بعد اكتمال عملية تشكيل الحكومة، ومنح البرلمان الثقة لجميع وزراء مسعود بزشكيان، بدأت المطالب الشعبية تظهر إلى العلن، وتطالب الحكومة الجديدة ورئيسها بالوفاء بما وعد به من إصلاحات على صعيد السياسة والاقتصاد والمجتمع.
الصحف الصادرة اليوم تحدثت عن هذه القضية وغيرها، ورأت أن الحكومة يجب أن تبدأ بالأهم فالمهم، مشيرة إلى أن حل مشكلة طهران مع العواصم الغربية، وتحديدًا مع الولايات المتحدة يجب أن يكون في صدر اهتمام الحكومة الجديدة، وإلا فإن أي إجراءات وسياسات لن تفلح في تحسين الوضع الاقتصادي المتدهور في البلد.
ونقلت صحيفة "إسكناس" عن محللين وخبراء قولهم إن مهمة الخارجية الإيرانية ووزيرها الجديد، عباس عراقجي، صعبة للغاية؛ نظرًا للتعقيدات المستحدثة في العام الأخير؛ حيث لم تعد الولايات المتحدة والدول الأوروبية تعطي ملف إيران النووي أهمية قصوى في تعاملها مع طهران، وإنما بات التركيز منصبًا على الدور الإقليمي والعسكري لطهران في ضوء تطورات القضية الفلسطينية والحرب على غزة.
كما نقلت صحيفة "ستاره صبح"، عن الخبير الاقتصادي والمدير العام السابق لصندوق التنمية الوطنية، مهدي غضنفري، قوله إنه على النظام في إيران أن يبادر بفتح السفارة الأميركية واستعادة العلاقات مع واشنطن، مؤكدًا أن من تسبب في إغلاق السفارة الأميركية مطلع ثمانينيات القرن الماضي وقطع العلاقات الدبلوماسية خلق أزمة كبيرة لإيران لا أحد قادر على معالجتها والخروج منها.
وفي شأن اقتصادي تحدثت صحيفة "اقتصاد بويا" عن "طوفان الفقر" في إيران؛ حيث تضاعفت أرقام المستأجرين، وانتشر الفقر بين جميع الشرائح، وتقلصت الطبقة الوسطى إلى أصغر حجم في تاريخ إيران الحديث وطرحت الصحيفة فكرة "موت المعيشة" في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات، وغياب آفاق حل قريب وعملي.
ويمكننا الآن قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"إسكناس": مهمة عراقجي الصعبة في رفع العقوبات عن إيران
تناول الكاتب والمحلل السياسي، صابر غل عنبري، في مقال نشرته صحيفة "إسكناس" الاقتصادية، صعوبة مهمة وزير الخارجية الإيراني الجديد، عباس عراقجي، في إزالة العقوبات والحظر الاقتصادي على إيران، معتقدًا أن هناك إجماعًا بين النظام وحكومة بزشكيان على اختيار عراقجي لهذا المنصب؛ نظرًا لدوره وخبرته في المفاوضات، ويبدو أن النظام مدرك للحاجة إلى إنهاء العقوبات من أجل القيام بإصلاحات اقتصادية داخلية.
لكن الكاتب الإيراني يستدرك قائلاً: إن الحقيقة هي أن رفع العقوبات اليوم أصبح أصعب من كل وقت مضى، ذلك أن العقوبات أصبحت مرتبطة ومشتبكة بقضايا أخرى غير قضية الملف النووي.
وذكر الكاتب أنه في السابق كان قرار رفع العقوبات مرتبطًا بتراجع إيران وتعاونها مع الأطراف الدولية في ملفها النووي، لكن في الوقت الحالي لم تعد هذه القضية على سلم اهتمام الدول الغربية، وإنما بات دور إيران في المنطقة عقب أحداث السابع من أكتوبر يحتل صدارة اهتمام الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية.
