رغم أدائه المتواضع في الحملات الانتخابية والمناظرات التلفزيونية، لا يزال مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان يتصدر قائمة المرشحين للرئاسة في إيران، ولا تزال التوقعات واستطلاعات الرأي تميل إلى كفته، وذلك بسبب السمعة السيئة لمنافسيه وتطرفهم، وغياب البرامج الواضحة في حملاتهم الانتخابية.
صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية عنونت في مانشيتها، اليوم الاثنين 24 يونيو (حزيران): "بزشيكان في الصدارة"، معتقدة أن بقاء جميع المرشحين الأصوليين في المنافسة الانتخابية، وعدم اتفاقهم على مرشح واحد سيعزز فوز المرشح الإصلاحي، ويجعله شبه مؤكد.
صحف أخرى مثل "وطن أمروز"، المقربة من الحرس الثوري، نشرت نتائج استطلاع رأي يظهر أن بزشكيان سيحصل على 29 في المائة من الأصوات، يليه قاليباف بـ25 في المائة، ثم جليلي 24 في المائة.
أما صحيفة "اعتماد" فأشارت إلى استطلاع رأي الصحيفة المقربة من الحرس الثوري، وشككت في مصداقيته، وقالت إنه يبدو كـ"تحذير" من قبل الصحيفة للأصوليين، ودعوة لهم من أجل الاتفاق على مرشح واحد، من أجل تقوية جبهتهم أمام مرشح الإصلاحيين.
ورأى استطلاع صحيفة "وطن أمروز" أنه في حال انسحب قاليباف فإن 38 في المائة من أصواته ستذهب إلى جليلي، فيما ستذهب 20 في المائة إلى بزشكيان، والنسبة المتبقية لن تشارك، أما إذا حدث العكس أي انسحب جليلي لصالح قاليباف، فإن 45 في المائة من أصواته ستذهب إلى قاليباف و5 في المئة فقط لصالح بزشكيان، ما يعني أن انسحاب جليلي سيكون أكثر نفعا للتيار الأصولي الذي يهمه الآن أن يفوز أحد مرشحيه الرئيسيين جليلي أو قاليباف.
صحيفة "خراسان" ذكرت أن الذهاب إلى الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية أصبح شبه حتمي، نظرا إلى عدم قدرة أي من المرشحين حسم السباق الرئاسي لصالحه من الجولة الأولى، وكذلك بسبب إصرار جميع المرشحين الأصوليين على البقاء وعدم الانسحاب من الانتخابات.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"خراسان": هل يتفق الأصوليون على مرشح واحد أم تستمر المنافسة بين قاليباف وجليلي؟
تساءلت صحيفة "خراسان" الأصولية حول ما إذا كان التيار الأصولي قادر على التوصل لاتفاق يقنع أحد المرشحين البارزين في التيار (قاليباف وجليلي) للانسحاب لصالح المرشح الآخر لتعزيز جبهته؟
الصحيفة رأت أن المشكلة التي تجعل انسحاب أحد المرشحين لصالح الآخر مسألة صعبة هي استطلاعات الرأي المتضاربة التي تقدم نتائج مختلفة للغاية، بحيث تجد في استطلاع رأي جليلي متصدرا وفي الآخر متأخرا، وكذلك بالنسبة لقاليباف حيث هو الآخر يجد نفسه في قائمة المرشحين ويأمل في الوصول إلى كرسي الرئاسة، ما يجعل احتمالية انسحابه مستبعدة إلى حد ما.
الصحيفة انتقدت استطلاعات الرأي "الكاذبة"، وقالت: كأن كل استطلاع رأي يجري في بلد مختلف، ولا تساعد هذه الاستطلاعات على رسم صورة ذهنية محتملة لمآلات الانتخابات الرئاسية في إيران.
وتوقعت الصحيفة أن تذهب الانتخابات إلى جولة ثانية، وقالت إن هذا الحدث محتمل للغاية، لا سيما إذا بقي جميع المرشحين الأصوليين، ولم يتفقوا على مرشح واحد.
