يستمر موقف الإصلاحين المتناقض من الانتخابات الرئاسية في إيران، بين مؤيد بكل قوة للمشاركة فيها ودعم مسعود بزشكيان المرشح الإصلاحي الوحيد بين 5 أصوليين، وبين ما لا يزال مترددا، لا سيما بعد مواقف وخطابات بزشكيان "المخيبة للآمال".
خطابات بزشكيان تضمنت إعلانا صريحا بالولاء للمرشد علي خامنئي والنظام والخطوط العريضة للسياسات القديمة، ما أصاب الكثير من الإصلاحيين بحالة من الإحباط، بعد أن أملوا في وجود شخصية قوية يمكن لها مصادمة مؤسسات خامنئي والدفاع عن الحريات والحقوق.
هذه الحالة لفتت انتباه الصحف الأصولية، اليوم الخميس 13 يونيو (حزيران)، حيث وصفتها صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري بـ"تحدي الإصلاحيين"، وذكرت أن التيار الإصلاحي "غاضب" من بزشكيان على ضعف أدائه الإعلامي.
واتهمت الصحيفة الإصلاحيين بالعمل على ضرب النظام وإضعافه، لهذا فهم احتفوا بمجيء بزشكيان في البداية كونهم كانوا يتأملون منه "العمل على إضعاف النظام من أجل إيجاد التغيير".
كما قالت صحيفة "خراسان" إن خطاب بزشكيان الخالي من وجود خطة للرئاسة، والتركيز على نقد الذات، أظهره بمظهر الضعيف، وجعل الإصلاحيين يفقدون الحماس الأولي الذي أظهروه عند الإعلان عن تزكية بزشكيان من قبل مجلس صيانة الدستور.
في شأن آخر هاجمت صحيفة "آرمان أمروز" روسيا كونها تحرض طهران على اتخاذ موقف ضد الدول الأوروبية، بعد قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية ضد إيران الأسبوع الماضي.
الصحيفة أشارت إلى تصريح المندوب الروسي في الأمم المتحدة ميخائيل أوليانوف، حيث ادعى أن طهران سوف تقوم بالرد على قرار الدول الأوروبية في مجلس محافظي الوكالة، وقالت الصحيفة إن هذه التصريحات تعد "تدخلا" في الشؤون الإيرانية و"تحريضا" لطهران، في حين أن إيران نفسها حاولت في الأسابيع الأخيرة السير نحو خفض التصعيد والتوتر مع الغرب.
ووصفت الصحيفة هذه المحاولات من جانب روسيا بأنها "فخ" لخلق أزمة دبلوماسية لطهران مع الغرب، للاستمرار باستخدام إيران كورقة ضغط مع الدول الغربية، ولجعل حرب موسكو على أوكرانيا "مسألة هامشية".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سازندكي": معركة بين أنصار التيار الأصولي
صحيفة "سازندكي" كشفت عن معركة صامتة داخل التيار الأصولي بين المرشحَين الرئاسيَين باقر قاليباف وسعيد جليلي وأنصار كل منهما، حيث يطالب الطرفان بعضهما البعض بالانسحاب من السباق الرئاسي لصالح الآخر.
الصحيفة ذكرت أن أنصار قاليباف يطالبون جليلي بالانسحاب وهو ما رفضه الأخير، مؤكدا أن قاليباف يشغل منصب رئيس البرلمان، وهو الأحرى به أن ينسحب لصالحه وليس العكس.
كما ذكرت الصحيفة أن الطرفين تبادلا التهم، حيث يتهم أنصار قاليباف جليلي بقلة الخبرة، وأنه لا يملك في سجله منصبا تنفيذيا واحدا، ما يجعله غير مؤهل للسعي لتولي منصب رئاسة الجمهورية.
"كيهان" مخاطبة المرشحين: لا تسلطوا الضوء على المشكلات والأزمات في المناظرات التلفزيونية
دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، المرشحين الرئاسيين إلى عدم تسليط الضوء على المشكلات والأزمات في البلاد خلال المناظرات التلفزيونية المرتقبة، كما أوصتهم بأنه لا ينسبوا أخطاء الأفراد وخيانتهم إلى نظام الجمهورية الإسلامية.
وأضافت الصحيفة مخاطبة المرشحين الأصوليين تحديدا وقالت: لا يفرط المرشحون بأمن البلاد وقدراتها في سبيل أهدافهم ومطامعهم الخاصة، ولا يشككوا بإنجازات الثورة وما حققته من فوائد للبلد.
كما دعت "كيهان" المرشحين "غير الأكفاء" إلى الانسحاب لصالح من هو أصلح بينهم، لكي يظهروا بموقف أقوى مقابل المرشحين الآخرين.
يذكر أن عدد المرشحين في هذه الانتخابات 6 مرشحين، 5 منهم ينتمون إلى التيار الأصولي المقرب من خامنئي، ومرشح واحد هو من التيار الإصلاحي، وإن كان لا يتردد في الإعلان عن ولائه للمرشد وسياساته، وهو ما جعل العديد من المراقبين وكذلك المواطنين العاديين يعتبرون أن هذه الانتخابات مجرد "مسرحية شكلية" للمجيء بشخص منفذ لسياسات المرشد وأيديولوجيته.
"خراسان": خطاب مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان.. ضعف أم حيلة انتخابية؟
قدمت صحيفة "خراسان" تحليلا حول شخصية بزشكيان، مرشح الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية، وقالت إنه ووفقا لتقييم خطاباته حتى هذه اللحظة يظهر المرشح الإصلاحي بمظهر أضعف مما كان متوقعا.
وبينت الصحيفة أن بزشكيان يعتمد على أسلوب نقد الذات، ويفتقر لوجود برامج واضحة، كما أنه يتسم بالنهج التقليدي، وعدم الإلمام بالأساليب العصرية في السياسة والأداء السياسي، وهذه الخصائص جعلت التوقعات منه تتراجع عن السابق، ويفقد نسبة من شعبيته حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أن مسعود بزشكيان يحاول حتى الآن ألا يذهب إلى أقصى الإصلاحيين، وإنما يمسك بالأطراف جميعا من الوسط، مبينة أن هذا النهج من قبل بزشكيان لم يرض الإصلاحيين، لكن كان جذابا بالنسبة لمن هم ضمن الشريحة الرمادية والمترددين في الانتخاب.
وقالت إن الإصلاحي دائما وأبد يصوت لمرشحه على كل حال، لكن المترددين وأصحاب الموقف الرمادي هم من يعول عليهم في مثل هذا الخطاب، حيث إن أصواتهم في الغالب هي التي تحدد الفائز في الانتخابات، وبالتالي فإن بزشكيان ربما يحاول كسب الأصوات الرمادية بعد ارتياحه لأصوات الإصلاحيين، لهذا لم يركز في حملته الانتخابية على كسب رضا الإصلاحيين وأنصارهم.