الصديق والعدو كلاهما يحذر إيران ومرشدها على خامنئي من التصعيد، ومن تبعات الحرب الواسعة على المنطقة وإيران نفسها.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا المرشد على خامنئي إلى تجنب استهداف المدنيين في أي هجوم على إسرائيل ردا على اغتيال هنية، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني وحكومته الجديدة بذل كل ما يستطيعون لمنع التصعيد، وممارسة الضغوط على المليشيات المزعزعة للاستقرار في المنطقة، لوقف هذا التصعيد و"الدورة الانتقامية".
الصحف الصادرة اليوم، الخميس 8 أغسطس (آب)، أشارت إلى هذه التحركات الغربية، وعنونت صحيفة "تجارت" عن الاتصال الهاتفي بين بزشكيان وماكرون، وكتبت: "رفض بزشكيان لطلب ماكرون"، وأشارت إلى أن الرئيس الإيراني الجديد رفض دعوة نظيره الفرنسي إلى ضبط النفس، والتعامل بحيطة وحذر في الظرف الراهن.
في شأن منفصل تناولت بعض الصحف الإصلاحية اعتداء شرطة الأخلاق على فتاتين في طهران بسبب عدم التزامهما بالحجاب الإجباري المحدد من قبل السلطة، ورأت أن على رئيس الجمهورية الجديد، الذي سبق وانتقد عنف شرطة الأخلاق تجاه النساء وممارساتها في هذا الخصوص، أن يظهر عزمه وإرادته في هذه القضية، وأن يتعامل بحسم وجدية مع المسؤولين والضالعين في مثل هذه الاعتداءات.
ووثقت مقاطع الفيديو قبل أيام هجوم مجموعة من عناصر شرطة الأخلاق (نساء ورجال) على فتاتين في سن 14 لم يرتديا الحجاب في شوارع طهران، وسحلهما بقوة لسيارة الشرطة لنقلهما إلى أماكن الاحتجاز والتحقيق.
صحيفة "آرمان أمروز" كتبت حول الموضوع، وقالت في عنوانها: "صدام ضباط شرطة الأخلاق مع فتاتين وتوقعات الشعب من رئيس الجمهورية"، ونقلت بعض المواقف والانتقادات لهذه الممارسات، حيث دعا المحامي الحقوقي علي مجتهد زاده رئيس الجمهورية إلى مواجهة هذه التصرفات أو الاستقالة إن لم يكن قادرا على مواجهة الأطراف والجهات التي تقف وراء ذلك، كما وعد بزشكيان أثناء حملته الانتخابية.
فيما رأى البعض أن هذه الممارسات من شأنها أن تقضي على الآمال التي انتعشت بانتخاب رئيس جديد، دائما ما كان يؤكد بأنه من الشعب، وإن سياساته ستصب في صالح المواطنين ورغباتهم المشروعة.
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان أمروز": هل يتم تسليم منظومة "إس 400" لإيران بعد زيارة رئيس مجلس الأمن القومي الروسي لطهران؟
تساءلت صحيفة "آرمان أمروز" عن نتائج زيارة رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو، إلى طهران وتأكيده على استعداد موسكو للتعاون العسكري مع إيران، مشيرة إلى التقارير الإعلامية الغربية التي ذكرت بأن الجانبين الإيراني والروسي اتفقا في هذه الزيارة إلى تأمين روسيا أسلحة ومعدات عسكرية ومنظومات دفاع إلى إيران، فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين وقادة في الحرس الثوري إن عملية التسليم قد تمت بالفعل.
الصحيفة في الوقت نفسه أشارت إلى موقف روسيا المعقد تجاه إيران وإسرائيل، وأنه كلما كان الأمر يتعلق بالمواجهة بين طهران وتل أبيب؛ تظهر روسيا أقل حماسا للعلاقة مع إيران، وترغب في عدم الإضرار بالجانب الإسرائيلي، لافتة إلى ما تم تداوله في وسائل الإعلام من دعوة بوتين إيران إلى عدم الرد بشكل واسع النطاق.
