تعددت الموضوعات التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الاثنين، 9 سبتمبر (أيلول)، بين ما هو خارجي مثل قضية "ممر زنغزور" والأزمة بين طهران وموسكو، وكذلك زيارة الرئيس مسعود بزشكيان للعراق ونيويورك، إلى ملفات داخلية مثل زيادة أسعار الوقود ومعوقات المصالحة الوطنية.
على الصعيد الداخلي؛ دافعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، عن فكرة رفع أسعار الوقود التي طرحها الرئيس مسعود بزشكيان ضمنيا قبل أيام، وتسببت في جدل وانتقادات واسعة بين النشطاء السياسيين في الداخل الإيراني.
الصحيفة قالت إن تصريحات بزشكيان ونائبه كانت نوعا من تحضير الشارع وتهيئة الرأي العام لقرار كبير (رفع أسعار الوقود)، وأضافت: "يجب بداية قول الحقيقة للشارع، وسيقبل المواطنون المتفهمون هذه الحقائق. السيارة التي تكون مرآتها فقط بـ50 مليون تومان، لماذا يجب أن لا يتجاوز سعر استهلاكها للوقود أكثر من مليون تومان سنويا؟ يجب على قوات الثورة أن تدافع عن رفع أسعار البنزين".
في المقابل انتقدت صحيفة "هم ميهن" محاولات مسؤولي حكومة بزشكيان تهيئة الشارع إلى رفع الوقود، مستشهدة بكلام لنائب الرئيس محمد رضا عارف الذي قال: "أي عقل سليم يقبل أن نستورد الوقود بسعر الدولار (يساوي نحو 59 ألف تومان) ونبيعه بسعر 1500 تومان فقط؟".
وعقبت الصحيفة على كلام عارف، وقالت: حديث المسؤولين الحكوميين عن العقل السليم في هذا الوضع هو تبرير غير منطقي وستكون لها تبعات كبيرة. إذا لم يقبل العقل السليم ما تقولونه فإنه لن يقبل كذلك أن يكون سعر الخيار الذي هو منتج محلي مرتفع بهذا الشكل. العقل السليم لا يهمه بكم يتم استيراد هذه السلعة أو تلك، وإنما يهمه قيمة هذه السلعة، وما إذا كانت قد بيعت أو اشتريت وفقا لقيمتها".
في شان منفصل دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى التحقيق بشكل واسع في ملفات الفساد التي تورط فيها مسؤولون في حكومة رئيسي السابقة، لافتة إلى أن القرض الذي أخذه رئيس منظمة البورصة ومساعديه الذي يقدر بـ10 مليارات تومان، واستقالته عقب انكشاف الأمر.
وأكدت أن هذا الفساد يؤكد ضرورة أن تقوم الحكومة بمراجعة ملفات المسؤولين السابقين، لا سيما من استعانت بهم الآن لمنع تكرار مثل هذا الفساد والمخالفات المالية.
في شأن آخر قال الكاتب والدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد في مقال بصحيفة "آرمان ملي" إن طرح روسيا لقضية ممر زنغزور في هذا التوقيت، وفي الوقت الذي تتعرض له مقاطعة كورسك الروسية لهجوم أوكراني يكشف عن أمرين؛ فإما أن يكون ذلك بسبب استياء روسي من طهران أو أنها تريد ممارسة الضغط السياسي على إيران وأرمينيا.
وأما عن سبب الاستياء الروسي من إيران، فقال الكاتب إن ذلك يعود لتشكيل حكومة جديدة في طهران أعلنت عن عزمها إنهاء الخلافات مع الغرب من أجل رفع العقوبات، وهو ما تعتبره موسكو لا ينسجم مع مصالحها.
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"دنياي اقتصاد": خطأ سياسة التوجه نحو الشرق
تساءلت صحيفة " دنياي اقتصاد" عن السبب الذي يجعل بعض الأطراف في إيران تصر على السير نحو الشرق (روسيا والصين)، على الرغم من أن الشرق ليس لديه أي رؤية إيجابية تجاه مصالح طهران الدولية والإقليمية.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني الجديدة عباس عراقجي، الذي أكد أن أولوية السياسة الخارجية الإيرانية في المرحلة القادمة ستكون التوجه نحو الشرق، معلقة على ذلك بالقول: السؤال الأول من السيد عراقجي أليست هذه السياسة هي امتداد للسياسة السابقة؟ هل عاد نفع للبلد من السياسات السابقة؟ لماذا إذن يجب أن ندور في الحلقة المفرغة؟".
السؤال الأهم ربما، تضيف الصحيفة، هو كيف يرى الدبلوماسيون والمخططون الاستراتيجيون في إيران طبيعة الشرق ونهاية مساره لكي يصرون على أن تكون أولوية البلد في سياسته الخارجية متجهة نحو الشرق؟
وأكدت الصحيفة في الختام على ضرورة أن يعي مصممو السياسة الخارجية الإيرانية مشكلات هذه الاستراتيجية والنتيجة التي ستترتب عليها، ودعتهم إلى العودة إلى التوازن في العلاقات الخارجية، وتعويض ما حدث من أخطأ في السابق لكي تستطيع إيران منافسة جيرانها في علاقاتها الخارجية المتنوعة.
"كيهان": من ينتقدون روسيا بسبب قضية ممر زنغزور هم خونة وأتباع للغرب
في المقابل هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، منتقدي تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقالت: "اللافت في هذه التصريحات للوزير الروسي هي أنها دفعت الإصلاحيين إلى شن هجوم على روسيا قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لموسكو للمشاركة في اجتماع قادة منظمة بريكس".
وأضافت الصحيفة: هناك حديث حول اقتراب موعد التوقيع النهائي على الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا، ولهذا يحاول الإصلاحيون عرقلة هذا الأمر من خلال شن هجومهم على روسيا وقيادتها.
واتهمت الصحيفة الإصلاحيين بعدم إدراك الحقائق والأولويات، وقالت: "هذا الخطأ في الموقف ليس ناجما عن غفلة أو خطأ في التحليل، وإنما هو بسبب تبعية هؤلاء إلى الغرب، والارتماء بأحضانه دون قيد أو شرط، هؤلاء الأفراد الذين ينتقدون كلام لافروف حول ممر زنغزور هم خونة".
"تجارت": أهداف زيارة بزشكيان إلى العراق
قالت صحيفة "تجارت إن من أهداف زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى العراق هو إبرام اتفاقيات تفاهم بين البلدين، تؤدي إلى إنهاء بعض الخلافات الموجودة بينهما، كما أن أهم هدف لهذه الزيارة هو رسم الحدود بين البلدين، لأنه وبعد الحرب التي دامت 8 سنوات توصل الطرفان إلى وقف إطلاق النار، لكن دون أن يقوما بحل هذه القضية، ويتوقع أن تعالج الزيارة هذه القضية أيضا.
كما لفتت الصحيفة إلى ملف إقليم كردستان العراق، ووجود جماعات معارضة لإيران تنشط في الإقليم، بالإضافة إلى قضية مستحقات طهران من صادرات الكهرباء، وقالت إن الزيارة ستحاول أيضا تسليط الضوء على هذين الملفين.