استمرت مطالب الإصلاحيين من رئيس الحكومة الجديدة في إيران، مسعود بزشكيان، بضرورة تغيير الوزراء، الذين رشحهم إلى البرلمان، معتبرين أن هذه التشكيلة لا تنسجم مع الوعود الانتخابية، التي قدمها الرئيس للشارع الإيراني.
ومازالت الصحف الإصلاحية، مثل "آرمان ملي"، تطالب بزشكيان بإقناع ظريف وإعادته إلى الحكومة، بعد أن قدم استقالته؛ احتجاجًا على ما اعتبره عدم انسجام التشكيلة الوزارية مع ما كان يطمح إليه الناخبون، الذين صوتوا لصالح التيار الإصلاحي، مشددة على أن غياب ظريف عن الحكومة يفقدها الشرعية، التي كانت تحظى بها الحكومة لدى الشارع.
ودعا الكاتب والمرشح الرئاسي الأسبق، مصطفى هاشمي طبا، في مقال بالصحيفة، الرئيس بزشكيان إلى تغيير بعض الوزراء على الأقل، قبل أن يبدأ البرلمان إعلان نتائج مراجعته لمؤهلاتهم، مؤكدًا أن الرئيس الجديد كان ينبغي عليه توضيح الآلية، التي اختار بها وزراءه، ومصارحة الشعب بأسباب اختياره للوزراء بهذا الشكل، الذي أثار انتقاد الكثيرين.
وعلى صعيد اقتصادي قالت صحيفة "دنياي اقتصاد"، إن إيران تعاني مشاكل بنيوية في اقتصادها، ولا يمكن حل هذه المشاكل بمجرد رفع العقوبات عنها، وإن هناك حاجة لإصلاحات بنيوية في الاقتصاد ومزيد من الشفافية في القضايا المالية والمصرفية.
وفي شأن منفصل اهتمت معظم الصحف، الصادرة اليوم الخميس، بتصريحات خامنئي يوم أمس حول ضرورة مقاومة الضغوط والتهديدات؛ حيث قال خامنئي إن العدو يشن "حربًا نفسية" كبيرة على إيران يهدف من ورائها إلى إجبار النظام على الانسحاب والتراجع عن مواقفه وسياساته، لكن- حسب تعبير خامنئي- فإن الانسحاب والتراجع إذا لم يكن "تكتيكًا"، فإن ذلك "يؤدي إلى غضب الله وسخطه".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"هم ميهن": بزشكيان يستعين بوزراء حكومة "رئيسي"
دعت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، الحكومة الجديدة في إيران إلى التحلي بالواقعية، والابتعاد عن المواقف الحالمة، فيما يتعلق بالاستفادة من الوزراء والشخصيات الأصولية، وكتبت أن حكومة رئيسي عندما جاءت إلى الحكم غيّرت جميع المسؤولين الكبار والصغار، لدرجة أن عمال توزيع الشاي على الموظفين في الدوائر الحكومية أيضًا قامت باستبدالهم وتغييرهم.
وأضافت الصحيفة: "الناخبون يتساءلون عن سبب مشاركتهم في الانتخابات، ولماذا صوتوا أصلاً في هذه الانتخابات، إذا كان من المقرر أن يتولى شخصيات التيار المنافس المناصب والمسؤوليات المهمة؟ لماذا يصر بزشكيان على تشكيلة حكومية بالتوافق مع التيار الآخر؟ هل عملت الحكومة السابقة الشيء نفسه، أم أنها عزلت كل من كانت تشم منه رائحة ارتباطه بحكومة روحاني؟".
ونقلت الصحيفة في الختام تبريرات المقربين من بزشكيان، الذين يقولون إن حكومة "الوفاق الوطني" كانت الشعار الذي رفعه بزشكيان أثناء حملته الانتخابية، والناخبون كانوا يعرفون هذا الشعار، ومع ذلك قد صوتوا لصالحه لكي تنتهي المعارك والصراعات الداخلية، من جانب آخر فإن وجود حكومة يشكلها أفراد وشخصيات تيار واحد لا تجدي نفعًا، وإلا لكانت البلاد استفادت من هذه الحكومة في عهد الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، الذي اختار الوزراء والمسؤولين من التيار الأصولي فقط.
