تحول ملف السياسة الخارجية الإيرانية والمفاوضات مع الغرب إلى محور رئيس في الحملات الانتخابية الرئاسية خلال اليومين الأخيرين.
الأصوليون والمقربون من الحكومة شنوا هجماتهم على الدبلوماسية الإيرانية في فترة حكم حسن روحاني ووزارة خارجية محمد جواد ظريف، وادعوا أن هذه الدبلوماسية جلبت الخراب والدمار للاقتصاد الإيراني، بعد إبرام "كارثة" الاتفاق النووي.
في المقابل نجد صحف الإصلاحيين تعتبر الاتفاق النووي إنجازا حققته الدبلوماسية الإيرانية، حيث خلصت البلاد من العقوبات الدولية والحظر الاقتصادي الخانق على إيران منذ سنوات، مستشهدين بكلمات ظريف، الاثنين الماضي، عندما دافع بقوة عن الاتفاق النووي والمفاوضات مع الغرب.
صحيفة "خراسان" الأصولية كانت استثناء بين صحف الأصوليين، حيث دعت هذا التيار إلى عدم التركيز على قضية الاتفاق النووي والمفاوضات مع الغرب، ورأت أن الشارع الإيراني في هذه القضية بالتحديد يميل إلى موقف الإصلاحيين، وبالتالي فإن التركيز على هذا الموضوع في الانتخابات الرئاسية سيعني في المحصلة أن الفائز سيكون مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، قالت إن الإيرانيين لن ينسوا ما جلبته حكومة روحاني والتيار الإصلاحي على إيران، وكتبت: "لن ننسى التضخم فوق 60 في المائة، ومضاعفة العقوبات، ودبلوماسية التضرع والخنوع، وتعطيل المصانع وانقطاع الكهرباء، وكارثة الاتفاق النووي، وسراب"FATF"، وارتفاع سعر الدولار 10 مرات، ومضاعفة أسعار السكن 700 في المائة".
صحيفة "كار وكاركر" العمالية نقلت جزءا من كلام مسعود بزشكيان حول العقوبات، وآثارها المدمرة على الاقتصاد الإيراني، وأكدت أن هناك مجموعة من المستفيدين في إيران من العقوبات.
وعنونت الصحيفة حول الموضوع، نقلا عن مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان قوله: "أبناء المنتفعين من العقوبات يعيشون في رغد ورفاه، والمواطنون يعيشون تحت الضغوط الاقتصادية".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": تأثير دعم ظريف لمرشح الإصلاحيين
رأى الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" أن الدعم السخي الذي يقدمه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هذه الأيام لمرشح التيار الإصلاحي مسعود بزشكيان سيكون له تأثير كبير على نتيجة الانتخابات، مؤكدا أن ظريف يحظى بشعبية وقبول كبير في أوساط الشارع الإيراني.
واستدرك الكاتب بالقول إن تزكية ظريف لمرشح بعينه لا يكفي لكي نجزم بأن الشارع سوف يصوت لذلك المرشح، وإنما يجب أيضا أن يكون ذلك الشخص صاحب سجل نظيف وبرنامج انتخابي يقنع الناخب.
ولفت إلى أن المواطن الإيراني كانت لديه تجربة الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيد حسن روحاني، إذ زكاها الإصلاحيون الكبار أمثال محمد خاتمي، لكن في المحصلة رأى الشارع أن روحاني لم يلب كل ما وعد به، وأن الكثيرين أصيبوا بالإحباط من أدائه، لا سيما في دورته الثانية، وعلى هذا الأساس فإن تلك التجربة سيكون لها تأثير على طريقة تصويت الإيرانيين هذه المرة.
"اعتماد": انحياز مؤسسات حكومية ضد مرشح الإصلاحيين والهجوم على بزشكيان كان متوقعا
سلطت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية الضوء على الهجمة الشرسة التي يشنها التيار الأصولي ووسائل إعلامه على المرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بزشكيان، مشبهة الحالة بما جرى للرئيس الأسبق محمد خاتمي، حيث هاجمته وسائل إعلام الأصوليين الذين يسيطرون على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية ومعظم الوكالات والوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة.
ولفت الكاتب الإصلاحي، علي باقري، في تصريح للصحيفة أن هذه الهجمة ضد بزشكيان كانت متوقعة، في ضوء نتائج استطلاع الرأي التي تظهر تقدمه بشكل كبير على باقي المنافسين، لكن الغريب في الأمر أن "تجييش" مؤسسة الإذاعة والتلفزيون- التي من المفترض أن تكون محايدة في التعامل مع المرشحين للرئاسة- كل طاقاتها من أجل تخريب صورة وسمعة مرشح بعينه.
كما قال باقري للصحيفة إن معظم مشكلات البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية سببها نهج السياسة الخارجية لإيران، وبعد تصريحات ظريف قبل يومين التي عرى فيها كثيرا من الحقائق، قام الأصوليون بحملة واسعة في تخريب وتشويه التيار الإصلاحي وإنجازاته على صعيد الدبلوماسية والاقتصادية والقضايا المجتمعية.
وأضاف الكاتب أن انحياز المؤسسات الحكومية لتيار بعينه لم تنحصر على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بل شملت بلدية طهران ووزارة الخارجية وبعض المؤسسات والوزارات الأخرى، حيث شمروا على سواعدهم للدفاع عن مرشحي التيار الإصلاحي والهجوم على مسعود بزشكيان وظريف، مؤكدا أن هذا الانحياز سيخلق قطبية في الشارع الإيراني خلال الفترة القليلة المقبلة.
"هفت صبح": هل ستكرر تجربة انتخابات عام 2013؟
قالت صحيفة "هفت صبح"، في تحليل لها عن الانتخابات الرئاسية وتطورات الحملات الانتخابية هذه الأيام، إن الإصلاحيين والأصوليين سيصعدون من خطابهم الدعائي في الأيام القليلة لكسب المزيد من الأصوات من الشريحة التي لا تزال لم تحسم أمر المشاركة في الانتخابات المقررة في 28 من شهر يونيو (حزيران) الجاري.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات تتوجه الأنظار إلى مرشحي التيار الأصولي الخمس، حيث يتوقع أن ينسحب بعضهم لصالح البعض الآخر، لكنها رأت أن شخصيتين هما جليلي وقاليباف لن يكونا مستعدين للانسحاب، إذ إن كلا منهما يطمع في الفوز، ويأمل أن يكون رئيسا للبلاد.
وذكرت الصحيفة أن نسبة سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف معا ستكون 50 في المائة، وفي حال انسحب قاضي زاده وزاكاني سترتفع هذه النسبة إلى 55 في المائة.
وفي ضوء هذا من المتوقع أن يجتهد الإصلاحيون في الأيام القادمة لتشجيع الشريحة الرمادية للتصويت لصالح بزشكيان، لا سيما في طهران التي لا تزال توقعات نسب المشاركة فيها منخفضة للغاية.
كما من المتوقع أن نشهد تحالفا منظما بين الأصوليين لمنع تكرار تجربة انتخابات عام 2013، التي فاز بها روحاني بعد تشرذم الأصوليين وانقسامهم، حسب الصحيفة.