خرج المرشد الإيراني بتصريحات أمس، لم تكن كفيلة بإنهاء الجدل القائم في إيران منذ أيام حول دوره وتدخله في تشكيل الحكومة، إذ قال خامنئي إنه قد أيد بعض وزراء بزشكيان، وأكد على ضرورة أن يكون البعض الآخر ضمن الحكومة، وأنه لم يكن له رأي حول آخرين لأنه لم يكن يعرفهم.
هذه التصريحات دفعت الصحف الموالية والرافضة لفكرة دور خامنئي في اختيار الوزراء للدفاع عن مواقفها السابقة، واعتبار كلام خامنئي دليلا على صحة دعواها.
صحيفة "إيران"، الناطقة باسم الحكومة، قالت إنه ووفقا لكلام خامنئي أمس فإنه كان على علم واطلاع بجزء من عملية اختيار الوزراء في حكومة بزشكيان، وهو ما اعتبرناه سابقا "ضروريا وبديهيا"، متهمة بعض الصحف، مثل "كيهان" وغيرها، بأنها تحاول إنزال تحليلاتها وقراءاتها الخاطئة على الشارع والمجتمع الإيراني، بحجة أن تدخل خامنئي وتقديم الرأي حول الوزراء يخل باستقلالية المجلس، وهذا ناتج عن "جهل" هؤلاء الأفراد ووسائل الإعلام المذكورة بطبيعة العملية السياسية في إيران، ودور خامنئي فيها.
فيما كتبت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية في الصفحة الأولى: المرشد: "تمت استشارتي لاختيار الوزراء"، أما صحيفة "كيهان" فحاولت إبراز الجانب الذي أكد فيه خامنئي بأنه لم يكن يعرف بعض المرشحين، وعنونت في المانشيت: "المرشد: لم أكن أعرف الكثير من وزراء الحكومة ولم يكن لي رأي تجاههم".
ولم تستطع الصحيفة أن تخفض حنقها على بزشكيان، وعدم ارتياحها الكامل لتصريحات خامنئي الذي أكد وجود دور له في عملية اختيار الوزراء، وهاجمت الرئيس الإيراني، وكذلك اللجنة التي شكلها برئاسة محمد جواد ظريف لترشيح الوزراء له، وقالت: "لقد أقر ظريف نفسه بأنه هو ولجنته الاستشارية التي تضم مجرمين ومدانين أمنيا، قد رشحوا 70 في المائة من الوزراء، وما بقي من الوزراء رشحهم بزشكيان نفسه، لكنهم ادعوا في وسائل الإعلام بأن تشكيل الحكومة تم بتنسيق وإشراف من المرشد علي خامنئي".
صحف أخرى أشارت إلى ما دار في الاجتماع الأول للمرشد علي خامنئي مع أعضاء الحكومة والرئيس بزشكيان، والذي أكد فيه على وجود مشكلات كثيرة في إيران، ودعا الحكومة إلى أن تضع أزمة الغلاء والتضخم في أولوية عملها.
من الملفات التي حظيت كذلك باهتمام الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 28 أغسطس (آب)، هو عودة ظريف المفاجئة إلى الحكومة بعد استقالته المفاجئة منها قبل أيام، احتجاجا على التشكيلة الوزارية التي قدمها للبرلمان.
صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية رحبت بهذه العودة إلى الحكومة، وعنونت في مانشيتها: "عودة سيد الدبلوماسية إلى الحكومة".
صحيفة "شرق" أيضا رأت هذه العودة وبعض الأخبار الإيجابية بأنها "بارقة أمل" لتحسين الأوضاع في المستقبل، مشيرة إلى تعيين بزشكيان مساعدا له من أهل السنة، وكذلك السماح بعودة الأساتذة المفصولين بسبب مواقفهم من الاحتجاجات ودعمهم لمطالب المتظاهرين إلى عملهم، والأهم من ذلك هو الاخبار الإيجابية- حسبما ذكرت الصحيفة- حول إنهاء الإقامة الجبرية على قادة الحركة الخضراء، حيث كشف السياسيي غلام حسين كرباسجي "أن أخبارا إيجابية حول هذه القضية سوف تسمع"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"إيران": تصريحات بزشكيان حول أسعار الوقود لا تعني رفعها
حاولت صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، تبرير تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان حول احتمالية رفع أسعار الوقود، وتهدئة القلق الناجم عن هذه التصريحات، وادعت أن الإدلاء بالتصريحات حول موضوع الوقود لا يعني عزم الحكومة رفع الأسعار.
