تحدث الرئيس الإيراني، أمس السبت، في قاعة البرلمان؛ للدفاع عن تشكيلته الوزارية المثيرة للجدل، مدعيًا أنه يريد من هذه التشكيلة الوزارية خلق "وحدة وطنية" بين التيارات والتوجهات السياسية في البلاد، وأنه عمل هو وفريقه مئات الساعات لاختيار هذه التشكيلة وتقديمها للبرلمان.
ونقلت صحيفة "إسكناس" تصريحات نواب البرلمان المعارضين لهذه التشكيلة الوزارية؛ حيث هاجم النائب البرلماني السُّني، محمد قسيم عثماني، تركيبة بزشكيان الوزارية، مؤكدًا أن التشكيلة الوزارية لا صلة لها بحكومة "وحدة وطنية"، كما يدعي بزشكيان، وحرمت أهل السُّنة البالغ عددهم 15 مليون مواطن من وجود وزير لهم.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية أيضًا إلى هذه القضية والتركيبة الوزارية للحكومة، وعنونت في صفحتها الأولى: "الحكومة بشكلها الحالي ليست حكومة وحدة وطنية".
وفي شأن متصل قامت صحيفة "كيهان"، التي لا تزال مواقفها مؤيدة للرئيس الإيراني الجديد؛ بسبب تأكيده المستمر طاعة المرشد وتنفيذ تعليماته وسياساته، بانتقاد بزشكيان؛ كونه لم يقدم بعد أي برنامج حكومي، ويكتفي بالقول إنه سينفذ برنامج التنمية السابع، مؤكدة أن هذه البرامج عامة وشاملة، ويجب على رؤساء الجمهورية أن تكون لهم برامجهم الخاصة لتطبيق وتنفيذ هذه الخطة الكلية والشاملة، لكن مع الأسف فإن "الرئيس المحترم لم يقدم برنامجه الخاص بعد"، في هذا الموضوع.
كما أشارت صحيفة "عصر قانون" إلى هذه الإشكالية في حكومة بزشكيان، وعنونت بالقول: "البرلمان يبحث عن برنامج الحكومة".
وفي شأن آخر ذكرت صحيفة "دنياي اقتصاد" أن مرشح وزارة الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، سيكون مختلفًا عن ظريف؛ حيث أظهرت تصريحاته الأخيرة، وتأكيده أنه سينفذ تعليمات النظام حول موضوع الاتفاق النووي، أنه لا يريد الصدام مع مؤسسات صنع القرار في إيران.
كما ذكرت الصحيفة أن عراقجي مدرك بشكل جيد لتعقيدات الملف النووي، ولهذا فإنه بدون استرضاء المؤسسات المتنفذة في صنع القرار الإيراني، لن يكون باستطاعته فعل شيء فيما يتعلق بالملف النووي، ولهذا فهو سيكون أكثر احتياطًا من ظريف في مواقفه وتحركاته.
وعلى صعيد مجتمعي أشارت صحيفة "اعتماد" إلى الأزمة التي يواجهها الرئيس مسعود بزشكيان، في مستهل عمله كرئيس للبلاد؛ حيث يتوقع منه الناخبون والداعمون أن يلغي إجراءات شرطة الأخلاق فيما يتعلق بالحجاب الإجباري، ويوقف المضايقات ضد النساء، كما وعد بذلك، لكن من جهة أخرى فإنه يواجه الأطراف المؤيدة لهذه الإجراءات؛ حيث تطالب هذه الأطراف رئيس الحكومة بالالتزام بالقوانين التي أقرتها المؤسسات التشريعية، وأن ينفذ ما تم إقراره قانونًا، باعتباره رئيسًا للسلطة التنفيذية.
