نظم التلفزيون الإيراني أول جولة من المناظرات التلفزيونية بين المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية المبكرة، والتي شهدت انتقادات كثيرة من هؤلاء المرشحين لإدارة الأوضاع الاقتصادية الراهنة، واعدين بأنهم سيشكلون نقطة تحول في واقع البلد اقتصاديا وسياسيا.
صحيفة "خراسان" الأصولية وصفت هذه المناظرات بـ"العادية"، والتي لم تشهد أي مفاجأة من قبل المرشحين الستة، موضحة أن طرح التلفزيون أكثر من 30 سؤالا جاهزا قبل البدء على المرشحين أضعف مفهوم المناظرة التي تمتاز بالرد والرد المقابل من قبل المرشحين.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية رأت أن بزشكيان، مرشح التيار الإصلاحي كان أكثر المرشحين "تألقا"، ووصفت المناظرة الأولى بـ"ليلة بزشكيان"، موضحة أن جميع المرشحين الآخرين اكتفوا بترديد الوعود التي سبق أن أعطيت من قبل، أما بالنسبة لبزشكيان، حسب قراءة الصحيفة، فقد كان أكثر واقعية، ولم يعط وعودا غير عملية، كما أنه تعامل بحكمة وذكاء مع محاولات المرشحين الآخرين جره إلى جدال كلامي عقيم، حيث تجنب الرد على هجماتهم واستهدافهم له.
صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، أعربت عن رضاها عن مسار المناظرة، كونها لم تشهد هجوما على النظام بشكل أساسي، واكتفت بانتقادات ذاتية بين المرشحين، الذين اكتفوا بكلمات مثل "هنا أخطأنا"، و"كان ينبغي علينا فعل كذا"، دون أن يوجهوا سهام نقدهم لمؤسسات بعينها كالحرس الثوري وشخص المرشد علي خامنئي، الذي يعتبر اللاعب الأساسي في المشهد السياسي، دون أن يتحمل مسؤولية النقد والمحاسبة.
صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، دعت مرشحي التيار الأصولي إلى الانسحاب والاكتفاء بواحد لمواجهة مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان، وخاطبت هؤلاء المرشحين بالقول: "لا تنجروا وراء هوى النفس وتبقوا جميعكم في السباق الرئاسي لتتكرر تجربة 2013".
وقالت "كيهان"، في مقالها الذي يكشف عن قلقها من فوز مرشح التيار الإصلاحي: "يجب أن يتحد المرشحون الثوريون (الأصوليون)، ويدعمون مرشحا واحدا من هذا التيار".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان أمروز": قد يفوز المرشحون المتطرفون إذا قاطع التيار المتردد الانتخابات الرئاسية
الباحث والكاتب السياسي، بيجن عبد الكريم، قال لصحيفة "آرمان أمروز" إن الأوضاع السياسية والاقتصادية في إيران معقدة للغاية، ولا يمكن أن نتصور بأن مرشحا من المرشحين سيكون قادرا في ليلة وضحاها على خلق التغيير المطلوب، وحل جميع المشكلات في البلد.
وأضاف الكاتب: رسالة المرشح المعتدل بين المرشحين الستة هي أنه سيحاول، وبالتنسيق مع السلطة الحاكمة، بدء مرحلة من المفاوضات مع الغرب، لخفض التصعيد وإنهاء التوتر في هذا المجال، وهذه هي القضية المحورية في الانتخابات الرئاسية لإيران في عام 2024.
كما خاطب الكاتب الناخبين المترددين قائلا: "ليعلم المواطنون المقاطعون للانتخابات والمستاؤون منها أن عدم مشاركتهم فيها يعني أن التيار المتطرف سينتصر مرة أخرى، وأن هذه المرة ستكون الضغوط الاقتصادية والثقافية على المواطنين أكثر من السابق".
"ستاره صبح": فوز بزشكيان يهدد مصالح المفسدين والمنتفعين.. لهذا تكثر عليه الهجمات
نقلت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية عن المحلل السياسي، أمان الله قرائي مقدم، قوله إن السبب الرئيس وراء الهجمات على شخصية مسعود بزشكيان هو أن كثيرا من المنتفعين من الوضع الراهن والمفسدين يشعرون بأن مصالحهم ستكون مهددة في حال أصبح بزشكيان رئيسا لإيران.
كما لفت إلى أنه تم تحديد 5 مرشحين من التيار الأصولي مقابل مرشح واحد من التيار الإصلاحي، لتقوى جبهة الأصوليين، وتكثر هجماتهم عليه وتشويه صورته وشخصيته.
كما ادعى قرائي مقدم، في مقابلته مع الصحيفة، أن فوز بزشكيان يعني إبعاد المتطرفين عن صناعة القرار في إيران، وهذه حالة لا يرغب فيها أعداء الجمهورية الإسلامية في الداخل والخارج، حيث يريدون بقاء حكومة متطرفة في سدة الحكم لإنجاح خططهم ضد البلاد.
وبين الكاتب أن أهم ما يميز وعود المرشح مسعود بزشكيان عن غيره هو دوعده بأن مسؤولي حكومته سيكونون من التكنوقراط والخبراء والمتخصصين، دون الاعتماد على مبدأ الموالاة والمحسوبية التي يتميز بها التيار الأصولي عند اختيار الوزراء والمسؤولين في المناصب الهامة والحساسة.
"جهان صنعت": كفى لبيع الأوهام
هاجمت صحيفة "جهان صنعت" بشكل لاذع السياسة الخارجية لإيران، وقالت إنه لم يعد هناك خبير اقتصادي يرتاب في أن السياسة الخارجية المعتمدة لدى طهران هي العامل الرئيس في خلق أسوأ حالة اقتصادية ومعيشية للمواطنين.
وفي تقرير بعنوان "كفى لبيع الأوهام"، دعت الصحيفة النظام إلى إنهاء أزمة العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض على البلاد منذ سنوات وعقود، وكتبت: "لا بد من اتباع سياسة خارجية متوازنة، ويجب أن تكون هناك أولوية اقتصادية في دبلوماسية طهران تركز على قضية رفع العقوبات. ودون إلغاء العقوبات لا يمكن بناء علاقات طبيعية مع العالم، ودون وجود علاقات طبيعية مع الاقتصاد العالمي يصبح الحديث عن الانتاج والتقدم مجرد نسج أوهام".
"شرق": غموض مواقف مرشحي التيار الأصولي تجاه ملف السياسة الخارجية
صحيفة "شرق" أيضا انتقدت برامج مرشحي التيار الأصولي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والاقتصاد، واصفة تصريحاتهم حول هذين الملفين بـ"التصريحات العامة والضبابية".
كما طعنت الصحيفة بخطاب سعيد جليلي، المرشح المفضل لدى الحرس الثوري ووسائل إعلامه، وقالت إن خطاب جليلي أصبح محل سخرية لدى الإيرانيين، حيث إن كلامه غير مفهوم لأكثرية الشعب الإيراني، ولا يعرف ماهي خططه وبرامجه بالتحديد.
وأوضحت أن مرشحي التيار الأصولي اكتفوا فقط بنقد الوضع الراهن، دون توضيح خططهم وبرامجهم البديلة، كما أن القاسم المشترك في مواقفهم هو الصمت تجاه ملف السياسة الخارجية، الذي يعد حجز الزاوية في اهتمامات النشطاء الاقتصاديين.