6 مرشحين فقط من بين 80 شخصا قدموا أوراقهم لخوض الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران حظوا بتزكية مجلس صيانة الدستور أو "مجلس خامنئي" كما يسميه البعض، ليخوضوا السباق الرئاسي نهاية الشهر الجاري، لاختيار خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
5 من هؤلاء المرشحين هم من التيار الأصولي أو المحسوبين عليه، فيما تم السماح لشخص واحد فقط ينتمي إلى التيار الإصلاحي هو مسعود بزشكيان بخوض الانتخابات.
الصحف الإصلاحية الصادرة في إيران، اليوم الاثنين 10 يونيو (حزيران)، رغم إقصاء أغلب مرشحيها، أظهرت تفاؤلا كبيرا وترحيبا واسعا بتزكية بزشكيان، النائب في البرلمان عن مدينة تبريز والمولود من أب أذري (تركي) وأم كردية.
صحيفة "اعتماد" شبهت خوض بزشكيان السباق الرئاسي بمجيء محمد خاتمي زعيم التيار الإصلاحي للحكم، حيث أحدث وصول خاتمي لمنصب الرئاسة حالة من النشاط السياسي والحريات النسبية غير المسبوقة قبل وبعد توليه المنصب.
صحيفة "جهان صنعت" عنونت بالقول: "جاء طبيب إيران"، في إشارة إلى تخصص بزشكيان (طبيب قلب)، واصفة الوضع في إيران بـ"المريض" الذي يحتاج إلى طبيب ماهر لعلاجه ومداواته، وأن بزشكيان قد جاء في الوقت المناسب.
كما استخدمت صحف عدة عنوان " 5+1"، في إشارة إلى أن مجلس صيانة الدستور زكى 5 مرشحين من التيار الأصولي الموالي للمرشد، فيما لم يختر سوى مرشح واحد من التيار الإصلاحي.
في المقابل رأت صحف أخرى أن المشكلة الكبرى في إيران ليس في وجود ممثلين عن التيارين الإصلاحي والأصولي في السباق الرئاسي، وإنما في قناعة الشارع الإيراني بفقدان الفاعلية من الانتخابات الرئاسية والمقاطعة الشعبية المرتقبة لهذه الانتخابات.
صحيفة "ستاره صبح" قالت إنه وفي حال قرر الشعب الإيراني حقا المشاركة في الانتخابات، فإن الرئيس القادم لن يكون سوى مسعود بزشكيان، صاحب المواقف الشفافة والسجل السياسي النزيه، بالمقارنة مع منافسيه من التيار الأصولي المتشدد أمثال سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف.
صحف أخرى مثل "اقتصاد كيش" اهتمت في المقابل بالمستبعدين من السباق الرئاسي، لا سيما الوجوه البارزة وعلى رأسهم الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، ونائب الرئيس السابق إسحاق جهانغيري، حيث حرمهم مجلس صيانة الدستور من المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"همدلي": السباق النهائي بين بزشكيان من جهة وجليلي وقاليباف من جهة أخرى
رأت صحيفة "همدلي"، المحسوبة على التيار الإصلاحي، أن المنافسة النهائية في الانتخابات الرئاسية في إيران ستكون بين مسعود بزشكيان مرشح الإصلاحيين من جهة، وبين محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان وسعيد جليلي ممثل المرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي وكذلك كبير المفاوضين الإيرانيين في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد من جهة أخرى.
الصحيفة توقعت أيضا أن تذهب الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية بين قاليباف ممثلا عن الأصوليين وبزشكيان مرشح الإصلاحيين، معتقدة أن في المحصلة ستكون فرصة بزشكيان أكبر بالفوز نظرا لشعبيته الجيدة بالمقارنة مع الصورة السيئة لقاليباف.
كما ذكرت الصحيفة أن ثناء قاليباف وإشادته الواسعة بالرئيس الراحل إبراهيم رئيسي بعد حادث سقوط مروحيته ستقيد يده في نقد الأوضاع الراهنة، وهي أوضاع كثيرة العيوب والمشكلات الناجمة عن الإدارة السيئة لرئيسي وحكومته خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن المشكلات الاقتصادية والسياسة الخارجية الضعيفة هما نقطتا الضعف الأكبر لمرشحي الحكومة، حيث سيواجهون صعوبة في الدفاع عن أداء حكومة رئيسي، كما أن انتشار رسالة سرية من أعضاء الحكومة إلى مجلس صيانة الدستور للمطالبة بتزكية مرشح الحكومة أظهر مزيدا من الارتباك بين التيار الحاكم الآن، ما جعله يعيش حالة صمت مطبق منذ الإعلان عن نتائج دراسة أوراق المرشحين.
"جوان": الإصلاحيون سيغيرون الدستور إذا فازوا في الانتخابات
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، حذرت النظام بشكل ضمني من فوز مرشح الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسة، مدعية أن الإصلاحيين وفور فوزهم بالرئاسة سيعملون على تغيير الدستور وبقية المؤسسات.
وكتبت الصحيفة: إذا فاز مرشح الإصلاحيين فلا تظنوا أن لعبتهم قد انتهت، ولا تتخيلوا بأنهم سيشكرون مجلس صيانة الدستور والنظام الذي سمح لهم بالفوز بالسلطة التنفيذية، لن يفعلوا شيئا من هذا القبيل، ولن يعلنوا تضامنهم مع النظام بل إنهم سيبدؤون لعبة جديدة، وهي لعبة المطالبة بتغيير الدستور وعمل المؤسسات الأخرى.
كما انتقدت الصحيفة مجلس صيانة الدستور الذي وافق على خوض بزشكيان السباق الرئاسي، وقالت إن هذا المجلس لم ينظر في تقييمه لملف بزشكيان إلى دوره في الاحتجاجات عام 2022، متهمة مرشح الإصلاحيين بمساندة المتظاهرين ومعارضة موقف النظام السياسي من الأحداث التي أعقبت حادثة مقتل مهسا أميني.
"فرهیختكان": نقد آليات عمل مجلس صيانة الدستور
صحيفة "فرهیختكان" قدمت قائمة بالأسئلة في تقرير لها بعنوان "أسئلة فرهیختكان إلى مجلس شورى نكهبان"، وهي التسمية الإيرانية لمجلس صيانة الدستور، وأوضحت أن طريقة عمل هذا المجلس أصبحت غير مفهومة، مما يتطلب منه ومن أعضائه بيان آليات عمل المجلس وكيفية اتخاذه للقرارات.
وأوضحت الصحيفة أن انتخابات الرئاسة عام 2024 هي شبيهة إلى حد كبير بانتخابات عام 2021، وأضاف متسائلة: "ما السر في رفض تزكية مرشحين سبق أن تمت تزكيتهم قبل 3 سنوات، وخلال هذه الفترة لم يتول هؤلاء مناصب أو مسؤوليات تجعل المجلس يتراجع عن قراره ويحرمهم هذه المرة من الانتخابات؟".
كما تساءلت الصحيفة كيف تتم تزكية بعض المرشحين الذين تم رفضهم في السابق (مسعود بزشكيان)، على الرغم من مواقفهم المعارضة للنظام والسلطة بشكل عام خلال السنوات الثلاث الأخيرة؟.
وختمت الصحيفة بالقول إن هذه الأسئلة هي أسئلة مطروحة في الوسط الإيراني، ويلزم مجلس صيانة الدستور ومن يهمهم الأمر أن يوضحوا ويبينوا للمواطن هذا التناقض، وعدم الوضوح في عمل مجلس صيانة الدستور.