وسبق لبزشكيان أن انتقد إجراءات شرطة الأخلاق والمضايقات ضد النساء، واصفًا هذه الإجراءات بالإجراءات "الظلامية" التي يجب أن تتوقف فورًا.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"إسكناس": بزشكيان تقاسم السلطة مع الأصوليين ولم يشكل حكومة وحدة وطنية
نقلت صحيفة "إسكناس" تصريحات وانتقادات النائب السُّني في البرلمان الإيراني، محمد قسيم عثماني، الذي قال في كلمته أمام البرلمان، إن بزشكيان، وخلافًا لوعوده بتشكيل حكومة "وفاق وطني" تشمل الجميع، حرم أهل السُّنة من أي منصب، وخاطب الرئيس الجديد بالقول: "لقد ادعيتم أنكم تسعون لتشكيل حكومة وفاق وطني، وسلمتم المناصب لمعارضيكم (الأصوليين)، لكن لم تخصصوا لـ 15 مليون مواطن من أهل السُّنة وزارة واحدة، أو حتى منصبًا واحدًا".
ورفض قسيم عثماني ادعاء الرئيس الإيراني بأنه شكّل حكومة وفاق وطني، قائلاً: "إن بزشكيان شكّل حكومة شراكة (مع الأصوليين)، وليست حكومة وحدة وطنية".
وأضاف البرلماني السُّني، مخاطبًا الرئيس الإيراني: "أعطيت خصومك حقائب وزارية، لكنك لم تعطِ السُّنة منصبًا وزاريًا واحدًا، أو حتى نائب وزير".
"ستاره صبح": حكومة بزشكيان ليست حكومة وحدة وطنية
في عضون ذلك قالت صحيفة "ستاره صبح" إن أي مصطلح يمكن أن يُطلق على حكومة بزشكيان الحالية إلا مصطلح حكومة "الوحدة الوطنية" أو "الوفاق الوطني"، مؤكدة أن هذه الحكومة أبعد ما تكون عن هذه التسمية، وإطلاق هذا المصطلح عليها هو لعب بالمصطلحات.
وأشارت الصحيفة إلى أن نصف الإيرانيين لم يشاركوا في هذه الانتخابات؛ فأي وزير يكون ممثلاً لهم، أهل السُّنة (15 مليونًا) ليس لهم وزير واحد، فعن أي وفاق وطني يتحدثون؟!
وأضافت الصحيفة: أهل السُّنة والشباب والنساء محرومون في إيران منذ سنوات من تولي المناصب والوزارات في البلاد، وهذا يتعارض كلية مع مفهوم الوفاق والوحدة الوطنية.
"هم ميهن": هجرة الأطباء والممرضين من إيران وصلت إلى مرحلة الأزمة
قالت صحيفة "هم ميهن" إن من بين كل ممرضين اثنين تجد ممرضًا واحدًا يتعلم اللغة الألمانية من أجل الهجرة من البلاد، مشيرة إلى أن أزمة الهجرة بين الطواقم الطبية في إيران تتفاقم، وبلغت في هذه الأثناء مرحلة "التأزم".
وكتبت الصحيفة، في تقرير لها حول هذا الموضوع: "في المستشفيات الصغيرة أيضًا تجد 30 طبيبًا منها يهاجر من إيران، والقضية لا تعود إلى ضعف في إعداد هؤلاء الممرضين وتعليمهم السلوكي والأخلاق، وإنما تعود إلى فقدان الأمل في البقاء هنا، أهم دليل للهجرة من إيران هو عدم وجود أمل في المستقبل لمن يريدون البقاء في البلد".
واستندت الصحيفة إلى تقارير ومصادر رسمية، وأضافت: "إن 3 آلاف ممرض يهاجرون سنويًا من إيران، في حين أن عدد جميع الطلاب في هذا التخصص 10 آلاف طالب فقط، ووفقًا لتصريحات نائب رئيس منظمة النظام الطبي الإيراني فإن قضية الهجرة بين الممرضين وصلت إلى مرحلة الأزمة".
وختمت الصحيفة: "نواجه موجة من هجرة الممرضين إلى ألمانيا؛ فمن بين كل ممرضين اثنين تجد واحًدا منهما يتعلم الألمانية من أجل الهجرة، وبمجرد تعلمهم اللغة يستطيعون مغادرة البلاد والتوجه إلى ألمانيا".