احتلت زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى العراق، ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان إلى روسيا، مساحة ملحوظة من تقارير الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 11 سبتمبر (أيلول) 2024.
وأشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي، علي أكبر أحمديان، إلى روسيا، تزامنًا مع جدل إرسال إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، وكذلك أزمة ممر زنغزور، وعنونت بالقول: "رحلة وسط اتهامات إرسال الصواريخ وجدل ممر زنغزور".
ورأت صحيفة "شهروند" أن هدف زيارة أحميديان إلى موسكو هو إظهار مواقف إيران المتعارضة مع موقف روسيا، فيما يتعلق بقضية ممر "زنغزور".
أما عن زيارة الرئيس مسعود بزشكيان، فقالت صحيفة "إسكناس" إن الهدف الرئيس من وراء هذه الزيارة هو التوقيع على اتفاقيات أمنية بين طهران وبغداد لمعالجة المخاوف الأمنية الإيرانية، لا سيما في قضية انتشار الأحزاب الكردية المعارضة لإيران في إقليم كردستان العراق.
وأشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى هذه الزيارة، واستخدمت عنوان: "أول رحلة خارجية لبزشكيان بعدة ملفات مهمة"، وذكرت أن بزشكيان سيسعى لمعالجة قضية الأحزاب الكردية المعارضة في إقليم كردستان العراق، وكذلك الأموال الإيرانية المجمدة في العراق، بسبب العقوبات الأميركية.
ومن الملفات الأخرى، التي أبرزتها صحف اليوم الأربعاء، هي العقوبات الجديدة التي فرضتها دول أوروبية والولايات المتحدة الأميركية، بعد تأييد صحة التقارير التي تحدثت عن إرسال إيران صواريخ باليستية إلى روسيا في الفترة الأخيرة.
ورأت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، أن ذلك بداية سيئة من العلاقة بين حكومة بزشكيان الجديدة والدول الغربية، وعنونت في صفحتها الأولى: "الدول الأوروبية وأميركا ترد على حُسن نية إيران بعقوبات جديدة".
صحيفة "ستاره صبح" أيضًا أشارت إلى فرض عقوبات على شركة "إيران إير" للطيران، وعنوّنت بخط عريض في صفحتها الأولى: "فرض عقوبات على إيران إير".
فيما قالت صحيفة "شهروند" إن فرض عقوبات على شركة "إيران إير" للخطوط الجوية يكشف عن نية الدول الغربية توريط إيران بأزمات وضغوط جديدة، بهدف إجبار طهران على قبول شروط الغرب وسياساته.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": الغرب يرى إيران شريكًا في "جريمة"روسيا بأوكرانيا
ذكرت صحيفة "آرمان ملي" أن بعض المحللين السياسيين يعتقدون بأن إيران أصبحت مشاركة في "جريمة" روسيا في عدوانها على أوكرانيا، ولهذا تحاول الدول الغربية، التي تتهم إيران بإرسال الصواريخ والمُسيّرات إلى روسيا، "تأديب" طهران ومعاقبتها على ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن الدول الغربية فرضت عقوبات شديدة على إيران لهذا السبب، رغم أن طهران تنفي إرسالها أسلحة لروسيا، بهدف استخدامها في الحرب على أوكرانيا، وإن ما ترسله من أسلحة ومعدات عسكرية يأتي في إطار التعاون العسكري بين البلدين، وهو ضمن اتفاقيات أُبرمت قبل الحرب على أوكرانيا أصلاً.
ولفتت "آرمان ملي" إلى تأكيد الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية إرسال إيران صواريخ باليستية مؤخرًا إلى روسيا، معتقدة أن هذه المواقف المتصاعدة ضد إيران تنبئ بمرحلة جديدة من الضغوط ضد طهران، وسيكون تشديد العقوبات سلاحها الأقوى في هذا الصعيد، حسبما جاء في الصحيفة.
