مهمة الرئيس الإيراني المنتخب في تشكيل الحكومة واختيار الوزراء والمسؤولين من جانب، والتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات عن طهران بعد التوصل لاتفاق حول ملف طهران النووي من جانب آخر، هما الموضوعان الأبرز في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 17 يوليو (تموز).
الصحف الأصولية تستمر في محاولة "استقطاب" بزشكيان لأقرب نقطة إليها، وإبعاده عن دائرة الإصلاحيين قدر الإمكان، من خلال التأكيد على أنه ذو شخصية منفتحة وجامعة، ولن ينجر إلى محاولات التيار الإصلاحي بحصره في دائرته الضيقة، والتي تطالب بإقصاء الشخصيات الأصولية من الحكومة الجديدة، لتسهيل عملية تنفيذ الرؤى المنسجمة مع طبيعة التيار الإصلاحي وأفكاره.
صحيفة "خراسان" الأصولية مثلا كتبت عن مسعود بزشكيان، وقالت: "بزشكيان أثبت منذ الإعلان عن فوزه، وحتى أثناء الحملات الانتخابية، بأنه لن يكون تحت عباءة الإصلاحيين فقط، وإنما يريد انسجاما وطنيا"، مضيفة: "على بزشكيان أن يثبت خلال تشكيلته الوزارية بأنه غير حزبي، وسيشكل حكومة تتضمن المتخصصين من باقي الأطراف والتيارات، بجانب الشخصيات المنتمية إلى التيار الإصلاحي".
صحيفة "جوان"، وهي مقربة من الحرس الثوري، انتقدت صمت بزشكيان عن قضية اختيار الوزراء والمسؤولين، وتكليف الآخرين بالقيام بالإجراءات اللازمة، حيث يظهر شخص ظريف كأنشط من بزشكيان نفسه في العمل على تشكيل الحكومة واختيار الوزراء.
ويبدو أن الصحيفة غير سعيدة بالمهمة التي كلف بها بزشكيان وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، حيث اختاره ليكون رئيسا لـ"مجلس قيادة الفترة الانتقالية لتشكيل الحكومة" وهي لجنة تهتم بتقديم الأسماء وترشيحهم للرئيس، لكي تسهل عليه عملية اختيار المسؤولين.
من الملفات الأخرى التي كانت حاضرة وبقوة في تغطية الصحف الإيرانية هي قضية المفاوضات مع الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، لإحياء الاتفاق النووي، حيث أبرزت الصحف، لا سيما المقربة من الإصلاحيين، ما صرح به وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني الذي أكد في تصريحات لوسائل إعلام غربية استعداد طهران للتفاوض مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي، كما أشارت إلى ذلك صحف مثل "آرمان أمروز".
في شأن آخر لفتت صحيفة "همدلي" إلى قرار دول الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات المفروضة على إيران، بسبب استمرار دعم طهران لموسكو في حربها على أوكرانيا، وكذلك زعزعة طهران للاستقرار في الشرق الأوسط عبر دعمها للجماعات والمليشيات المسلحة.
كما شملت العقوبات مسؤولين إيرانيين ضالعين في صناعة الطائرات المسيرة، وشملت هذه الإجراءات تجميد أصول هؤلاء المسؤولين في الدول الأوروبية، ومنعهم من السفر إلى دول الاتحاد الاوروبي.
الآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في صحف اليوم:
"جوان": مهمة بزشكيان الصعبة.. وصدام متوقع بين الإصلاحيين والرئيس المنتخب
توقعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، في مقالها الرئيس الذي صدرته بعنوان "المهمة الصعبة أمام بزشكيان" وقوع صدامات وخلاف بين الإصلاحيين والرئيس المنتخب، لا سيما بعد مواقفه الأخيرة منذ الإعلان عن فوزه، حيث أظهر في مرات عديدة مواقف هي أقرب إلى الأصوليين منها إلى التيار الإصلاحي، الذي يدعو للتقارب مع الغرب والتركيز على الداخل الإيراني.
