تسلم الرئيس الإيراني الرابع عشر، مسعود بزشكيان، مهامه رسميًا رئيسًا جديدًا لإيران، الیوم الأحد، بعد انتخابات مبكرة أًجريت على خلفية مصرع الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، إثر حادث سقوط مروحيته في غابات محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران.
وذلك بعد جدل واسع ومعارك سياسية شهدتها إيران، خلال الحملات الانتخابية، التي فاز بها الإصلاحيون، وهزيمة التيار المتطرف بقيادة المرشح الأصولي، سعيد جليلي، لكن تلك الخسارة لم تنهِ تحركات هذا التيار المتنفذ في مؤسسات الدولية، بل واصل هجماته ودوره التخريبي ضد الحكومة الجديدة، وهو ما يقلق كثيرًا من المراقبين ويجعلهم مترددين من إمكانية نجاح بزشكيان في حلحلة المشاكل التي تواجهها إيران.
ولا يزال الجدل حول ملفات الاتفاق النووي، وأزمة التضخم، وقضية الإنترنت، وموضوع الحجاب الإجباري، ساخنًا، وينتظر من بزشكيان تقديم حلول فيها تكون لصالح الشعب، وهي وعود قطعها الرئيس الجديد أمام الشعب، وقبل أن يتم اختياره رئيسًا في الرابع من شهر يوليو (تموز) الجاري.
وذكرت صحف إصلاحية، مثل "آرمان امروز"، أن هناك تحركات تجري لإحياء الاتفاق النووي في الوقت بدل الضائع؛ حيث أوشكت إدارة جو بايدن على الرحيل، واحتمالية أن يأتي الرئيس السابق، دونالد ترامب، المعروف بنهجه المتصلب تجاه طهران، ومعارضته للاتفاق النووي بالشكل والصيغة الحاليين.
وأشار صلاح الدين خديو، الكاتب بالصحيفة، إلى تصريحات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حول محاولة اغتياله؛ حيث ربط بين الحادثة وبين إيران، وقال: "آمل أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية بمحو إيران من الخريطة إذا ثبت أنها تقف وراء محاولة اغتيالي".
ومن الملفات الأخرى، التي حظيت اليوم باهتمام ملحوظ في تغطية الصحف اليومية، أزمة الكهرباء في إيران؛ حيث تشكو القطاعات الخاصة والمصانع وكذلك المواطنون العاديون من انقطاع متكرر في خدمات الكهرباء.
وسلطت صحيفة "جمله"، في تقريرها، الضوء على هذه الأزمة، وكتبت في صدر صفحتها الأولى: "الصيف والحر وانقطاع الكهرباء"، أما صحيفة "روزكار" فعنونت بالقول: "انقطاع أنفاس صناعة الكهرباء في إيران".
أما الصحف الموالية للنظام فحمّلت المواطنين مسؤولية هذه الأزمة، ودعت الشعب الإيراني إلى التقشف في استخدام الكهرباء، إذا ما أرادوا من السلطة استمرار تقديم الخدمات لهم، مؤكدة أن الاستخدام المفرط للكهرباء من قِبل الناس هو السبب في تأزم هذا القطاع، تزامنًا مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"اقتصاد بويا": فوضى انقطاع الكهرباء في إيران وتوقف الصناعات عن العمل
تناولت صحيفة "اقتصاد بويا"، في تقرير لها، أزمة انقطاع الكهرباء هذه الأيام عن القطاعات الصناعية وكذلك الخدمات المنزلية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعجز السلطات عن توفير الطاقة اللازمة للمواطنين وللصناعات الاقتصادية.
وذكرت الصحيفة أن فوضى كبيرة تسود هذا القطاع حاليًا؛ حيث إن هناك ارتباكًا في الإعلان عن الأعطال وعدم تنسيق وتنظيم يتيح للمواطن معرفة أيام الأعطال بشكل محدد؛ حيث يُعلن عن هذه الأعطال أحيانًا في أوقات متأخرة من اليوم السابق، وفي أحيان أخرى يتم نفي الأخبار وتأييدها في الوقت من نفسه من جهات حكومية ما يضع المواطنين في حيرة من أمرهم.
