يبدو أن الرئيس الإيراني الجديد وحكومته أمام مرحلة خاصة من التصعيد والتأزم إقليميا ودوليا، إذ أقدمت إسرائيل، وبعد ساعات من أداء بزشكيان اليمين الدستورية، على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، التي حضر إليها للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية لمسعود بزشكيان.
ويتعين على بزشكيان، الذي أكد وقوف طهران مع "المقاومة" والدفاع عن المظلومين بعد أدائه اليمن الدستورية مباشرة، أن يتأخذ مواقف واضحة للرد على إسرائيل التي استهدفت هنية في داخل الأراضي الإيرانية، وبعد يوم من وصوله إلى طهران.
بزشكيان كان يأمل في أن تكون الأمور أكثر هدوءا، ليركز على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية لحلحة قضية برنامج إيران النووي، التي وعد بإيجاد حل لها على وجه السرعة بعد تسلمه مهامه رسميا رئيسا لإيران.
الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 31 يوليو (تموز)، والتي طبعت قبل ساعات من اغتيال هنية، أبرزت عناوين حول مراسم تنصيب بزشكيان رئيسا لإيران، والخطابات التي ألقيت في هذا الاحتفال بما فيها كلمة لبزشكيان، التي تحدث فيها عن "أمله في المستقبل"، وأنه سيبذل قصارى جهده لإنهاء معاناة الإيرانيين، وفك حصار العقوبات عنهم.
اللافت ما نشرته صحيفة "جام جم"، المقربة من الحكومة والتابعة لمؤسسة التلفزيون الإيراني، حيث أرفقت عنوانها الأصلي بصورة احتضان بين بزشكيان وإسماعيل هنية، وكتبت باللون الأحمر: "أداء اليمن الدستورية بلون المقاومة".
وأشارت الصحيفة إلى خطاب بزشكيان الداعم للمقاومة، وكذلك اللقاءات التي جمعت بين المرشد علي خامنئي وقادة الفصائل الفلسطينية إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزياد النخالة رئيس حركة الجهاد الإسلامي قبل بدء فعاليات تنصيب بزشكيان، وكتبت: "كان يوم الثلاثاء يوما فلسطينيا في إيران. لقد أشاد خامني بصمود المقاومة.. وبدأ بزشكيان خطابه بشعار الموت لأميركا والموت لإسرائيل، وأكدا وقوف طهران بجانب المقاومة".
قريبا من ذلك ما نشرته صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، حيث نشرت في صفحتها الأولى صورة كبيرة تجمع بين مجموعة من نواب البرلمان يتوسطهم إسماعيل هنية والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وعلقت على صورتها بالقول: "اليمين على دعم المقاومة"، مشيرة إلى أن أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد يعد أداء يمين لدعم المقاومة والوقوف بجانبها.
والآن نقرأ المزيد من التفاصيل في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": ضغوط من أطراف مختلفة على الرئيس الجديد لاختيار وزراء بعينهم
ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن هناك أطرافا داخل البرلمان وخارجه تضغط على الرئيس الجديد لكي يختار مسؤولين بعينهم لبعض المناصب والوزارات، وكتبت في عددها الصادر اليوم الأربعاء 31 يوليو (تموز) إن البعض يهدد الرئيس مسعود بزشكيان بأنه لن يمنح البرلمان الثقة للوزراء الذين يرشحهم ما لم يكونوا شخصيات معينة ومقبولة لدى هذه الأطراف المتنفذة في البلد.
ودعت الصحيفة الرئيس الجديد إلى مقاومة هذه الضغوط، والابتعاد عن الحسابات السياسية للأفراد والشخصيات والتيارات المتصارعة في إيران، مؤكدة أن رضوخ الرئيس الجديد لهذه الضغوط يعني بداية لسلسلة من التنازلات والتراجع أمام هؤلاء السياسيين، وسيؤدي ذلك إلى فشل الرئيس في الفترة المقبلة، وفقدانه للشعبية التي يحظى بها، الآن حسب ما جاء في الصحيفة.
"جوان": نجاح حكومة بزشكيان مرهون بإتباع نهج خامنئي
في شأن منفصل قال محمد اخوان، رئيس تحرير صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، إنّ شرط نجاح الحكومة الإيرانية المقبلة هو الالتزام بالنهج الذي حدده المرشد علي خامنئي، خلال مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وأوضح الكاتب أن النقطة الأساسية والاستراتيجية، التي تُعدُّ شرطًا رئيسيًا لنجاح عمل الحكومة الجديدة، هي عدم ربط القضايا الداخلية بالقضايا الخارجية، أي عدم السير على نهج حكومة روحاني بالتركيز على الاتفاق مع الغرب وإرضائه، مقابل التنازلات وتضييع إنجازات البلاد، حسب تعبير الصحيفة.
وتابع الكاتب: "إنّ تسليم وتأخير كل القضايا للحصول على موافقة الأطراف الخارجية أو التوصل إلى اتفاق مع الغرب، سيؤدي إلى تجميد تقدّم البلاد، وتحريض الأطراف الخارجية على فرض إرادتها الطموحة لكسب المزيد من النقاط، كما أنّ التطوّرات التي يواجهها المجتمع الدولي كشفت أيضًا عن نوع من عدم اليقين في العديد من المؤشرات المؤثرة، مما يدل على ضرورة تجنّب أي ربط للقرارات بالتطوّرات الخارجية".
"دنياي اقتصاد": على رئيس الحكومة أن يواجه الأطراف المستفيدة من العقوبات
كتب نجفي عرب، رئيس غرفة طهران التجارية، مقالا بصحيفة "دنياي اقتصاد" تطرق فيه إلى حجم الفساد المستشري في إيران، مؤكدا أن السبب الرئيس وراء هذا الفساد هو العقوبات المفروضة على طهران، حيث أتاحت هذه العقوبات سهولة التهرب من الشفافية بحجة الالتفاف على العقوبات وسرية المعلومات.
وقال الكاتب في مقاله: مع الأسف الشديد فإن العقوبات، بالإضافة إلى ما تخلقه من مشكلات اقتصادية، فإنها تساهم في زيادة الفساد في إيران، وهي قد جلبت ثروة طائلة إلى بعض الأفراد والمجموعات، موضحا أن الرئيس الجديد إذا أراد أن يضمن أي نجاح لحكومته في المستقبل فعليه أن يركز على حل أزمة العقوبات وإنهاء الفساد.
وأعرب الكاتب عن أمله في يعتمد بزشكيان وحكومته أسلوب المواجهة وليس المسايرة مع هؤلاء الأفراد المستفيدين من العقوبات، موضحا أن باعتماد هذه المواجهة وعدم المسايرة يمكن التعويل على حل مشكلات البلد مستقبلا.