بزشكيان ظهر في تصريحاته الكلامية والكتابية مؤيدا للعلاقة مع الشرق (روسيا والصين)، واصفا إياهم بـ"الحلفاء الاستراتيجيين"، كما أنه كاتَب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وأكد له دعم طهران لما يسمى بمحور المقاومة، بالإضافة إلى عدم وضوحه في قضية التفاوض مع الغرب، حيث دعا الولايات المتحدة الأميركية إلى تصحيح سلوكها مع إيران، والتراجع عن "الأخطاء" والأساليب السابقة التي سببت توتر العلاقة بين البلدين.
الصحيفة رأت أن مثل هذه المواقف لم تعجب الإصلاحيين، لهذا لم يبرزوها في صحفهم ووسائل إعلامهم، معتقدة أن مواقف بزشكيان هذه هي مواقف "ثورية"، لا يطيقها الإصلاحيون الذين لديهم "هوى غربي" و"ابتعاد عن الشرق ومحور المقاومة"، حسب الصحيفة.
كما أثنت الصحيفة المقربة من الحرس الثوري على مواقف بزشكيان القديمة والجديدة، ووصفته بأنه "صادق" و"نزيه"، وتساءلت بالقول: هل يمكن أن نرى حكومة تنطبق مع شعارات بزشكيان ووعوده أم أن التنافس على القوة والنفوذ سيغير شكل الحكومة وتركيبتها؟".
"ستاره صبح": بايدن أم ترامب.. أيهما أنفع لإيران؟
تساءلت صحيفة "ستاره صبح" عن مستقبل العلاقة بين إيران والولايات المتحدة في عهد ترامب أو بايدن إذا ما أصبح أحدهما رئيسا في البيت الأبيض، وذكرت أن المؤشرات كلها تؤكد فوز الجمهوري دونالد ترامب، المعروف بمواقفه المتشددة وسياساته الصارمة تجاه طهران، ما يعني أنه يجب انتظار المزيد من الضغوط والعقوبات على إيران، إذا كان الفوز من نصيب دونالد ترامب في الانتخابات المقرر عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.
الصحيفة قالت إن الديمقراطيين معروفون بنهجهم اللين مع إيران، مشيرة إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015 في عهد باراك أوباما، وكذلك تخفيف العقوبات والسماح لإيران بتصدير البترول في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، مقارنة ذلك بالمواقف المتشددة لترامب والجمهوريين عموما تجاه طهران.
ولفتت الصحيفة أن ترامب قد رشح أمس سياسيا جمهوريا ليكون نائبا للرئيس في إدارته القادمة، وهو معروف بمواقفه الصلبة تجاه إيران، معتقدة أن كل شيء يوحي بان الأوضاع ستزداد سوءا بالنسبة لطهران إذا ما جاء دونالد ترامب من جديد.
ودعت الصحيفة الحكومة الإيرانية الجديدة إلى استغلال الفرصة المتبقية من إدارة الديمقراطيين وسيطرتهم على البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي عبر الدخول في مفاوضات مباشرة ومسالمة مع جو بايدن.
"نقش اقتصاد": 6 أزمات أمام حكومة بزشكيان الجديدة
قالت صحيفة "نقش اقتصاد"، في تقرير لها حول التحديات التي تواجه حكومة بزشكيان الجديدة، إن هناك 6 أزمات كبرى ستواجه الحكومة الجديدة، وعلى بزشكيان التعامل معها جميعا.
وهذه الأزمات- حسبما جاء في تقرير الصحيفة- هي: أزمة الطاقة (شح الغاز والكهرباء)، أزمة النظام المصرفي (العزلة المالية دوليا)، عجز الميزانية، شح المياه، أزمة المتقاعدين، أزمة العملة الوطنية.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الجديد سيتسلم مهامه في الوقت الذي تعيش فيه إيران ظروفا اقتصادية سيئة، والكل غير راض عن الأوضاع الراهنة، بدءا بالتجار ومرورا بالنشطاء الاقتصاديين، وانتهاء بالمواطنين العاديين الذين يطالبون منذ سنوات بحلول جذرية لأزماتهم الاقتصادية.