يستمر الجدل في إيران والوسط الإعلامي حول أسباب مقتل إسماعيل هنية وطريقة الوصول إليه بين روايتين متضاربتين، امتد صداهما إلى البرلمان، حيث انقسم أعضاء البرلمان الإيراني إلى من يؤيد رواية وجود مندسين في الأجهزة الأمنية، وبين من يدعي بأن الاغتيال تم من الخارج ولا وجود لاختراق أمني.
صحيفة "اعتماد"، اليوم الاثنين 5 أغسطس (آب)، سلطت الضوء على هذه الروايات التي أعلنها أعضاء في البرلمان، حيث قال أحمد بخشايش أردستاني، وهو عضو في لجنة الأمن القومي في البرلمان، إن الأجهزة الأمنية "ملوثة ومخترقة"، أما إبراهيم رضائي المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان فقد رفض هذه الرواية، وأشار في المقابل إلى بيان الحرس الثوري الذي ادعى أن عملية الاغتيال تمت عبر مقذوف جوي أطلق من خارج مبنى إقامة هنية، ولا علاقة للمندسين داخل الأجهزة الأمنية بهذه الحادثة.
في شأن داخلي انتقدت صحيفة "جمهورية إسلامي" تأخر الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في إعلان أسماء وزراء حكومته حتى الآن، على الرغم من مرور أكثر من شهر على فوزه بالانتخابات، وأدائه اليمين الدستورية قبل أيام.
وكتبت الصحيفة أنه كان يتوقع من الرئيس الجديد أن يستفيد من فرصة 22 يوما بين الإعلان عن فوزه ومراسم أداء اليمين الدستورية ليحدد أسماء المرشحين للوزارات، لكن رغم انقضاء تلك الفترة، وبعد أيام من أداء اليمين الدستورية، نشاهد غيابا لرؤية واضحة لاستقرار الحكومة وتشكيلتها الوزارية.
أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فبدأت تصعد من خطابها المنتقد لمحمد جواد ظريف، بعد أسابيع من التغزل والمسالمة مع الرئيس الجديد، كونه ينظر إليه من قبل الصحيفة وخط تحريرها بأنه "موال" لنهج خامنئي و"تابع" لتعليماته.
الصحيفة بدأت بانتقاد بزشكيان عندما عين وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف ليكون "مساعده للشؤون الاستراتيجية"، أي المسؤول عن رصد أبرز التطورات الوطنية والدولية، ومدى النجاح في تحقيق أهداف الدستور وإبلاغ الرئيس بذلك، متهمة ظريف بأنه لا يليق بمنصب مثل هذا، وأن سجله السياسي مليء بالفشل والخسائر.
وأشارت الصحيفة إلى تعيين علي طيب نيا مستشارا أعلى للرئيس مسعود بزشكيان، وقالت إن هذه التعيينات تظهر توافق بزشكيان وسيره على خطى حكومة محمد خاتمي السابقة، وأضافت أن بزشكيان بذلك يقر بأن السياسة هي التي سوف تحدد مسار الاقتصاد، وهذا يعد خطأ استراتيجيا كبيرا يقع فيه الرئيس الجديد، محذرة من تداعيات هذا النهج على الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، حيث مهدت تلك السياسة في عهد خاتمي إلى اضطرابات سياسية، وأفسدت الاقتصاد بشكل كبير، حسب قراءة الصحيفة.
يمكن الآن قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"هم ميهن": دعوات المتطرفين ليشمل الرد الإيراني القواعد الأميركية في المنطقة الخليجية
تطرقت صحيفة "هم ميهن" في تقرير لها إلى الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وقالت إنه بعد مرور أيام على الحادث يزداد الانتظار للرد الإيراني، موضحة أن الكل في إيران يجمع على ضرورة أن يكون هناك رد على انتهاك السيادة الإيرانية والاعتداء الصريح لإسرائيل على الأراضي الإيرانية.
لكن الصحيفة انتقدت التيار المتطرف الذي يدق على طبول الحرب الشاملة، ويطالب بالرد كذلك على الولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى دعوة رئيس تحرير صحيفة "كيهان" وإمام جمعة مشهد بأن يشمل الرد الإيراني القواعد الأميركية في المنطقة الخليجية.
وأكدت الصحيفة أن مثل هذه الدعوات قد تكون لها آثار مدمرة على إيران، لكن المتطرفين ماضون في نهجهم المتشدد، والذي يتجاهل ظروف البلاد الاقتصادية والسياسية، والتعقيدات الدولية التي تواجهها طهران في هذه المرحلة المصيرية.
"اعتماد": رواية اغتيال هنية بمقذوف جوي تحاول تبرئة الأجهزة الأمنية الإيرانية من الاختراق
رأى رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، إن بعض المحللين الذين يظهرون في وسائل الإعلام الحكومية يحاولون تقديم رواية تعارض فكرة وجود مندسين واختراق في الأجهزة الأمنية، للتهرب من المسؤولية والمحاسبة وتبرئة هذه الأجهزة من الاختراق والإهمال في عملية اغتيال هنية.
وأكد حشمت فلاحت بيشه أن رواية الاختراق الأمني هي الأقوى في الوقت الحالي، منتقدا من يدعون إلى "الانتقام" دون أن يقدموا نقدا لأداء حكومة رئيسي في المجالات الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية.
كما لفت الكاتب إلى تصريحات أحد وزراء حكومة رئيسي، الذي ادعى سابقا أنه تم القضاء على وجود عملاء الموساد الإسرائيلي في إيران وانتهاء نفوذهم، ليتبين من خلال حادث اغتيال هنية أن هؤلاء العملاء لا يزالون منتشرين داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
"روزانه": الاقتصاد الإيراني أصبح يتعايش مع الصدمات السياسية والأزمات
أشارت صحيفة "روزانه"، التابعة للحرس الثوري، إلى كثرة الأزمات السياسية والصدمات الأمنية التي عاشتها إيران في السنوات الماضية، ورأت أن الاقتصاد والأسواق الإيرانية أصبحت تتعايش مع هذه الصدمات، ولا تتأثر كثيرا بها.
وزعمت الصحيفة أن الاقتصاد الإيراني- بفضل السياسة الصائبة في مجال إدارة العملات الصعبة ووفرة الموارد المالية- أصبح يهضم بسهولة الصدمات السياسية والعسكرية التي تقع في البلاد.
ودعت الصحيفة الشعب الإيراني ليلعب دورا في إدارة السوق والاقتصاد، وقالت: على المواطنين أن لا يسارعوا إلى الأسواق عند حدوث الأزمات (لشراء العملات الصعبة والذهب)، مشددة على أن الخروج من كل أزمة ومنعطف يتطلب تعاونا وثيقا بين الشعب والنظام، حسب قولها.