وفي تصريحات له خلال لقائه جمعه بوزير الاقتصاد الجديد انتقد بزشكيان "السعر المنخفض للوقود في إيران"، وقال: "لا منطق وراء قيامنا بشراء الوقود بسعر الدولار الحر، ثم نقوم ببيعه للناس بسعر مدعوم (منخفض). هل هذا مقبول لدى خبراء الاقتصاد؟ نشتري الدولار بسعر 50 ألف تومان ثم نبيعه بعشرة آلاف تومان؟ كل إنسان حريص لا يقبل مثل هذا النوع من السياسة".
صحيفة "إيران" أدركت مدى حساسية مثل هذه التصريحات، وخطورتها لدى الشارع الإيراني الذي يأن تحت وطأة الغلاء، وكتبت تعليقا على الموضوع: "المجتمع الإيراني أصبح حساسا حول كل حديث يدور عن قضية البنزين، لا سيما إذا كان قائل ذلك هو رئيس الجمهورية. نموذج ذلك هو تصريح مقتضب لرئيس الجمهورية حول قضية البنزين".
وأضافت الصحيفة: "حقيقة الأمر أن رئيس الجمهورية انتقد آلية تسعير الوقود، وهي قضية متفق عليها حتى من قبل المستهلكين أنفسهم، فهذه السياسة لا تنسجم مع أي منطق اقتصادي".
الصحيفة حاولت طمأنة الشارع القلق بالقول: "حكومة بزشكيان لن تقوم بإجراء مفاجئ أو تستخدم سياسة العلاج بالصدمة في أي مجال من المجالات، وإذا تقرر في المستقبل تغيير أسعار الوقود فإن ذلك سيتم برضا ودعم شعبي".
"اعتماد": المصالحة مع المقاطعين للانتخابات أهم بعد من أبعاد "الوفاق الوطني"
أشارت صحيفة "اعتماد" إلى قضية "الوفاق الوطني" التي يطرحها كثير من السياسيين المقربين من حكومة مسعود بزشكيان، وأشادت بهذا التوجه الجديد الذي يحاول خلق بيئة مواتية في الداخل، وإنهاء الخلافات التي تمزق إيران دون أن تساهم في تقدم أو تحسن للوضع الاقتصادي والسياسي الراهن.
وأوضحت أن جذب شريحة المواطنين الذين لم يشاركوا في الانتخابات الماضية وتبلغ نسبتهم 50 في المائة، هو البعد الأهم في الوفاق الوطني المذكور، وعلى الحكومة أن تعمل في هذا الإطار وتجذب هؤلاء المقاطعين إليها.
وذكرت الصحيفة أن على رئيس الجمهورية بصفته رئيسا لجميع الإيرانيين، سواء الذين شاركوا في الانتخابات أو لم يشاركوا، أن يتولى هذه المهمة التي قد تكون أهم وأصعب من مهمة خلق الوفاق بين السياسيين المتخاصمين.
وأضافت: على الحكومة أن تعرف الأسباب التي جعلت هؤلاء المواطنين يعزفون عن الانتخابات، وما هي انتقاداتهم للوضع الراهن وتجاه النظام؟ وما هي تركيبتهم السكانية وإلى أي شريحة ينتمون؟".
"جمهوري إسلامي": المسؤولون الروس يعتبرون إيران ولاية روسية
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" بشدة مدير مركز الدراسات الإيرانية المعاصرة في روسيا رجب سفاروف، وقالت إن هذا المسؤول الروسي عندما يتحدث عن إيران يتحدث وكأنه يتحدث عن ولاية روسية.
وكتبت الصحيفة: هذا المسؤول الروسي قال في تحليل عجيب لكنه ينطبق مع مصالح بلده، بأن "إيران الموالية للغرب أخطر على روسيا بكثير من إيران النووية، فإيران الموالية للغرب تؤدي إلى انهيار روسيا".
وعلقت الصحيفة على هذا الكلام: هذا الكلام السخيف يكون صحيحا في حالة واحدة، وهي أن قائله يعتبر إيران بمثابة ولاية من ولايات روسيا، وأن يكون مسؤولو الكرملين هم الوصاة على الشعب الإيراني.
وتابعت الصحيفة: مثل هذه التحليلات المغلوطة ليست مستبعدة عن المسؤولين الروس، فقبل فترة قصيرة تحدث ديميتري مدودوف، وهو الرجل الثاني بعد بوتين، عن رغبة نهمة لروسيا في ابتلاع أوكرانيا والدول المجاورة لبلاده.