وأكدت الصحيفة أن العديد من المصانع توقفت عن العمل والإنتاج نتيجة أزمة الكهرباء، لافتة إلى زيادة بنسبة 8 بالمائة في حجم استهلاك الكهرباء في إيران هذا الصيف، مقارنة مع الصيف الماضي.
كما لفتت "اقتصاد بويا" إلى سوء تعامل الموظفين في الدوائر الحكومية التي تجمع فيها المواطنون للحصول على الخدمات، وكتبت في هذا السياق: "بعد انتشار الأخبار حول العطلة، يوم السبت، وبسبب تضارب الأنباء حضر كثير من المواطنين إلى الدوائر الحكومية، التي أعلن عن عملها حتى الساعة 12 ظهرًا، ثم انتشر خبر آخر يقول ستعطل الدوائر حتى الساعة العاشرة صباحًا وهو ما خلق زحمة في الدوائر الحكومية من قِبل المواطنين".
وقال الصحيفة إن الموظفين يحاولون التهرب من واجبهم في الدوائر الحكومية؛ بحجة العطلة المفاجئة، ولم يكتفوا بذلك، بل أساؤوا في تعاملهم مع المراجعين بالدوائر الحكومية، مؤكدة أن هذا التهرب من العمل وسوء التعامل مع الناس قد خلق استياءً وغضبًا لدى المواطنين في إيران هذه الأيام.
"مهد تمدن": ظريف وبزشكيان ملكان في مملكة واحدة
ذكر الكاتب والمحلل السیاسي، أكبر أعلمي، في مقال بصحيفة "مهد تمدن" أن الجميع يقر بأن وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، له الفضل الأكبر في فوز الرئيس مسعود بزشكيان بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، والملاحظ أنه في الحملات الانتخابية كان الشخص الداعم (ظريف) له سمعة ومكانة أكبر بين الناخبين من الشخص المدعوم (بزشكيان).
وتابع الكاتب، في مقاله الذي حمل عنوان: "المملكة لا تتسع لملكين"، أنه وبعد انتهاء الحملات الانتخابية واختيار بزشكيان، يليق بالرئيس الجديد أن ينهي هذه الحالة من حيث الحضور المكثف لظريف في حكومته، ليعطي إيحاءً بأنه صاحب الكلمة الأخيرة والرئيس الحقيقي في هذه الحكومة.
وشبّه الكاتب الوضعية الحالية بالمشهد السياسي في روسيا؛ حيث كان بوتين هو المسيطر على المشهد، حتى عندما يكون دميتري ميدفيديف هو الرئيس الرسمي، وذكر الكاتب أن هذه الحالة ستضعف عمل الحكومة، وتجعل الوزراء بدل أن يكونوا موالين للرئيس بزشكيان سيصبح ولاؤهم لظريف وأمثاله معتبرًا أن مثل هذه الحالة هي بداية للكارثة، حسب تعبيره.
"آرمان امروز": تردي عامل المساواة بين الجنسين في إيران وفق المنتدى الاقتصادي العالمي
تطرقت صحيفة "آرمان امروز" إلى الشرخ بين الجنسين في إيران، وفق المنتدى الاقتصادي العالمي؛ حيث أظهرت نتائج تقرير المنتدى سوء الحال بالنسبة لطهران في قضية المساواة بين الجنسين، وذكرت أنه وفقًا لهذا التقرير فإن إيران لديها وضع هو الأسوأ بعد السودان في المنطقة.
وأما على المستوى العالمي فإن إيران تتصدر فقط دولتي السودان وبنغلاديش في عامل المساواة الاقتصادية بين الجنسين.
وأوضحت الصحيفة أن من بين 15 دولة من الشرق الأوسط شملها تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي فإن إيران حلت في المركز الـ 14، ولم يأت بعدها سوى السودان وبغلاديش؛ حيث تقدمتها دول مثل الإمارات وإسرائيل وتونس والبحرين والأردن والسعودية وقطر والكويت ولبنان ومصر وعمان والمغرب والجزائر.