مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران، تكثر القضايا الجدلية، مع زيادة الأخطاء والتجاوزات التي يرتكبها المرشحون أو حملاتهم الانتخابية.
وفيما يخص آخر هذه القضايا الجدلية، سربت وسائل إعلام رسالة موقّعة من قِبل 16 مسؤولاً في حكومة الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، وموجهة لمجلس صيانة الدستور تدعوه فيها إلى تزكية مرشح الحكومة، محمد مهدي إسماعيلي، وزير "الثقافة والإرشاد"، وهي رسالة أثارت جدلًا واسعًا وانتقادات كبيرة من الشخصيات والناشطين في المشهد السياسي.
وهذا الجدل، الذي عكسته صحف اليوم، لاسيما الصحف الإصلاحية، حدا بالحكومة إلى الدفاع عن نفسها، وتبرير هذه الرسالة بالقول: إنها "مشورة إيمانية" لمجلس صيانة الدستور.
وانتقدت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية، هذه الرسالة، وذكرت أنها تتعارض مع الدعوات إلى استقلالية مجلس صيانة الدستور، وعدم تأثره بالتحيزات السياسية والفئوية، وعنونت بالقول: "مشورة إيمانية".
ونقلت صحيفة "كيهان"، تصريحات المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، والذي ادعى أن هذا المجلس لن يتأثر بأي من هذه التحركات والرسائل والضغوط المحتملة.
وفي شأن آخر، سلطت صحيفة "همدلي" الضوء، في تقرير لها، على أرقام وإحصاءات الهجرة من إيران، وذكرت أنه، ووفقًا للتقارير المعتبرة، مثل تقرير مرصد "بيت الهجرة" الإيراني، فإن إيران تحتل المركز الأول في أرقام الهجرة، وعنونت في تقريرها بعنوان: "الإيرانيون في صدارة المهاجرين".
وقال مرصد بيت الهجرة الإيراني، إن إيران تمر بمرحلة "الهجرة الجماعية غير المنضبطة"، في إشارة إلى الزيادة الحادة في طلبات الإيرانيين للحصول على تأشيرات اللجوء أو العمل والدراسة في الخارج، خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت الصحيفة: في هذه الأثناء، يبدو أن الهجرة "الجماعية" لبعض الفئات من الإيرانيين كانت أكثر من غيرهم، ويقع المجتمع الطبي في صدارة قائمة هذه الفئات والجماعات.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الشعب لم يعد يرغب بالانتخابات.. والإصلاح المطلوب خارج قدرة أي رئيس
تساءل الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال له بصحيفة "اعتماد"، عن السبب في تراجع رغبة الإيرانيين بصناديق الاقتراع، منوهًا إلى أن الشعب الإيراني، اليوم، أصبح مؤمنًا بأن إصلاح الأوضاع الراهنة يتطلب خيارات واسعة لمن يقوم بها، وهي خارجة عن الصلاحيات والخيارات، التي يمتلكها رئيس الجمهورية؛ لهذا فإنهم يعتقدون بأن أي رئيس يأتي إلى السلطة لن يكون قادرًا على معالجة المشاكل والأزمات في البلد.
وأضاف عبدي بالقول: إن عدم رغبة المواطن الإيراني في المشاركة بالانتخابات لا تخرج عن ثلاثة أسباب لا رابع لها، وهي إما أنه لا يثق بالوعود والشعارات التي يطلقها المرشحون، وإما أنه يعتقد بأنه غير قادر على اختيار الشخص الجدير بالانتخاب والمؤهل؛ بسبب إقصاء مجلس صيانة الدستور للمرشحين الشعبيين.
أما ثالث الأسباب، حسبما جاء في مقال الكاتب عباس عبدي، هو أن المواطن يشعر بأن الرئيس لا يمتلك الصلاحيات الكافية لإحداث التغيير المطلوب، ومواجهة المشاكل الكبرى في البلاد.
"إيران": نتائج استطلاع الرأي ضد مرشحي الحكومة مغلوطة وتمهد للفتنة والخراب
أعربت صحيفة "إيران"، التابعة للحكومة، عن قلقها من نتائج استطلاعات الرأي، التي تظهر مؤشرات لا تصب في مصلحة المرشحين من وزراء ومسؤولي الحكومة الراهنة، مهاجمةً هذه الاستطلاعات ومشككةً في صحتها.
وادعت الصحيفة أن نتائج استطلاعات الرأي هذه تقدم معلومات مغلوطة، مدعية أنها شبيهة بتلك الاستطلاعات، التي رافقت الانتخابات الرئاسية عام 2009، وهي الانتخابات التي خلقت أزمة سياسية في إيران، بعد اتهام النظام بتزوير النتائج لصالح المرشح محمود أحمدي نجاد، وحرمان منافسه، مير حسين موسوي، من الفوز الذي يدعون أنه حققه فعلًا لولا عمليات التزوير.
ووصفت الصحيفة تلك الأحداث بـ "الفتنة الداخلية والخارجية"، مضيفة أن الشعب الإيراني لن ينسى تلك الأحداث، وسيكون واعيًا للتعامل معها.
"جمهوري إسلامي": الصين تستمر في دعم موقف الإمارات حول الجزر الثلاث
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي"، موقف النظام الإيراني الضعيف، مما تقوم به الصين من تصرفات تتعارض مع السيادة الإيرانية والمصالح القومية للبلاد، من خلال تبنيها موقف دولة الإمارات العربية، فيما يتعلق بالجزر الثلاث المتنازع عليها بين طهران وأبوظبي.
وأوضحت الصحيفة أن مواقف الصين هذه تتكرر منذ 3 سنوات، ونجد الحكومة الإيرانية طوال هذه الفترة تكتفي بالكلام والتصريحات، دون أن تفعل شيئًا على أرض الواقع.
وأضافت الصحيفة: "طوال هذه السنوات الثلاث، وقّع الرئيس الصيني 3 مرات على بيان يدعّم موقف الإمارات، ويسيء للسيادة الإيرانية، فالرئيس الصيني، ومن أجل مصالح بلاده، يؤيد موقف الدول العربية ويضحي بإيران في هذا السبيل".
وكتبت الصحيفة: "قضية الجزر الثلاث تعد نموذجًا مشتركًا لاستغلال الصين وروسيا لإيران، فيما نجد قضية توريط إيران في الحرب الأوكرانية ومحاولات عرقلة الاتفاق النووي كمثال خاص لاستغلال الروس لإيران".
وأكدت "جمهوري إسلامي" أن ضعف السياسة الخارجية الإيرانية وعلى الرغم من شعاراتها البراقة حول العزة، فإن الحقيقة هي أن إيران لديها موقف منفعل وضعيف تجاه روسيا والصين، وهذا الضعف والانفعال لايزال مستمرًا حتى هذه اللحظة.