"كيهان": لن نثق بالمرشحين المعارضين لمبادئ النظام لتولي وزارات حكومة بزشكيان
رغم انتقادات الإصلاحيين لحكومة بزشكيان، واتهامه بمهادنة الأصوليين ومداهنتهم عبر تعيين مجموعة من الوزراء من بينهم، فإن ذلك لم يكن مرضيًا وكافيًا للتيار الأصولي والمتشددين؛ حيث توعد مدير تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، باقي الشخصيات الإصلاحية، التي رشحها بزشكيان، بالرفض وعدم منحها الثقة في البرلمان المسيطر عليه من قِبل الأصوليين.
وقال شريعتمداري: "إن مواقف وأداء بعض الوزراء، الذين رشحهم بزشكيان تتعارض مع مبادئ وأسس النظام؛ وهو ما يفرض ضرورة عدم منحهم الثقة من قِبل البرلمان".
وقال شريعتمداري متوعدًا هؤلاء الوزراء المرشحين: "لا تنتظروا منا أن نقبل هؤلاء الأفراد كوزراء، ثم نقر بأخطائنا لاحقًا ونظهر الندم حين لا ينفع الندم. مشكلة هؤلاء المرشحين ليست في الجدارة أو الخبرة في مجالهم، وإنما تكمن المشكلة في موقفهم المتعارض مع النظام في بعض القضايا والملفات".
ويُذكر أن شريعتمداري هو مدير تحرير صحيفة كيهان المقربة من المرشد خامنئي، لكنه كما تظهر تصريحاته هذه يتحدث كنائب أو كرئيس في البرلمان، وذلك ما يكشف مدى نفوذ المرشد خامنئي على البرلمان، ودوره في رفض أو تزكية الوزراء قبل أن يتولوا مناصبهم.
"فرهیختكان": انقلاب ظريف على بزشكيان ومهمة الحكومة الصعبة
انتقدت صحيفة " فرهیختكان" استقالة ظريف من حكومة بزشكيان، ووصفت ذلك بـ "طعنة من الخلف" يوجهها ظريف إلى حكومة بزشكيان في بداية الطريق.
ورأت الصحيفة أن استقالة ظريف لم تكن في محلها، وأنها تضعف الحكومة الجديدة أمام العالم، مشيرة إلى أن ظريف حتى الأمس القريب كان يهاجم وينتقد كل من يقدم ملاحظات على حكومة روحاني، ويعتبر ذلك إسهامًا ودعمًا لهجمات العدو على الحكومة، لكنه اليوم ينسى كل ذلك ويتحول لأسباب بسيطة إلى عنصر أساسي في إضعاف الحكومة وعرقلة عملها.
وتساءلت الصحيفة: كيف يريد الإصلاحيون ممن يعارضونهم في النهج والخطاب أن يتوقفوا عن نقد الحكومة ومهاجمتها، في حين أنهم أنفسهم لا يستطيعون فعل ذلك، على الرغم من وجود خلافات بسيطة حول تشكيلة الوزراء؟!
ونوهت الصحيفة أيضًا إلى أن بزشكيان سيواجه صعوبة أمام البرلمان في الدفاع عن حكومة ساهم في تشكيلها ظريف، الذي عيّنه بزشكيان "رئيسًا للمجلس الاستراتيجي لاختيار الوزراء"؛ حيث لم يقتنع ظريف نفسه بهؤلاء الوزراء، ما دفعه إلى الاستقالة والتخلي عن الحكومة في منتصب الطريق.
وختمت الصحيفة بالقول: "ليت أصحاب ظريف وبعض الإصلاحيين يدركون المهمة الصعبة لبزشكيان والحكومة الجديدة، ليتهم لم يقوموا بهذا الانقلاب الداخلي من أجل بعض الخلافات البسيطة حول تشكيل الحكومة، ليت ظريف يدرك مكانته السياسية، وكيف له أن يوضح هذه الكارثة أمام الرأي العام؟".