تنوعت عناوين الصحف الصادرة في إيران، اليوم السبت، بعد أن انتهت أجواء الانتخابات الرئاسية، والهجمات المتبادلة بين التيارين الإصلاحي والأصولي؛ لينصب الاهتمام الآن حول تشكيلة الحكومة الجديدة، وعلاقات إيران الخارجية، وعلى رأسها ملف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت الصحف اليوم إلى قرار مهم للرئيس الجديد مسعود بزشكيان؛ حيث عيّن وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف ليكون رئيسًا لـ "مجلس قيادة الدورة الانتقالية" لحكومة بزشكيان، وهي لجنة مكلفة بالتنسيق والعمل على تشكيل الحكومة الجديدة واختيار الوزراء.
وأشارت صحف أخرى، مثل "آرمان امروز"، إلى التحركات الدبلوماسية الأخيرة والمحادثات بين وزير الخارجية العراقي ونائب وزير الخارجية الأميركي حول الأموال الإيرانية المجمدة لدى بغداد، معتبرة أنها أول خطوة في مسار التفاوض بين طهران وواشنطن.
وفي تقرير آخر، تساءلت الصحيفة بالقول: "هل تشهد إيران في عهد بزشكيان نهضة دبلوماسية"، مشيرة إلى أسماء المسؤولين المحتملين ليشغلوا مناصب حساسة في السياسة الخارجية لإيران؛ ما يوحي بأن الحكومة الجديدة عازمة على إيجاد انفراجة كبيرة في علاقات إيران الخارجية.
كما نشرت صحيفة "طهران تايمز" مقالًا للرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، تطرق فيه إلى السياسة الخارجية لإيران ورؤيته للعلاقة مع دول الجوار وكذلك روسيا والصين والغرب والولايات المتحدة.
ونشرت صحيفة "اعتماد" أيضًا المقال مترجمًا عن الفارسية، واستخدمت له عنوان "دبلوماسية حكومتي"؛ حيث تضمن المقال جميع أبعاد السياسة الخارجية لإيران في عهد حكومة بزشكيان المقبلة.
وفي سياق غير بعيد، دعا الناشط الإصلاحي، عطاء الله مهاجراني، المرشح الخاسر، سعيد جليلي، إلى الخروج من الظل والعمل بشكل علني وظاهر، قائلًا: "إن 13 مليون صوت هي نسبة كبيرة، وتستحق أن يخرج صاحبها للعلن ويشكل حزبًا مع من يؤمنون بأفكاره ورؤاه".
كما اقترح الكاتب، في مقاله بصحيفة "اعتماد"، على الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، تعين جليلي في منصب تنفيذي "لكي يُجرّب لأول مرة مسؤولية تنفيذية ويبتعد من أفكاره الخيالية ويفهم كيف تُدار الأمور".
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"طهران تايمز": بزشكيان يكشف أبعاد سياساته الخارجية
نشرت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية، والتي تصدر باللغة الإنجليزية، مقالًا للرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، تطرق فيه للعديد من القضايا، التي تواجه إيران على الصعيد الدولي، وتحدث عن رؤية حكومته للواقع الإقليمي والعالمي؛ حيث أكد تحالف طهران مع روسيا، التي وصفها بـ "الحليف الاستراتيجي".
وكتب بزشكيان: "الصين وروسيا دائمًا ما كانا يقفان بجانبنا في الأيام الصعبة، ونحن نُقدّر هذه الصداقة. اتفاقية التعاون الممتدة 25 عامًا بين إيران والصين هي خطوة مهمة في مسار إيجاد شراكة استراتيجية شاملة، ونحن نرغب في توسيع التعاون مع بكين في هذا المجال".
أما عن روسيا فذكر بزشكيان: "روسيا حليف استراتيجي ذات قيمة بالنسبة لإيران وهي جارتنا، وستتعهد حكومتي بتوسيع وتعزيز التعاون معها".
