انتهت المناظرات الرئاسية في إيران، أمس الثلاثاء، بانتظار انطلاق الانتخابات بعد غد الجمعة، لاختيار رئيس جديد يخلف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي لقى مصرعه الشهر الماضي في حادث سقوط مروحيته، شمال غربي إيران.
المناظرات التلفزيونية التي شكلت محور الصحف الإيرانية في الأيام الأخيرة، تميزت بتبادل التهم بين المرشحين، وإعطاء الوعود البراقة بهدف كسب أصوات الناخبين الذين لا يزالون، وفق آخر استطلاعات الرأي، غير راغبين في المشاركة، معتقدين أن أي رئيس جديد لن يكون قادرا على إحداث التغيير المطلوب لهيمنة المرشد علي خامنئي ومؤسساته العسكرية، وعلى رأسها الحرس الثوري، على مفاصل الدولة، ورفضه أي تغيير أو إصلاح.
الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم، الأربعاء 26 يونيو (حزيران)، أبرزت عناوين توحي بأنها تأمل كثيرا في فوز مرشحها للرئاسة مسعود بزشكيان، كما لفتت إلى زيادة الدعم لبزشكيان قبيل يومين من الانتخابات.
وكان آخر الداعمين هو الرئيس الأسبق محمد خاتمي الذي أعلن- كما نقلت ذلك صحيفة "اعتماد" وجل الصحف الإصلاحية- دعمه لبزشكيان، بعد أن كان قد امتنع عن المشاركة في الانتخابات السابقة التي تميزت بغياب مرشحين إصلاحيين أو مستقلين.
أما صحف النظام والمقربة من الحرس الثوري فركزت على تصريحات خامنئي، الذي لمح فيها بضرورة اختيار أحد المرشحين الأصوليين مثل جليلي أو قاليباف، قائلا إن "المرشح الأنسب" هو الذي يعتمد سياسة معارضة الولايات المتحدة، وذلك بعد أن كان مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان تعهد بالتفاوض مع واشنطن، وحل مشكلات إيران مع الغرب عبر التفاوض والحوار.
صحيفة "كيهان" نقلت جزءا من كلام خامنئي يعرض فيه بالإصلاحيين، قائلا: "بعض السياسيين في بلادنا يعتقدون أن عليهم الاعتماد على هذه القوة أو تلك، ولا يمكن المضي قدما دون الاعتماد على هذه القوة المشهورة والعظيمة. أو يعتقدون أن كل طرق التقدم تمر عبر أميركا".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان أمروز": تحديات أمام الحكومة الإيرانية الجديدة
رأى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني محمد حسيني، في مقال بصحيفة "آرمان أمروز"، أن إيران أصبحت "قضية" بالنسبة لكثير من الدول والبلدان بما فيها البلدان الصديقة، وهذه "القضية" تعني أن النظام يواجه مخاطر كثيرة على الصعيد الدولي والإقليمي.
كما رأى أن هذا الواقع الذي منيت به طهران جعلها تصبح بلا دور في القضايا الهامة عالميا وإقليميا، ويتم اتخاذ القرارات دون النظر إلى مصالحها وظروفها، موضحا أن هذا الإقصاء من القرارات لم يؤثر على مصالح الدول الأخرى.
واستشهد كاتب الصحيفة بقائمة من الأدلة والأمثال على هذا الأمر، وقال إن منظمة أوبك عبر آلية تنظيمية خفضت نسبة عرض النفط الإيراني، مؤكدا أنه حتى في حال تم الاستغناء عن إيران بشكل كامل من عجلة إنتاج النفط، فلن يؤثر ذلك على منظمة أوبك أو يخلق لها أزمة.
وتابع الكاتب أن سلاسل العقوبات من الدول المختلفة جعت التجارة الإيرانية مع دول العالم، بما فيها الدول الصديقة ودول الجوار، تواجه تحديا كبيرا، كما أن هذا الواقع دفع بالكثير من الدول والشركات إلى الامتناع عن الاستثمار في إيران، وهروب الاستثمارات الداخلية إلى الخارج خوفا من التبعات الاقتصادية المستقبلية.
ولفت الكاتب إلى أن دول المنطقة، باستثناء إيران، أصبحت تركز على "محور التنمية" بدل "محور البقاء"، وهي حالة تختص بها إيران في الشرق الأوسط.
"جملة": لماذا مقاطعة الانتخابات خطأ ويجب عدم تكراره؟
تطرقت صحيفة "جملة" في تقرير لها حول الانتخابات الرئاسية المرتقبة بعد غد الجمعة، وأشارت إلى فكرة المقاطعة التي لا يزال بعض الأطراف يصر عليها، ويؤكد أنها الخيار الوحيد أمام الإيرانيين لعدم تكرار دوامة الانتخابات الشكلية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
الصحيفة رفضت هذه الدعوات، وشددت على ضرورة المشاركة هذه المرة في الانتخابات، واختيار المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان كونه فرصة لخلق التغيير والإصلاح في إيران، حتى لو كان هذا التغيير نسبيا ومحدودا.
وذكرت الصحيفة أن السبب الرئيسي الذي يجعل فكرة المقاطعة فكرة خاطئة وغير سديدة هي أن التجارب السابقة كانت كلها ضررا ونتائجها سلبية على الشرائح التي قاطعت الانتخابات، حيث فاز المتطرفون في الانتخابات التي شهدت مقاطعة وانخفاض في نسبة المشاركة، وبالتالي فإن الوضع لم يتحسن بعد قرار المقاطعة.
"جوان": تحركات أوروبية ضد إيران في إطار الاتفاق النووي قبل انتهاء صلاحيته عام 2025
رأت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن الدول الأوروبية تعمل بشكل حثيث لكسب الوقت فيما يتعلق بالاتفاق النووي وإحداث تغيير في الواقع الفعلي المتجمد، حيث إنها تدرك أن انتهاء صلاحية الاتفاق النووي عام 2025 (بعد 16 شهرا من الآن) يعني أنها تصبح عاجزة عن التحرك ضد إيران تحت مظلة الاتفاق النووي.
وذكرت الصحيفة أن الدول الأوروبية تتهم إيران بأنها جعلت الاتفاق النووي عبارة عن "اتفاق فارغ"، موضحة أن هذه الاتهامات هي تمهيد لكي تتأخذ هذه الدول قرارا ضد طهران (ربما تفعيل آلية الزناد) قبل أن تنقضي الـ16 شهرا المتبقية من عمر الاتفاق النووي.
وأضافت الصحيفة الإيرانية أن الدول الاوروبية تدرك أن المسؤولية تقع على عاتقها بعد أن انسحب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، وأصبحت غير قادرة قانونيا على التحرك ضد طهران في إطار الاتفاق النووي، وعبر اتهامها بعدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي.