يحتدم الصراع في المشهد السياسي الإيراني، مع الإعلان عن وجود مرشحين جدد، مثل رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، المقرب من الأصوليين قديمًا، ومن الإصلاحيين، خلال العقد الأخير.
وبدأ التيار الأصولي وأنصاره حملة تشويه وتخريب لصورة لاريجاني، وهو ما لاحظته صحيفة "آرمان امروز"، التي كتبت في تقرير لها حول الموضوع، بعنوان: "ما سر حملة المتطرفين ضد لاريجاني؟".
وأوضحت الصحيفة أن التيار المتطرف أكثر ما يخشى من وجود أمثال لاريجاني، نظرًا لخوفهم من تأثر مراكز نفوذهم في السلطة؛ لهذا لا يترددون في كيل التهم والافتراءات ضد كل من يتقدم لمنافستهم.
وذكرت صحيفة "آرمان ملي"، أن إعلان لاريجاني ترشحه للانتخابات الرئاسية، وجه صدمة للتيار المتطرف، الذي لا يرغب في وجود شخصيات يمكن أن تهدد مرشحهم المفضل، وهو سعيد جليلي، ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، وكبير المفاوضين الإيرانيين في عهد حكومة أحمدي نجاد.
وانتقد الكاتب السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، التيار الإصلاحي، وغياب الرؤية الفاعلة والقائمة على فهم الواقع ودراسته بشكل سليم، مؤكدًا، في مقاله بصحيفة "اعتماد"، أن الإصلاحيين اليوم يعيشون حيرة وتذبذب في المواقف تجاه الانتخابات، وتجاه من يريدون ترشحه لخوض السباق الرئاسي ممثلًا لهم.
وحاولت صحيفة "همشهري"، المقربة من التيار الحاكم، التمهيد لفوز مرشح من التيار نفسه، وادعت أن "75 بالمائة من المواطنين يرغبون في تكرار رئيسي"؛ أي في اختيار شخصية على غرار "رئيسي"، ونهجه في الحكم، مستندة في ذلك إلى ما سمته "استطلاع رأي معتبر".
وانتقدت صحيفة "دنيا اقتصاد" غياب وجوه سياسية جديدة في المشهد السياسي الإيراني، وعودة الشخصيات والمرشحين أنفسهم، الذين سبقوا أن شغلوا مناصب دون أن يكونوا ناجحين في مهامهم، وعنونت بالقول: "انتخابات جديدة ووجوه قديمة".
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": لاريجاني يسخر من حادث سقوط مروحية "رئيسي"
هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، بعد الإعلان عن ترشحه، واتهمته بالتطاول على "رئيسي"، والسخرية من حادث موته.
واستندت الصحيفة إلى تصريح أدلى به لاريجاني، بعد إعلان ترشحه؛ حيث قال: "من أجل تجاوز المطبات والموانع ينبغي علينا التحليق والارتفاع عن الأساليب البائدة".
وأوضحت الصحيفة أن الكثيرين من المراقبين يعتبرون تصريح لاريجاني فيه كناية وتعريض بحادث سقوط مروحية "رئيسي"، التي تحطمت نتيجة اصطدامها بالمرتفعات، شمال غربي إيران؛ حيث لم تكن المروحية قد حلقت إلى الأعلى بالمستوى المطلوب، ما عرّضها للسقوط والتحطم.
كما نقلت الصحيفة رد رئيس البرلمان الحالي، محمد باقر قاليباف، على كناية لاريجاني وانتقاده له؛ حيث قال: "إن نهج رئيسي كان عدم الطعن والتطاول على الفرقاء السياسيين، لا تشوهوا هذا الإنجاز الكبير من خلال الكناية والتعريض".
"جمله": ترشح لاريجاني وصدمة المتطرفين
وصفت صحيفة "جمله"، علي لاريجاني، بأنه "كابوس" المتطرفين في إيران، ممن كانوا يحلمون بأن تكون الساحة فارغة لهم لتقديم مرشحيهم، والفوز بمنصب رئاسة الجمهورية، ومِن ثمَّ فإن ترشح لاريجاني شكّل صدمة ضد هؤلاء المتطرفين.
وذكرت الصحيفة أن التيار المتطرف، أو ما يُعرف بـ "جبهة الصمود"، يدرك أن المقربين منه في البرلمان، وفي الحكومة، وفي بلدية طهران لم يقدموا شيئًا يُذكر ما جعلهم عاجزين عن تقديم شخصية على مستوى رئاسة الجمهورية.
وأضافت الصحيفة: إن الأسوأ من كل ذلك بالنسبة للتيار الأصولي المتشدد هو أن هناك انتخابات أميركية في نهاية هذا العام، والاحتمال شبه المؤكد بفوز ترامب، ما دفع بالنظام الإيراني إلى القناعة بضرورة وصول شخصية مثل لاريجاني لقياد البلد في المرحلة المقبلة.
وكتبت الصحيفة أيضًا أنه لا يشك أحد بأن شخصيات، مثل سعيد جليلي، غير مؤهلة لشغل منصب رئاسة الجمهورية، بل قد يقود البلاد إلى حافة الحرب والصراع العسكري.
"اقتصاد بويا": اليأس الجماعي بين الخريجين العاطلين
سلطت صحيفة "اقتصاد بويا"، في تقرير لها، الضوء على أزمة البطالة بين خريجي الجامعات وأصحاب الشهادات العليا، الذين وجدوا أنفسهم في ظروف صعبة بعد التخرج، عاجزين عن تحويل أحلامهم السابقة إلى واقع على الأرض بسبب ما تعيشه البلاد من أزمة اقتصادية.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الحالية (حكومة رئيسي) استغلت بعض الظروف في البلاد للدعاية على أنها كانت السبب في تحسن بعض الجوانب مستشهدة بثلاثة عوامل على ذلك:
الأول أن الحكومة تعتبر تراجع الطلب على المهن والوظائف في إيران أنه توفير للمهن وانشغال معظم طالبي العمل، في حين أن السبب في عدم إقبال المواطنين، لاسيما المتخرجين في الجامعات، هو أن معظمهم يفكرون بالهجرة من البلاد؛ بسبب "اليأس الجماعي" من ظروف العمل السيئة في إيران، ومِن ثمّ فإن عدم تقديمهم على الوظائف لا علاقة له بجهود الحكومة في توفير فرص العمل لهم.
أما العامل الثاني، الذي تظن الحكومة أن دليل على نجاحها في بعض المجالات، هو أنها استلمت الحكم في البلاد بعد انتهاء فترة "كورونا"، وعودة تدريجية للمشاغل والمهن، وهذه أيضًا لا فضل للحكومة فيها على الإطلاق.
أما ثالث العوامل، التي تدعي الحكومة أنه دليل على نجاحها، هو تزايد نشاط بعض الشركات والمصانع في إنتاج القطع والبضائع داخليًا، بعد غيابها عن الأسواق الإيرانية نتيجة العقوبات الأميركية؛ حيث نوهت الصحيفة إلى أن هذه القضية لا دخل للحكومة بها أيضًا، وهي خارج نطاق عملها أصلًا.