مع مرور الأيام والأسابيع، يزداد غضب الأصوليين المتشددين من الرئيس الإيراني الجديد، وتبعد المسافة بينهما، بعد أن اتسمت في بداية مجيئه بالودية والمصالحة، لاسيما في ظل تأكيدات بزشكيان المتكررة حول تبعيته للمرشد، وتنفيذه لتعليماته وسياساته.
ومن أهم أسباب تدهور العلاقة بين الأصوليين وبزشكيان تعييناته الأخيرة في المناصب؛ حيث يرى نواب أصوليون، مثل سيد محمود نبويان، أن بزشكيان اعتمد على تعيين أفراد سبق أن شاركوا في الاحتجاجات ضد النظام، والتي وصفها في تغريدته بـ "أعمال شغب"، وتساءل نبويان قائلاً: "هل هناك تخطيط لبدء اضطرابات وأعمال شغب أوسع في حكومة بزشكيان؟".
وهاجمت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، والمقربة من حكومة بزشكيان، هؤلاء النواب الأصوليين، وقالت إنهم دائمًا يحاولون التخويف والادعاء بأن أزمة يتم الإعداد لها في حكومة بزشكيان، وكأن الرئيس هو رئيس انتخبه شعب غير الشعب الإيراني، أو أنه سياسي جاء من خارج إيران لخلق الأزمة فيها.
وأكدت الصحيفة، في المقابل، أن الرئيس بزشكيان جاء لتصحيح بعض الأخطاء السابقة، ومنها فصل الأساتذة والطلاب من الجامعات، موضحة أنه حتى الآن ليس معلومًا ما إذا كان بزشكيان قد أبرم اتفاقًا مع السلطة لمعالجة قضايا كبيرة، مثل الحجاب الإجباري وشرطة الأخلاق، وكذلك ملف السياسة الخارجية الإيرانية.
ومن الملفات الأخرى، التي تناولتها صحف اليوم، الزيارة المرتقبة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران للقاء الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان؛ بغرض مناقشة الملفات العالقة بين إيران والوكالة الدولية ونشاط طهران النووي.
ووصفت صحيفة "آرمان امروز" هذه الزيارة بـ "المصيرية"، مشيرة إلى التصريحات الأخيرة لـ "غروسي"، الذي قال إن الخلافات بين إيران والوكالة لا تزال على حدتها السابقة، وإن طهران تواصل تخصيب اليورانيوم بنسب عالية.
ولفتت صحيفة "آرمان ملي" إلى تصريحات نائب الرئيس الإيراني، محمد عارف، الذي علق على تصريحات بزشكيان حول سعر الوقود في إيران، وقال عارف إن الحكومة لن تتخذ أي إجراء متسرع في هذا الملف، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الأول الإقناع ثم اتخاذ القرار"، مشددة على ضرورة أن تعمل الحكومة على إقناع المواطنين، قبل أي إجراء يتعلق بسعر الوقود، أو غير ذلك من القرارات الحساسة.
وكان موضوع قتل الشاب محمد مير موسوي، تحت التعذيب في مركز للشرطة في مدينة لاهيجان، شمال إيران، هو أحد العناوين المهمة في صحف إيران اليوم، واهتمت به صحف كثيرة، مثل صحيفة "اعتماد"، التي عنونت تقريرها حول الموضوع بالقول: "تقرير الموت في المعتقل"، فيما نقلت صحيفة "شرق" عن شهود محليين قولهم إن إطلاق نار سُمع داخل المركز وأثناء وجود مير موسوي بداخله، كما أنه تم توثيق آثار الرصاص على جثته.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": انتقاد بزشكيان لدعوته إلى إعادة الأساتذة المفصولين
انتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، دعوة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لإعادة الأساتذة والطلاب الجامعيين المفصولين من الجامعات؛ بسبب دعمهم ومساندتهم للاحتجاجات الشعبية، التي عمت إيران في عام 2022، وفي السنوات التي سبقت ذلك، وقالت إن فصل هؤلاء الأساتذة والطلاب جاء بقرار قانوني، ولا معنى لإعادتهم من جديد.
وتساءلت الصحيفة بالقول: "أولاً ما هو عدد هؤلاء المفصولين؟ ثانيًا يجب أن ننظر لماذا تم فصلهم وطردهم من العمل والجامعات؟ ثالثًا إن إعادة الأفراد الذين فُصلوا بموجب القانون يعد تصرفًا غير قانوني، لاسيما من قِبل رئيس جمهورية كثيرًا ما يردد ضرورة تنفيذ القانون والالتزام به!".
ودعا الرئيس مسعود بزشكيان، وزير علومه، إلى العمل على إعادة جميع الأساتذة والطلاب، الذين تم فصلهم من الجامعات؛ بسبب دورهم في احتجاجات مهسا أميني.
"جمهوري إسلامي": على رئيس الجمهورية قطع ميزانيات المؤسسات الثقافية العبثية
دعت صحيفة "جمهوري إسلامي"، الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى وقف الميزانيات الهائلة، التي تُقدم لـ "مؤسسات ثقافية" دون جدوى وفائدة.. مؤكدة أن هذا الخطأ قد بدأ منذ عهد حكومة محمود أحمدي نجاد الأصولية؛ حيث شرعت حكومته بتخصيص الميزانيات الكبيرة لمؤسسات لا تجني البلاد منها فائُدة تذكر.
وأوضحت الصحيفة أن حكومتي روحاني ورئيسي أيضا واصلتا هذه السياسة الخاطئة، ولم توقفا إنفاق هذه الأموال الطائلة عبثًا، وقالت: "هذه المؤسسات التي تحمل اسم الثقافة تحصل على ميزانيات ضخمة، لكن وبعد مرور 20 عامًا لم تقدم خدمة للبلاد، بل إنها ضاعفت من المشاكل الثقافية، وساهمت في ابتعاد الشعب عن المبادئ الأخلاق والدينية والثقافية الصحيحة".
"شرق": سماع إطلاق نار داخل مركز الاحتجاز الذي قُتل فيه "مير موسوي"
نقلت صحيفة "شرق" الإيرانية، عن شهود محليين قولهم: "إن عناصر الأمن ربطوا محمد مير موسوي على عمود، وضربوه بالكابلات والقضبان الحديدية، ثم سُمع من داخل المركز إطلاق نار، وقد شوهدت آثار الرصاص على جسده أثناء تغسيله".
وذكر أحد السكان المحليين المطلعين على تفاصيل الحادث للصحيفة، أن "عناصر الأمن تحدثوا بشكل سيئ مع محمد مير موسوي، ووجهوا لها شتائم نابية، وعندما توتر الوضع استدعى عناصر المركز قوات إضافية، ثم انهالوا عليه بالضرب المبرح".
وقال مصدر آخر للصحيفة: "إن أمه وأباه متقاعدان من إحدى المؤسسات الحكومية، ولهذا اضطرا لحل الملف، دون تسليط الأضواء الإعلامية عليه، لكن الظلم الذي وقع على هذا الشاب سيبقى قائمًا، والمطالبة بحقه ستستمر".
وشرح هذا الشخص، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، حفاظًا على سلامته: "ربطوا محمد على جذع شجرة، ثم قاموا بإحراق سيارته، التي كانت في الواقع لأبيه، لكنها تحت تصرفه، ثم نقلوه إلى مركز الاحتجاز، وربطوه على عمود وانهالوا عليه بالضرب بأدوات حديدية ما أدى إلى وفاته".