بين التأييد والنفي، لاتزال الأخبار تتردد حول تحركات من جانب إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي والتوصل إلى صيغة تفاهم جديدة تنهي حالة الجمود في هذا الملف، قبل مجيء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من جديد، وهو ما ينذر بمزيد من التأزم في العلاقات بين طهران وواشنطن.
وأشارت بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، الذي أكد استعداد طهران لاستئناف المفاوضات النووية، معتقدة أن هذه التصريحات هي دليل على رغبة طهران في حلحلة الأزمة النووية بأسرع وقت ممكن.
وفي المقابل أشارت صحف أخرى إلى موقف واشنطن غير المرحب باستئناف المفاوضات في هذه الفترة القصيرة المتبقية لحكومة بايدن، معتقدة أن الولايات المتحدة الأميركية ترجح الوصول إلى اتفاق أكثر شمولاً واستيعابًا، بحيث لا يقتصر على الملف النووي، وإنما يشمل قضايا أخرى، كدور إيران الإقليمي وقضايا حقوق الإنسان في الداخل الإيراني، وذكرت أن مثل هذا الاتفاق الشامل والجامع لا يمكن تحقيقه على عجالة، كما تريد طهران.
ولفتت صحيفة "آرمان امروز" إلى أن رسائل متبادلة جرت بين إيران والولايات المتحدة الأميركية الشهر الماضي حول نشاط إيران النووي؛ حيث حذرت واشنطن طهران من مساعيها الرامية إلى امتلاك أسلحة نووية، وأكدت أن مخاطر جدية تشعر بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في هذا الخصوص.
وانتقد الكاتب والمحلل السياسي، حشمت فلاحت بيشه، سياسات إيران السابقة فيما يتعلق بموضوع الاتفاق النووي وعلاقات إيران مع الدول الأخرى؛ حيث رأى أن الحكومة السابقة ضحت بالاتفاق النووي بسبب انخراطها في الحرب الأوكرانية ووقوفها بجانب روسيا.
في شأن منفصل، ذكر الكاتب والمحلل السياسي، مسيح مهاجري، في افتتاحية صحيفة "جمهوري إسلامي"، أن حكومة "رئيسي" أوصلت الاقتصاد الإيراني إلى مرحلة متأزمة وعلى شفى الاحتضار والموت، مشددًا على أن جميع المشاكل المجتمعية في إيران سيتم حلها إذا ما تمت معالجة الأزمة الاقتصادية.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": فرص توصل إيران إلى اتفاق مع الجمهوريين أكبر من الديمقراطيين
قال المحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، إنه وخلافًا لما يعتقده الكثيرون، فإن فرص إيران للتوصل إلى اتفاق وصلح مع الجمهوريين أكبر منها مع الديمقراطيين؛ كون الجمهوريين في الولايات المتحدة الأميركية يظهرون انعطافًا ومرونة أكثر في علاقاتهم الخارجية، حسب قراءة الكاتب الإيراني.
وعن سبب اعتقاده هذا أضاف بيكدلي قائلاً: "إن الجمهوريين لديهم رؤية واضحة وصريحة، وهي أنهم يسعون إلى إعلاء مكانة الولايات المتحدة، وتحسين الوضع الاقتصادي في الداخل الأميركي، أما بالنسبة للديمقراطيين فإن حاضنتهم الشعبية هي الأقليات السوداء والمسلمون، مقابل حاضنة الجمهوريين، الذين هم عبارة عن البيض ومن يعتبرون أميركيين خالصين، لهذا قليلاً ما تجد أنصارًا من الأقليات السوداء والمسلمين في حملات الجمهوريين الانتخابية".
أوضح أن هذا الواقع السكاني يجعل الجمهوريين أكثر حرية في اتخاذ القرارات التي يعتقدون فيها مصلحة لأميركا واقتصادها في الداخل، بعيدًا عن مصالح الأقلية، وحسابات هذه الجاليات المنتشرة في الولايات المتحدة الأميركية.
وذكر الكاتب أنه لا ينبغي الخوف والقلق من مجيء دونالد ترامب، إذا ما أظهرت إيران مرونة وعقلانية أكثر في سياساتها الخارجية، لافتًا إلى أن سبب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي كان يقوم على أساس أن هناك خلافات أوسع بين طهران وواشنطن، ولا ينبغي حصر العلاقة بهذا الملف، لهذا فإن ترامب سيكون راغبًا في التفاوض مع إيران للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقًا يشمل قضايا الصواريخ، وتدخل طهران في الشؤون الإقليمية ودعمها للجماعات المسلحة بجانب الملف النووي.
"آرمان امروز": نصائح لحكومة بزشكيان الجديدة
قدم الكاتب والمحلل السياسي، علي دارابي، قائمة من التوصيات والنصائح إلى حكومة بزشكيان الجديدة، معتقدًا أنه من الضروري أن تنظر الحكومة ورئيسها الجديد بدقة في هذه النقاط؛ كونها تساهم في تحقيق الأهداف الواقعية التي يريد الرئيس إنجازها، كما أنها تعطي صورة حقيقية للشارع عن قدرات الرئيس وإمكاناته المتاحة للعمل.
وأول نصيحة، قدمها الكاتب دارابي، هي أن يبتعد المسؤولون الجدد عن الوعود غير العملية، مؤكدًا أن إمكانات البلد، والظروف الداخلية والخارجية التي يمر بها معروفة وجلية، ومِن ثمّ فلا ينبغي أن تعطي الحكومة الجديدة وعودًا لن تتحقق.
كما اقترح الكاتب أن تقوم الحكومة بالتخلص من عشرات المجالس والمؤسسات التابعة لها، والاكتفاء بما هو أساسي وضروري لتقسيم العمل والإدارة بشكل أفضل، كون هذه المجالس والمؤسسات تستنزف طاقات الحكومة وتحملها أعباء إضافية.
كما أوصى دارابي بأن يغيّر بزشكيان من سياسات الظهور الإعلامي غير المثمر، كالمشاركة في افتتاح مشروع ثم تركه دون إتمام وتنفيذ، مشيرًا إلى أن 450 ألف مشروع لا تزال الآن في منتصف الطريق، وقد تم إهمالها بعد أن أجريت حولها الاحتفالات ومراسم الافتتاح، ودعا إلى إكمال هذه المشاريع التي يقول الخبراء إنها تحتاج مجمعة 50 عامًا لكي تُنجز.
"هم ميهن": استمرار الغموض والإبهامات حول سقوط مروحية "رئيسي"
قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، إنه على الرغم من مرور شهرين على حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، ومقتله هو ومجموعة من مرافقيه، فإن إبهامات لا تزال موجودة في هذه الحادثة وهناك أسئلة مطروحة لم يتم الإجابة عنها بعد.
وأشارت إلى انقطاع الاتصال بين قائد المروحية وجهات المراقبة والاتصال لمدة 69 ثانية فقط، متسائلة: ما الذي حدث بالتحديد في هذه الفترة القصيرة بحيث لا يستطيع الطيار الإبلاغ عن وجود حالة طارئة ومشكلة في المروحية.. لافتة إلى أن الكثيرين يتساءلون عن سبب السقوط الحقيقي.
وأضافت أن البعض يطرح سيناريوهات مختلفة مثل الاستهداف أو وجود عمل تخريبي متعمد أدى لسقوط المروحية ومقتل الرئيس السابق، ما يشدد على ضرورة أن تكون هناك تحقيقات بنتائج معلنة لمعرفة ملابسات الحادثة بشكل كامل.