وعن علاقة طهران بالغرب، قال الرئيس الجديد: "إن حكومته وعلى الرغم من عدم التزام الأطراف الغربية بالاتفاقيات، فإنها مستعدة للتفاوض البنّاء مع الدول الأوروبية لبناء علاقات تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمساواة بين الأطراف".
كما أكد بزشكيان، في مقاله، أن استراتيجية إيران الدفاعية لا تشمل السعي لامتلاك قنبلة نووية، داعيًا الولايات المتحدة الأميركية إلى أخذ الدروس والعبر من الأحداث السابقة، معتقدًا أن واشنطن وحلفاءها الغربيين أضاعوا فرصة تاريخية لخفض التصعيد والتوتر في المنطقة والعالم من خلال مغادرة الاتفاق النووي وشن حرب اقتصادية على طهران وكذلك القيام باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وعلى صعيد علاقات إيران مع دول المنطقة قال بزشكيان: "إن حكومته ستضع تعزيز العلاقات مع دول الجوار في سلم أولوياتها، وأنها مستعدة للتعاون مع تركيا والمملكة العربية السعودية وعمان والعراق وقطر والكويت والإمارات المتحدة العربية".
"شرق": المتطرفون سيعمدون لتشكيل حكومة الظل وأيام عصيبة في انتظار حكومة بزشكيان
قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إن تيار المرشح الأصولي المتشدد والخاسر في الانتخابات الرئاسية، سعيد جليلي، لن يبقوا مكتوفي الأيدي تجاه هذه الهزيمة، بل سيعمدون من جديد إلى تشكيل "حكومة الظل" لتحقيق أهداف أكبر، وسوف يشرعون في تخريب الحكومة الجديدة ومهاجمتها في كل فرصة وبجميع السبل.
وأكدت الصحيفة أن هذا التيار لا يعطي قيمة للشعب، كونه اختار مرشحًا آخر، موضحة أن ما يُعرف بتيار "الصمود" لا يضع أي اعتبار لـ "الشعب" في نشاطه السياسي؛ لإدراكه أنه من الممكن الوصول للسلطة دون وجود الشعب أو قراره.
وأشارت الصحيفة إلى 13 مليون صوت حصدها المرشح الخاسر سعيد جليلي، مقابل 16 مليون صوت لـ "بزشكيان"، وقالت إن هذا العدد يجعل هذا التيار المتطرف ينظر بأهمية أقل لفوز بزشكيان؛ ما يعني أن حكومته القادمة ستكون أمام وضع "خطير" وأن أيامًا عصيبة ستكون في الانتظار، حسب ما جاء في الصحيفة.
"جمهوري إسلامي": القذف السياسي خلال الانتخابات يكشف عدم وفاء التيارات السياسية بالالتزامات الأخلاقية والوطنية
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي"، حجم الإسفاف والقذف السياسي بين المرشحين والتيارات السياسية في إيران، خلال أيام الانتخابات، وذكرت: "إننا رأينا كيف يتهم البعض، البعض الآخر بالسرقة والخيانة والانحراف عن الإسلام، مقابل تطهير أنفسهم واعتبارهم ثوريين منقطعين النظير".
وأكدت الصحيفة أن هذه الحملات المتبادلة تكشف بوضوح عن عدم وفاء هذه الأحزاب والتيارات بالالتزامات الوطنية والأخلاقية والإسلامية من أجل دعاية انتخابية.
وتابعت الصحيفة أن الطرفين في الانتخابات الأخيرة رسما صورة عن المشهد السياسي بأن الأوضاع ستكون سيئة للغاية، إذا فاز الطرف الآخر، وكتبت في هذا الخصوص: "الفرقاء السياسيون رسموا صورة سيئة جدًا ضد خصومهم؛ حيث ادعوا أنه لو لم يصلوا هم إلى الحكم ستنتهي البلاد وسيُقضى على الإسلام، والعجيب أن كل هذه الأمور تمت باسم الدين والإسلام، ولم يسمحوا لأحد بنقد تصرفاتهم وممارساتهم".