الانتخابات الرئاسية المبكرة ودور الأزمة الاقتصادية في الحملات الانتخابية، وكذلك قضية السياسة الخارجية لطهران في المرحلة القادمة وعلاقاتها مع الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية، هي المواضيع الرئيسة للصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 30 مايو (أيار).
وبدأت عمليات تسجيل أسماء المرشحين- صباح اليوم الخميس- في مقر وزارة الداخلية، وسط حالة من الغموض حول دخول شخصيات مهمة السباق الرئاسي أو امتناعهم عن ذلك، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، وتصلب مواقف مجلس صيانة الدستور- المقرب من خامنئي- في تزكية المرشحين غير المنسجمين تماما مع مواقف وأيديولوجية التيار الأصولي الحاكم.
صحيفة "آرمان ملي" نقلت عن رئيس المكتب الرئاسي لحكومة روحاني السابقة، محمود واعظي، قوله إن هناك تحركات من قبل المقربين من روحاني لدعم أحد الشخصيتين؛ علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق، أو إسحاق جهانغيري نائب الرئيس السابق حسن روحاني، كمرشح للتيار الذي بات يعرف بتوسطه بين التيارين الإصلاحي والأصولي.
أما الإصلاحيون فحتى الآن لم يعلنوا عن وجود شخصية ذات ثقل وتأثير كبير على المشهد لكي يكون مرشحهم الأساسي، لكنهم أكدوا أن مشاركتهم في هذه الانتخابات ستكون محصورة عبر دعم شخصية إصلاحية بامتياز، متجنبين التجربة السابقة من دعم روحاني الذي يعد من التيار "المعتدل".
الإصلاحيون يعتقدون أن دعمهم السابق لروحاني، وعدم وفائه بما اقتطعه عليهم من وعود، أضر بسمعة الإصلاحيين ومكانتهم في الشارع الإيراني ووسط حاضنتهم الشعبية.
صحيفة "اعتماد" حذرت مجلس صيانة الدستور من تكرار التجربة السابقة من إقصاء كافة المرشحين البارزين، بهدف إفراغ الساحة لشخصية من التيار الأصولي، كما حدث في الانتخابات السابقة التي جاءت بإبراهيم رئيسي إلى السلطة.
ورأى كاتب الصحيفة، مهدي بيك أوغلي، أن حرمان المرشحين من الترشح، والحضور في السباق الرئاسي يعد ضربة موجعة للانتخابات ونسبة المشاركة فيها، مشيرا إلى التراجع الكبير في نسب المشاركة في السنوات الماضية نتيجة سياسات مجلس صيانة الدستور ونهجه الإقصائي.
في شأن آخر تناولت صحيفة "آرمان أمروز" في تقرير اقتصادي الوضع السيئ للأطباء في إيران، وقالت إن معظم الأطباء يشكون من أوضاعهم الاقتصادية السيئة، وأن العديد من هؤلاء الأطباء قد تركوا مهنتهم، وتحولوا إلى مهن أخرى كالعقارات والتجميل، لأن هذه المهن أصبحت توفر لهم دخلا أفضل من مهنة الطب.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": تأخر المرشحين في إعلان ترشحهم يكشف عن غياب الشفافية لديهم تجاه الجمهور
هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، المرشحين الذين يتأخرون في الكشف صراحة عن رغبتهم في الترشح للانتخابات الرئاسية، ويدعون بأنهم "مشغلون بواجبهم ولم يفكروا بعد بقضية الترشح"، مؤكدة أن هذه الدعاية كاذبة، وفيها غياب للشفافية والوضوح أمام الجمهور.
الصحيفة أيضا هاجمت التيار الإصلاحي، لا سيما من قاطعوا الانتخابات الماضية، وقالت إن الإصلاحيين انقسموا خلال الانتخابات الثلاث الأخيرة إلى قسمين؛ قسم قاطع الانتخابات وقسم شارك فيها، لكن مقاطعي الانتخابات أدركوا أنهم لم يحصلوا على نتيجة من المقاطعة، لهذا قرروا هذه المرة المشاركة فيها بأمل الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية، وتحسين وضعهم ومكانتهم السياسية.
الصحيفة رأت أن أحد المرشحين المهمين والمحسوبين على التيار الإصلاحي والشخصية المفضلة له هو محسن هاشمي رفسنجاني، لقدرته على المناظرات الانتخابية أفضل من غيره، كما أنه من المستعبد أن يتم رفض تزكيته من قبل مجلس صيانة الدستور، حسب قراءة الصحيفة.
"آرمان أمروز": استبعاد فرضية التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن قبل الانتخابات الأميركية
استبعد الكاتب والمحلل السياسي، صابر غل عنبري، فرضية التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، معتقدا أن المرحلة التي تمر بها واشنطن والانتخابات الرئاسية المرتقبة تجعل أي اتفاق مستبعد، اللهم إلا إذا كانت كفة مثل هذا الاتفاق تميل بشكل كامل لصالح أميركا، ولا يحظى الجانب الإيراني بامتيازات مهمة.
ورأى صابر غل عنبري في مقال بصحيفة "آرمان أمروز" أن الظروف الداخلية الأميركية- وخلافا للسابق- أصبحت متأثرة بعامل خارجي هو الحرب في غزة، حيث تضررت شعبية بايدن بشكل ملحوظ، وإن أي اتفاق مع إيران يضمن رفع العقوبات عن طهران سيضاعف من حجم الغضب تجاه بايدن من قبل اللوبي الإسرائيلي والجمهوريين، وحتى بعض أطراف الحزب الديمقراطي.
ونوه الكاتب إلى أن بايدن لا يريد أن يخسر كلا التيارين الداعم لفلسطين والداعم لإسرائيل، لأن الاتفاق مع إيران سيعارضه أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة، وبهذا الشكل يكون بايدن مغضوبا عليه من قبل الطرفين.
"نقش اقتصاد": الخلافات الأميركية الأوروبية حول الموقف من إيران في الوكالة الدولية للطاقة
في شأن غير بعيد أشارت صحيفة "نقش اقتصاد" إلى ما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم أمس من وجود خلافات بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية حول الموقف من طهران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فبينما تسعى بريطانيا وفرنسا إلى استصدار قرار يدين إيران بسبب نشاطها النووي، وعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة، تحاول واشنطن في المقابل منع صدور مثل هذا القرار، خوفا من أن يكون سببا في التصعيد مع طهران قبل الانتخابات الأميركية.
كما لفتت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "المنعطف التاريخي لإحياء الاتفاق النووي"، إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وإيران كانتا قبل الإعلان عن وفاة رئيسي تخوضان مفاوضات جادة في عمان، بهدف معالجة الأزمات الإقليمية والخلافات الثنائية بين البلدين.
كما بينت الصحيفة أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي السابق علي شمخاني بات يقود هذه التحركات الأخيرة بجانب وزارة الخارجية، ما يعني وجود رغبة جادة لدى طهران لإنجاح تلك المفاوضات التي أُعلن عن وقفها بعد وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية تدرك جيدا أن أي قرار عملي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران يعني موت هذه المحاولات في مهدها، والدخول في مرحلة جديدة من الاضطرابات الدبلوماسية مع طهران، التي تستغل قضية تخصيب اليورانيوم لزيادة الضغط على الغرب.