رأى خبراء ومحللون سياسيون أن وجود المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بين مرشحي الرئاسة الإيرانية يعد فرصة للنظام وإيران عموما للخروج من الوضع الراهن والحالة السياسية المحتقنة، نتيجة 3 سنوات من انفراد التيار الأصولي المتشدد بالحكم.
لكن مع ذلك فإن خطاب بزشكيان المتلفز قبل يومين، وتأكيده على استمرار سياسات الحكومة السابقة، وكون رئيس الجمهورية عبارة عن منفذ لرغبة المرشد وخطوطه العريضة، خلقت حالة من الصدمة والاستياء لدى التيار الإصلاحي، الذي حذر من أن اعتماد بزشكيان لهذا الخطاب سيجعله يفقد أصوات الكثيرين ممن أملوا في مجيئه خيرا لإيران وللتيار الإصلاحي.
إعلان الولاء للمرشد بقدر ما كان مفاجئا للإصلاحيين كان أيضا مفاجئا للأصوليين أنفسهم، وهو ما دفع بمدير تحرير صحيفة "كيهان"، المقربة من خامنئي، أن يعلن دعمه لبزشكيان، في موقف غير مسبوق في تاريخ الصحيفة ومدير تحريرها حسين شريعتمداري، المعروف بتشدده وخصومته مع الإصلاحيين، حيث كثيرا ما يصفهم بأتباع الغرب والخونة وأيادي إسرائيل، وما شابه من أوصاف وإساءات.
الصحيفة رحبت بخطاب بزشكيان وكتبت: "السيد بزشكيان يصف نفسه بصدق أنه خادم للنظام، وأكد خلال مشاركته في تشييع الرئيس الإيراني أنه سيقدر سياسات إبراهيم رئيسي، ويبتعد عمن يريدون الإساءة إلى البلد والشعب".
صحيفة "خراسان" الأصولية تطرقت إلى إحصاءات قالت إن مركز استطلاع رأي جامعي- دون تحديد اسمه أو الجامعة المزعومة- قام بها. وقالت إن هذا المركز اعتمد على عينة من 1500 شخص، أعرب 35% منهم أنهم سيصوتون لمحمد باقر قاليباف و26% لبزشكيان و17% لجليلي و8% لمصطفى بور محمدي و6% لقاضي زاده و6% لزاكاني.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الثورة في إيران حاليا غير مطلوبة.. ومن الضروري القيام بالإصلاح القانوني
لا طريق سوى الإصلاح عبر الطرق القانونية، هذا ما صدرت به صحيفة "اعتماد" الإصلاحية تقريرها حول الوضع في إيران، وهي تشير إلى ضرورة أن يقوم الإصلاحيون بهذا التغيير والإصلاح "القانوني"، وقد تكون فيها إشارة إلى رئاسة مسعود بزشكيان مرشح التيار الإصلاحي، الذي يبدو أن النظام يرحب أن يكون صاحب فرصة لتولي رئاسة إيران، بعد 3 سنوات عجاف من حكم الرئيس إبراهيم رئيسي.
الصحيفة رفضت الثورة من أجل التغيير، وكتبت في هذا السياق: "الثورة والتغييرات السياسية الكبرى إذا كانت ممكنة فهي غير مطلوبة، فالشعب الإيراني خلال أقل من قرن خاض ثورتين كبيرتين، ودفع في سبيلهما تكاليف باهظة".
وأشارت كذلك إلى تزكية مسعود بزشكيان من قبل مجلس صيانة الدستور، وأوضحت أن هذه التزكية كشفت أن طريق الإصلاح- رغم العراقيل الكثيرة- لا يزال مفتوحا وممكنا، لأنه حسب الصحيفة لا طريق سوى الإصلاح بالطرق القانونية.
"همدلي": أول خطاب متلفز للمرشح مسعود بزشكيان.. بين الضعف والواقعية
صحيفة "همدلي" تناولت خطاب مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان، والذي وصف بالضعف والمهادن مع السلطة، وتأكيده أنه سيسير على الخطوط العامة للنظام، وينفذ تعاليم وتوجيهات المرشد في السياسة والاقتصاد.
الصحيفة دافعت عن خطاب بزشكيان، ووصفته بأنه لم يسلك ما يسلكه المرشحون في العادة من إعطاء وعود براقة وشعارات جميلة، دون أن ينوي القيام بها عند وصوله إلى سدة الحكم.
ونقلت الصحيفة كلام المحلل السياسي، علي أحمد نيا، بأن بزشكيان لم يعتبر الناخبين سذجا أو قليلي القيمة، لهذا لم يعطهم كلاما فارغا، وتحدث في حدود قدرته وصلاحياته كرئيس للجمهورية.
أما المحلل السياسي محمد حسن آصفري فقد انتقد خطاب بزشكيان الأول، وقال إن بزشكيان وبدل أن يعطي الحلول اعتمد على فكرة العلاج بالكلام، موضحا أن الحديث عن ضرورة العدل والمساواة بين أفراد المجتمع كلام جميل، لكن الأهم منه تقديم خارطة عملية لتنفيذ هذه الضرورة والمطلب.
كما قال النائب البرلماني السابق محمود صادقي إن استمرار بزشكيان بهذا الخطاب سيجعله يفقد شريحة واسعة من التيار الإصلاحي الذي يطالب بخطاب شفاف وصريح وجامع.
"آرمان أمروز": إيقاف العمل باتفاقية تعاون بين إيران وروسيا تمتد لـ20 عاما
أبرزت صحيفة "آرمان أمروز" في تقرير لها خبر إيقاف العمل باتفاقية التعاون بين إيران وروسيا بشكل مؤقت، بسبب "مشكلات يواجهها الإيرانيون"، وفق تصريح مدير الدائرة الثانية لشؤون آسيا بوزارة الخارجية الروسية والممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لأفغانستان، زامير كابولوف.
الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد قال للصحيفة، تعليقا على هذا الخبر، إن قرار تعليق العمل بهذه الاتفاقية قد يكون مرتبطا بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، حيث لم يرتح الروس لهذه المفاوضات.
وأضاف أن المفاوضات المستمرة منذ 9 أشهر بين إيران وأميركا، والليونة التي تتعامل بها واشنطن مع طهران جعلت روسيا ترتاب من الوضع وتتعامل بشك وحذر.
كما لفت الكاتب إلى الانتخابات الرئاسية في إيران، وقال إن الروس قد شعروا بأن الرئيس القادم في إيران لن يكون من التيار الموالي لموسكو والمعادي للغرب، ما يعني أن طهران في المرحلة القادمة قد تحاول خلق توازن في علاقاتها مع الشرق والغرب، وهو ما لا ترغب فيه روسيا أيضا.
وختم الكاتب بالقول إن السبب الآخر الذي قد يكون وراء قرار روسيا تعليق اتفاقية التعاون مع إيران قد يعود لتخفيف وتيرة الانتقادات الغربية لطهران في موضوع إرسال الأسلحة إلى موسكو، وهو ما قد يكون نتيجة للمفاوضات بين إيران وروسيا، ووعود من جانب طهران بتقليل حجم الأسلحة المصدرة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية عن المسؤول بوزارة الخارجية، زامير كابولوف، قوله يوم الثلاثاء: "هذا قرار استراتيجي لقيادة البلدين".
وأضاف: "هذه العملية توقفت بسبب المشكلات التي يواجهها شركاؤنا الإيرانيون".