أما الكاتب والمحلل السياسي، على أصغر زرغر، فكتب في الصحيفة مقالاً بعنوان: "روسيا تحاول تغيير سياسة إيران الخارجية"، ولفت إلى تجاهل الروس لمصالح إيران الدولية والإقليمية، مؤكدًا خطأ سياسات طهران، التي تنتهج التوجه نحو الشرق، وقال إن محاولات توريط إيران في أزمات روسيا، وكذلك قضية ممر «زنغزور»، تكشف ضرورة أن يعيد القادة الإيرانيون النظر في السياسة الخارجية المعتمدة على الشرق.
"ستاره صبح": التوتر بين إيران والغرب سيستمر في حكومة بزشكيان
أشار الكاتب والمحلل السياسي، مهدي مطهر نيا، إلى العقوبات الغربية الجديدة على طهران، ورأى، في مقاله بصحيفة "ستاره صبح"، أن هذه العقوبات وشدتها تؤكد أن التوتر والصراع بين طهران والعواصم الغربية سيستمر، ولا أمل في أن تعالج حكومة بزشكيان الجديدة هذه القضية.
ومع ذلك أعرب الكاتب عن أمله في أن تفتح زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى نيويورك في الفترة القليلة المقبلة ثغرة ولو محدودة لتحسين العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وأن تُتخذ إجراءات تصب في صالح هذا المسار، مستدركًا بالقول: "إن الساسة الأميركيين يعتقدون أن الرئيس في إيران لا يمكنه اتخاذ قرار مستقل في السياسة الخارجية".
وعن الرئيس الأميركي القادم الذي تفضله إيران، قال الكاتب إن طهران ترغب في أن تكون كامالا هاريس هي الرئيسة القادمة، لكن مع ذلك فإن أيًا كان الرئيس في البيت الأبيض سيستمر التوتر في العلاقة بين طهران وواشنطن؛ كون سياسة الأحزاب الأميركية تجاه إيران لا تختلف في الكليات، وإنما الاختلاف يكمن في الطريقة وشكل المواجهة.
"شهروند": تقسيم أرمينيا والمواجهة بين إيران وأذربيجان من مخاطر فتح ممر "زنغزور"
تناولت صحيفة "شهروند" قضية ممر "زنغزور" والتبعات الأمنية والسياسية الخطيرة على إيران، ومنطقة القوقاز، وقالت إن هذه الأزمة من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم أرمينيا، وصدام ومواجهة بين إيران وأذربيجان، التي تصر على تنفيذ هذه الخطة، وفتح ممر بين أراضيها وبين إقليم نخجوان التابع لها عبر الأراضي الأرمينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن فتح هذا الممر يهدف لإلغاء أي دور لإيران في السيطرة على طريق الشرق إلى الغرب، والذي يوصل الصين بأوروبا في المستقبل.
كما ادعت الصحيفة أن أردوغان وإلهام علييف يعملان على إحياء مجد الأتراك العثمانيين، وهذا ما يشكل خطرًا على استقرار إيران، متهمة الرئيس التركي وحزبه بتأجيج الصراع العرقي، من خلال حديثه عن توحيد الأتراك (في إيران وتركيا والدول الأخرى).
كما ذكرت أن الخطر الآخر الذي يهدد إيران في هذا الملف هو تزايد حضور إسرائيل في الأراضي الأذربيجانية، وأن فتح هذا الممر سيضاعف دور إسرائيل في تلك المنطقة؛ ما يعتبر تهديدًا مباشرًا لإيران، حسب قراءة الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني إلى روسيا تهدف في المقام الأول إلى بيان مواقف إيران من هذا الممر، وهي مواقف سبق أن أكدها وزير الخارجية، عباس عراقجي، الذي قال إن تغيير الحدود الإيرانية الدولية مع جيرانها يعد خطًا أحمر، وإن طهران ستفعل كل ما في وسعها لمنع حدوث ذلك.