أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي دعمه وحمايته لحكومة بزشكيان الجديدة، وطالب باقي المؤسسات- مثل البرلمان- بـ"مساعدتها"، كما دعا إلى عدم الفرقة والخلاف في الأمور المهمة، كي لا تتاح فرصة للأعداء باستغلال هذه الخلافات وتضخيمها.
الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم، الاثنين 22 يوليو (تموز)، رحبت بهذا الدعم، واعتبرته خطوة جيدة أمام عمل حكومة بزشكيان التي يخشى عليها من الفشل، بسبب غياب التنسيق والانسجام مع باقي المؤسسات التي يهيمن عليها الأصوليون الذين فشلوا أمام بزشكيان في الانتخابات الرئاسية.
صحيفة "اعتماد" أبرزت تصريح خامنئي خلال لقائه بالرئيس الجديد وأعضاء البرلمان، حيث دعا البلاد لتكون صوتا واحدا أمام الأعداء، وعنونت بالقول: "صوت واحد من أجل إيران".
أما الصحف الأصولية فرأت تصريحات خامنئي بأنها ليست دعما، وإنما توجيه وإرشاد طبيعي، كما حاولت إبراز الجوانب التي يؤكد فيها المرشد على ضرورة أن يختار الرئيس الجديد مسؤولين "متدينين" و"ثوريين"، كما ذهبت إلى ذلك صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري.
ومصطلح "الثوريين" هو عنوان يطلقه النظام وأنصاره على كل من يسير في ركب المرشد علي خامنئي، ويلتزم بتوجيهاته وتعليماته في سياساته الداخلية والخارجية.
كما واصلت هذه الصحف هجماتها ضد الدائرة التي تحيط بالرئيس الجديد، ممن تصفهم بـ"أصحاب الهوى الغربي" و"الجناة الأمنيين"، ودعت صحيفة "كيهان" بزشكيان إلى التخلص من هؤلاء "المجرمين" وإبعادهم، وكتبت: "ماذا يفعل المجرمون الأمنيون في مقر بزشكيان؟"
صحيفة "شرق" الإصلاحية اقترحت على الرئيس الجديد أن يخول رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف والأصوليين باختيار وزير أو وزيرين في حكومته، لأن عدم إشراكهم في الحكومة القادمة يعني أن حكومة بزشكيان ستواجه تحديات وصدامات مع البرلمان والنظام بشكل عام.
من الملفات التي اهتمت بها صحف اليوم الاثنين أيضا هو إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، لتبدأ نائبته كامالا هاريس حملتها الانتخابية ممثلة عن الحزب الديمقراطي.
بعض الصحف رأت أن بقاء الديمقراطيين في البيت الأبيض أصبح مأمولا بعد ترك بايدن السباق الرئاسي، حيث كان الجميع مقتنعا بعدم إمكانية فوزه على ترامب، لكن الآن وبعد هذا التطور أصبح فوز ترامب غير مؤكد، كما كان الحال قبل انسحاب بايدن.
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في صحف اليوم:
"جوان": الدائرة المحيطة ببزشكيان خانت النظام وآمنت بسقوطه
علقت صحيفة "جوان" الأصولية على كلام الرئيس الإيراني الجديد الذي تحدث عن صعوبة مهمته في اختيار المسؤولين والوزراء، وقالت إن أصعب مهمة أمام بزشكيان لا تتمثل في اختيار المسؤولين الجدد، وإنما أكبر مشكلة وتحد أمام الرئيس الجديد هو التوفيق بين أعضاء مجلسه الانتقالي لترشيح المسؤولين، حيث إن نصف أفراد هذا المجلس قد خانوا النظام، وتحدثوا عن سقوطه، حسب الصحيفة.
وادعت "جوان" أن الرئيس الجديد يدرك هذه الحقيقة، لهذا يؤكد باستمرار أنه لن يكون منفذا لتعليمات الآخرين، وأن المسؤولين الذين سيختارهم يجب أن يؤمنوا بأيديولوجية النظام ومبادئه.
وأضافت أن التيار الإصلاحي أصبح لا يحمل من اسمه سوى لفظه، لأنه لم يعد مؤمنا بالإصلاح، وإنما يعتقد أتباعه بأن النظام وصل إلى نهايته.
"اطلاعات": لولا مجيء بزشكيان لقضى المتطرفون على النظام الإيراني
قالت صحيفة "إطلاعات" إنه لولا انتباه مسؤولي النظام لتمكنت الأقلية المتشددة من السيطرة على الحكم بشكل كامل، وأنهت النظام بسياساتها ونهجها المتطرف.
وكتبت الصحيفة تعليقا على فوز بزشكيان وعدم منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية: "لحسن الحظ اجتهد المرشد خامنئي والمصلحون والحريصون على النظام وأعطوا نفسا جديدا للجمهورية".
وأضافت: "لو لم يقع ذلك لسيطرت الأقلية المتشددة على الحكم، ولكانت نهاية النظام على أيديها. هذه الأقلية أضعفت إسلامية النظام خلال السنوات الماضية، وتسببت في نفور الشباب والنساء من الدين والقيم الدينية".
"اقتصاد ملي": موجة كبيرة من الغلاء في الأسواق بعد إلغاء الدعم الحكومي عن السلع والبضائع
حذرت صحيفة "اقتصاد ملي" من إلغاء الدعم الحكومي عن 485 سلعة في الأسواق، ما يعني زيادة أسعارها وبيعها وفقا لتكاليف الإنتاج وقوانين العرض والطلب. وذكرت أن إلغاء هذا الدعم سيرفع الغلاء، وسيحمل المواطن مزيدا من الضغوط والمعاناة المعيشية.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين في إيران، وبدل التفكير في خطط لتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة وفرض رقابة على الأسواق من أجل منع الغلاء، نجد أنهم بدأوا يفكرون بإنهاء الدعم الحكومي للسلع الأساسية، وعرضها بالأسواق بشكل حر، في وقت لا يستطيع المواطنون تلبية تكاليفهم المعيشية العادية.
وذكرت "اقتصاد ملي" أن ما يزيد الطين بلة في هذا الخصوص هو غياب الإدارة والتنظيم الحكومي للأسواق، بحيث يضرب الغلاء كل قطاع، ولا يوجد مسؤول يجيب على هذه الفوضى في الأسعار والغلاء الفاحش في السلع والخدمات المقدمة للمواطنين.
الخبير الاقتصادي إبراهيم بهادري أكد للصحيفة أن قرار الحكومة إنهاء الدعم لـ485 سلعة سيجلب معه الغلاء في كافة السلع، موضحا أن السوق هو عبارة عن كتلة متراكمة من الأشياء، ولا يمكن تحريك جزء والإبقاء على جزء آخر دون حركة أو تغيير.
وأضاف بهادري أن تبرير الحكومة في إنهاء الدعم لهذه السلع هو التخلص من الفساد والسرقة التي تتم في هذا المجال، حيث يستحوذ البعض على أموال الحكومة بملايين الدولارات من خلال تخصيص أموال ضخمة لتوريد السلع والبضائع بأسعار منخفضة، لكن بعد أن يتم أخذ الأموال من الحكومة تعرض هذه السلع نفسها بأسعار غير مدعومة في الأسواق.