كما لفتت الصحيفة الإصلاحية إلى التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية، والحديث عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار في غزة، وقالت إن قرار وقف إطلاق النار قد لا يمنع إيران من الرد المنتظر، وإنما قد يكون سببا في حال كان ضمن اتفاق مع طهران، لجعل الرد الإيراني محدودا وشبه رمزي، بحيث لا يؤدي إلى حرب واسعة أو رد إسرائيلي.
"آرمان ملي": الرد الإيراني القادم سيكون مختلفا عن هجومها في أبريل الماضي
أشار الخبير في العلاقات الدولية، عبد الرضا فرجي راد، في مقال بصحيفة "آرمان ملي" إلى حالة التنافس بين إيران وإسرائيل على إظهار القوة في المنطقة، مضيفًا أنّ التطوّرات الأخيرة زادت من التكهّنات عن توقيت الرد الإيراني.
وأضاف فرجي راد أن الرد الايراني هذه المرة سيختلف عن الرد السابق في أبريل (نيسان) الماضي، حيث إن طهران أبقت كل شيء سرا حتى الآن.
كما شدد الكاتب على أنه لا يستطيع أي أحد التنبؤ بتوقيت الرد، معتبرا أن طهران تفكر الآن بتجربة طرق مختلفة، ومتابعة مبادرات جديدة واتخاذ القرار.
وقال فرجي راد إن هناك نوعًا من المنافسة الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، حيث "الردع" هو الكلمة الأساس في هذا التنافس، ولذلك برأيه إن هذا الردع هو الذي يجعل هذه المنافسة الجيوسياسية ذات معنى بالنسبة لطهران.
ونوّه الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تحاول ثني إيران عن الرد على إسرائيل أو إضعاف هذا الرد، من دون أن يكون واضحًا إن كان المسعى الأميركي سينجح.
"جمله": إسرائيل أكبر تحد أمام حكومة بزشكيان الجديدة
في مقاله بصحيفة "جمله" تناول الكاتب والبرلماني السابق حشمت فلاحت بيشه التحديات التي تواجهها حكومة بزشكيان في السياسة الخارجية وانعكاساتها على الداخل الإيراني، قائلا إن حكومة خاتمي وروحاني السابقتين قد رفعا نفس الشعار والراية التي يرفعها اليوم بزشكيان وحكومته الجديدة، حيث أكدا على عزمهما على التنمية في الداخل وخفض التصعيد في الخارج، لكن رأينا كيف منيت سياساتهما بالفشل والهزيمة.
وأوضح الكاتب أن حكومة خاتمي الإصلاحية واجهت أزمة ظهور التطرف بين الجماعات الجهادية في أفغانستان وغيرها، والحرب على أفغانستان والعراق، وبالتالي سيطر الخطاب العسكري في إيران على الرؤية التي كان يعتمد عليها خاتمي ويريد تمريرها داخليا وخارجيا.
وتابع حشمت فلاحت بيشه بالقول: بالنسبة لحومة روحاني أيضا كان الأمر مماثلا، حيث سعى إلى تعزيز علاقات إيران الدولية، ووافق على الاتفاق النووي، لكن ظهور داعش وعسكرة الأحداث في المنطقة سلبت زمام الأمور من حكومة روحاني المعتدلة، وهيمن الخطاب العسكري في إيران على السياسة الخارجية.
وبالنسبة لحكومة بزشكيان الجديدة فهي ربما سيكون مصيرها مصير الحكومتين السابقتين، فعلى الرغم من رغبتها في أن تكون منفتحة على العالم، وتعمل على تنمية البلاد داخليا، فإن الظروف والتعقيدات الخارجية قد تفشل هذه الرغبة، لافتا إلى أن الخطر الذي يهدد حكومة بزشكيان يأتي هذه المرة من جانب إسرائيل.