وتوقع الكاتب غل عنبري، في ختام مقاله، أن يستمر الجانبان الإيراني والأميركي في إدارة الصراع وليس حله، وسيتم ربما في هذا الإطار تقديم بعض التنازلات والوصول إلى بعض التفاهمات فيما يتعلق بملف إيران النووي، لكن بالنسبة لقضية العقوبات فإن رفعها بشكل كامل أمر غير وارد حسب قراءة الكاتب.
"تجارت": شروط إيرانية لإحياء المفاوضات.. رفع العقوبات وإنهاء العداء
أشارت صحيفة "تجارت"، بدورها، إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وشروطه لإحياء المفاوضات والعمل على خفض التصعيد مع الغرب؛ حيث قال إنه يجب أولاً على الدول الغربية إنهاء توجهها العدائي تجاه طهران، والعمل على إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات.
كما أشارت إلى موقف الولايات المتحدة الأميركية من عراقجي وتصريحاته؛ حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن ستنظر إلى "الأفعال وليس الأقوال"، مؤكدًا أن البيت الأبيض لا يعتقد بأن يكون هناك تغيير كبير في السياسة الإيرانية بعد تغيير الحكومة.
وأوضحت الصحيفة، تعليقًا على ذلك، أن ما يمكن استنتاجه من تصريحات المسؤول الأميركي هو أن واشنطن تحاول أن ترمي الكرة في ملعب إيران، وتحملها مسؤولية تعثر المفاوضات النووية، ومن جانب آخر فإن أميركا ستواصل على الأقل حتى الشهرين المقبلين اعتماد النهج المحافظ نفسه في التعاطي مع الملف الإيراني، وستركز على قضايا الشرق الأوسط وتتجنب الصدام مع إيران.
لكن الصحيفة رأت أن شرط عراقجي المتمثل برفع العقوبات عن طهران هو مطلب منطقي ومعقول، ومادامت الدول الغربية لم تقم بهذا الإجراء فلا يمكن توقع أي نوع من التفاهم والاتفاق بين الجانبين، مدعية أن الكرة في ملعب الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية؛ لتثبت حسن نيتها في التعامل مع التغيرات والتطورات الداخلية الإيرانية.
"آرمان ملي": بزشكيان يكشف ما وراء الستار بخصوص التنسيق مع خامنئي لاختيار الوزراء
على صعيد داخلي سلطت صحيفة "آرمان ملي" الضوء على قضية دور خامنئي في اختيار الوزراء في الحكومات الإيرانية والانتقادات، التي طالت بزشكيان، الذي كشف عن تنسيق وتشاور مع المرشد لاختيار جميع وزرائه؛ حيث طالب مدير تحرير صحيفة "كيهان" بزشكيان بتصحيح ما ذكر من ادعاءات حول موافقة خامنئي وتزكيته لهؤلاء المرشحين.
ونقلت صحيفة "آرمان ملي" تعليقات بعض السياسيين والنشطاء على تصريحات بزشكيان وردود الأفعال حولها؛ حيث قال النائب السابق في البرلمان، علي مطهري، إن انتقاد تصريحات بزشكيان غير وارد؛ لأنه لم يقل سوى الحقيقة.
وقال مطهري حول هذه القضية: "أظن أن بزشكيان وعندما كشف عن تنسيقاته مع المرشد خامنئي قيّد نواب البرلمان وحال دون رفضهم لأي من وزرائه. في السابق أيضًا كان رؤساء الحكومات ينسقون عملية اختيارهم للوزراء مع المرشد، لكن كان ذلك يتم خلف الكواليس ولا يعلن عن ذلك رؤساء الجمهورية".
ورفض مطهري، حسبما نقلت ذلك الصحيفة، الانتقادات التي وُجهت إلى بزشكيان؛ كونه كشف عن هذه الحقيقة، وقال إن تصرف بزشكيان كان صحيحًا، كونه اعتمد الشفافية والوضوح فيما جرى، وأنهى ما كان سائدًا في السابق؛ حيث كان يتم كل شيء بالسر والخفاء، ولا أحد يطلع عليه، وهو ما كان مصدرًا للريبة والشك وعدم اليقين، لكن الآن أصبح كل شيء واضحًا وشفافًا.