وذكرت "خراسان" أن بعض الأصوليين لديهم تحليل غير واقعي، حيث يعتقدون بأن جليلي وقاليباف سيذهبان إلى الجولة الثانية، وفي تلك الحالة يكون الأمر بالنسبة لهم اختيار حسن بين "إحدى الحسنيين"، لكن الصحيفة رأت أن استبعاد بزشكيان من الذهاب إلى الجولة الثانية لا يبدو تحليلا واقعيا.
"آرمان ملي: حكومة بزشكيان وظريف ستتجه نحو الانفتاح مع الغرب والتفاوض لرفع العقوبات
قال الدبلوماسي الإيراني السابق، عبد الرضا فرجي راد، في مقال بصحيفة "آرمان ملي" إن وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف دبلوماسي ذو خبرة على الساحة الدولية، لكنه يرتدي هذه الأيام ملابس السياسي، مضيفا أن المرشح مسعود بزشكيان نجح في جذب شخص كظريف إلى حملته الانتخابية.
واعتبر فرجي راد أن اختيار بزشكيان كان دقيقا للغاية، لأن ظريف لديه معجبون يتابعون أفكاره على الساحة الدولية، كذلك فإن دعم وزير الخارجية السابق له يصب في صالحه. وأوضح أن هدف بزشكيان من ذلك هو إرسال رسالة للناس بالانفتاح على العالم.
وأشار إلى أن وزير الخارجية السابق يقف بشكل ثابت خلف المرشح بزشكيان، لافتا إلى تصريحات ظريف حول ضرورة تغيير السياسة الخارجية، وأنه يرى أن نهج بزشكيان يمكن أن يحسن سمعة طهران على الساحة الدولية.
ونوه الكاتب إلى أن ظريف يدافع عن المرشح الإصلاحي وفق هذا المنطلق، متوقعا أن تنحو اتجاهات وزارة الخارجية نحو التفاعل مع الغرب وأروبا من أجل رفع العقوبات، وذلك في حال قبول أدبيات ظريف في حكومة بزشكيان المحتملة.
ورجح فرجي راد أن تزداد الضغوط المختلفة على البلاد في حال أصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. لذلك، وبحسب المقال، خلص بزشكيان وظريف إلى ضرورة العمل معًا على رفع العقوبات، ليتجهوا لتحقيق ذلك في حال فوزهم.
"اقتصاد بويا": المواطن لا يهتم بالانتخابات وغارق في مشكلاته الاقتصادية ولا يثق بالسياسيين
صحيفة "اقتصاد بويا" رأت أنه وعلى الرغم من الدعاية الإعلامية التي تظهر اهتمام الإيرانيين بالحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة إلا أن الحقيقة هي أن المواطن في إيران لم يعد يهتم كثيرا بالقضايا الكبرى والمسائل السياسية التي تعيشها إيران اليوم، لأنه بات غارقا في همومه الاقتصادية ومشكلاته المعيشية.
كما رأت الصحيفة أن الاختلاسات وملفات الفساد والسرقة التي تظهر بين الحين والآخر، جعلت المواطن الإيراني لا يثق تماما بالسياسيين والمسؤولين.
"ستاره صبح": الاقتصاد الإيراني لن تنتهي مشكلاته دون حل أزمة السياسة الخارجية
قال الخبير الاقتصادي، رضا مجيد زاده، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن أي من المرشحين للرئاسة لا يتعمق في الحديث عن قضايا مثل الاتفاق النووي و"FATF" والعلاقات الخارجية، لهذا تجد البرامج الانتخابية "مترهلة"، وتعاني من غياب الانسجام والقوة، ذلك أن حديثهم عن الأزمة الاقتصادية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسة الخارجية يبقى بلا رمق وحياة.
وأضاف الكاتب: ما دمنا لم نعد إلى الاتفاق النووي، ولم نرفع العقوبات، ولم ننضم إلى مجموعة العمل الدولية (FATF) فلا أمل يرتجى في حل المشكلات الاقتصادية التي نعيشها اليوم.
كما انتقد الكاتب بعض "الوعود الشعبوية" التي يطلقها المرشحون الأصوليون، مثل تخصيص حصص من الذهب تعطى شهريا للمواطنين، وكذلك توزيع اللحوم على الشعب، قائلا إن هذه الوعود سببها غياب برامج انتخابية حقيقة وواضحة لدى المرشحين للرئاسة في إيران.