تاريخية.. من بغداد إلى الإقليم".
أما صحيفة "فرهیختكان" فانتقدت لقاء بزشكيان رئيس حزب العمال الكردستاني، مسعود بارزاني، رغم وجود الخلافات بين الطرفين، وقالت: "إن التوقيت لم يكن مواتيًا لعقد هذا اللقاء، وسيعطي امتيازات للحزب قبيل الانتخابات في الإقليم".
ومن الملفات الأخرى في تغطية الصحف الإيرانية، اليوم السبت، قضية العقوبات الغربية الجديدة على طهران؛ بسبب ملف الصواريخ الباليستية التي أكدت تقارير دولية أن إيران سلمتها مؤخرًا لروسيا.
وانتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" التناقض بين ما تصرح به وزارة الخارجية الإيرانية، وبين ما يكشف عنه بعض نواب البرلمان، والإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني، وكتبت: "في الوقت الذي تنفي فيه وزارة الخارجية إرسال الصواريخ إلى روسيا يخرج علينا بعض المحللين في التلفزيون الإيراني وبعض النواب، ويؤكدون أن إرسال الصواريخ إلى روسيا يأتي في إطار صناعة نظام عالمي جديد ويكشف عن المواجهة بين حلف إيران وروسيا ضد الولايات المتحدة".
وشددت الصحيفة على ضرورة أن تكون مواقف الإعلام الرسمي تابعة لما تصرح به وزارة الخارجية من مواقف وقضايا، وألا يكون هذا الإعلام تابعًا لجهات وأطراف أخرى.
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"إسكناس": العلاقة بين إيران والدول الأوروبية وأميركا وصلت إلى طريق مسدود
أشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، صابر غل عنبري، في تصريحات نقلتها صحيفة "إسكناس"، إلى العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة ضد إيران؛ بسبب إرسالها أسلحة وصواريخ باليستية إلى روسيا؛ لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، وقال إن العلاقة بين إيران والأطراف الأوروبية والأميركية وصلت إلى طريق مسدود في ثلاثة ملفات أساسية، وهي: الحرب في غزة، والحرب الأوكرانية، والاتفاق النووي.
ورأى الكاتب أن هذه الملفات الثلاثة أصبحت متشابكة كثيرًا ومرتبطة ببعضها البعض، مع أن الدول الأوروبية تنظر إلى قضية دور إيران في الحرب الأوكرانية كأولوية، فيما ترى الولايات المتحدة قضية غزة ودور إيران في الصراع الدائر في الشرق الأوسط هو محط الاهتمام الرئيس، ونجد أن ملف الاتفاق النووي لم يعد يشكل أولوية لدى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية أيضًا.
وأوضح غل عنبري، أن حجم العقوبات واتساعها يكشف عن نوايا أوروبية لتحرك نحو تفعيل آلية الزناد، وإعادة العقوبات الأممية على إيران، لاسيما ونحن نقترب من نهاية عمر الاتفاق النووي، الذي سينتهي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2025، معتقدًا أن العلاقة بين إيران والدول الغربية بلغت الآن ذروة تدهورها.
وخلصت الصحيفة، في تقريرها حول الموضوع، إلى أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية قد لا تستطيع إعادة العقوبات الأممية على إيران؛ بسبب ملف الاتفاق النووي؛ نظرًا لتقارير سابقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك موقف روسيا والصين، اللذين سيستخدمان بكل تأكيد حق النقض "الفيتو" ضد أي قرار بإعادة العقوبات الأممية على طهران، لكن اتهام إيران بإرسال أسلحة وصواريخ لتأجيج الصراع في أوكرانيا، والإعلان عن انتهاك إيران للاتفاق النووي يمكن أن يعيد تفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات الأممية على طهران، دون الحاجة إلى اتفاق بين أعضاء مجلس الأمن والعبور من "الفيتو" الروسي أو الصيني.
"ستاره صبح": ضرورة الابتعاد عن الحرب غير المطلوبة
كتب مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، مقالاً تطرق فيه إلى ضرورة أن تتجنب إيران خوض حرب غير مناسبة لها، وليست مطلوبة حاليًا، لافتا إلى تحركات إسرائيل خلال السنة الأخيرة، من استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، ثم اغتيال إسماعيل هنية في طهران، ومؤخرًا قصف مركز بحثي في مدينة مصياف السورية، وكذلك الاغتيالات في لبنان، معتقدًا أن تل أبيب تنصب فخًا لإيران وتريد استفزازها للرد، لكي تدخل في حرب مباشرة وواسعة.
وذكر الكاتب أن إسرائيل تمتلك إمبراطورية من الأسلحة، وهو ما لا تحوزه إيران، والمشكلة- كما يضيف الكاتب- أن المسؤولين في طهران لا يريدون أن يفتحوا أعينهم على حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط قد تغيرت، وأن الشعب الإيراني قد تغير، وباتت الأكثرية تعارض الحروب والصراعات، وتريد مثل سائر الشعوب أن تعيش بأمان ورفاهية.
ولفت الكاتب إلى إدراك المرشد الإيراني السابق، روح الله الخميني، حقيقة الصراع، وأضاف: "مؤسس الجمهورية الإسلامية عندما أدرك الحقائق أعلن بشجاعة أنه سيتجرع كأس السم، ويقبل قرار وقف إطلاق النار في الحرب مع العراق، وهذا القرار وإن كان ظاهره التراجع والانسحاب، فإنه كان مليئًا بالفوائد والمكاسب وأنقذ إيران وحفظ سيادتها".
وختم الكاتب بالقول: "اصبروا. الوقت ليس مناسبًا للثأر والانتقام. تجنبوا الحرب".
"فرهیختكان": كان على بزشكيان عدم لقاء مسعود بارزاني
انتقدت صحيفة "فرهیختكان" الأصولية لقاء الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، خلال زيارته إلى العراق، وذكرت أن توقيت الزيارة لم يكن ناجحًا، وكان الأحرى بالرئيس بزشكيان عدم عقد هذا اللقاء الآن.
ونقلت الصحيفة كلام المحلل السياسي، علي رضا مجيدي، الذي قال إن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو أكبر حزب في إقليم كردستان العراق، ويجب أن تكون هناك علاقة مع الحزب، فلو غابت هذه العلاقة فإن أعداء إيران سيشغلون الفراغ، لاسيما أن الحزب له علاقة مع بعض الأطراف المعادية لإيران، حسب ما جاء في الصحيفة.
واستدرك الكاتب بالقول: لكن توقيت هذه الزيارة لم يكن ناجحًا، ويمكن أن يستغله الحزب الديمقراطي الكردستاني لصالحه، وهو على أعتاب الانتخابات في الإقليم؛ فنحن قدمنا امتيازًا للحزب في المرحلة المقبلة، وإيران لديها قوة وموارد أكثر بكثير مما يمتلكه إقليم كردستان العراق، ومِن ثمّ فإن العلاقة يجب أن تكون من منطلق الأقوى والأعلى يدًا لتنظيم سلوك الطرف المقابل.