هجمات شرسة ومتبادلة بدأ يطلقها الفرقاء السياسيون في إيران، مع الإعلان عن بدء الحملات الانتخابية لاختيار رئيس جديد خليفة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي توفي نتيجة تحطم مروحيته شمال غربي إيران.
صحيفة "آرمان ملي" لفتت إلى أن معظم هجمات التيار الأصولي تستهدف الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، لا لشيء سوى أن هذا التيار يجد في هذين الشخصين الخطر الأكبر الذي يهدد وصوله إلى الرئاسة.
في شأن متصل بالانتخابات رأى الكاتب الإصلاحي البارز عباس عبدي في مقال بصحيفة "اعتماد" أن عزوف الشعب الإيراني عن الانتخابات السابقة لا يعني أنه أصبح لا يؤمن بالانتخابات، وإنما هذا العزوف منشؤه الشعور بأن الانتخابات قد أفرغت من محتواها، وأصبحت مجرد مسرحية شكلية لا تأثير لها في رسم ملامح المشهد السياسي.
في موضوع آخر انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" حالة التقديس التي يحاول المقربون من النظام والمرشد إضفاءها على شخص رئيسي، وأوضحت أن الشعب اليوم في حاجة لمعرفة ملابسات الحادث أكثر منه حاجة في الاستماع إلى هذا الإطراء والتقديس.
في المقابل وصفت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة رئيسي بأنه "آية من آيات الله" في هذا العصر، وإنه كان رئيسا "لا يعرف الكلل" و"أفضل من أظلت السماء" في عالمنا اليوم.
صحف أخرى مثل "شهروند" لفتت إلى زيارة وزير الخارجية العماني إلى طهران، ولقائه بوزير الخارجية الجديد علي باقري كني، وقالت إن الهدف الرئيس من هذه الزيارة كما يبدو هو متابعة نتائج المفاوضات الإيرانية الأميركية التي استضافتها مسقط، قبل أن تتوقف بعد حادث مقتل رئيسي وعبد اللهيان في حادث المروحية.
كما رأت الصحيفة أن هذه التحركات من عمان توضح أن مسقط قد عادت لنشاطها السابق في الوساطة بين طهران وواشنطن، كما كانت صاحبة الدور البارز في نجاح المفاوضات النووية التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان أمروز": الانتخابات الرئاسية في إيران وتحدي المقاطعة الشعبية
قال الكاتب والحلل السياسي هوشمند سفيدي، في مقال بصحيفة "آرمان أمروز"، إن نسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات تعكس ثقة الشعب في النظام السياسي والأمل تجاه المستقبل، بينما تمثل نسبة المشاركة المنخفضة دليلا على اليأس السياسي، ومن الضروري حينها إجراء تغيير وإصلاحات في المشهد السياسي.
الكاتب رأى أن انخفاض المشاركة الانتخابية في إيران تكشف هذه الحقائق، وتوجب على السلطة الحاكمة إعادة النظر في الكثير من الملفات والقضايا، إلى أن يتم تحقيق ما يتطلع إليه الشعب الإيراني من حياة واستقرار اقتصادي.
وأشار الكاتب إلى أن الانتخابات الرئاسية السابقة شهدت أقل نسبة مشاركة شعبية، وهي حملت رسائل واضحة للسلطة السياسية، معتقدا أن النظام يجب أن يكون قد استمع إلى الرسائل، وأن يقوم بتغيير النهج في التعامل مع المرشحين وآليات تزكيتهم، بحيث يسمع لأعلى نسبة من المرشحين بالحضور في الانتخابات، وعدم حرمانهم من هذا الحق الدستوري.
"آرمان ملي": لا أمل في تحسين الأوضاع حتى لو كانت الانتخابات تنافسية
المرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، أعرب في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" عن استيائه من نهج مجلس صيانة الدستور الذي يفرض أساليب صارمة في تزكية المرشحين، ولا يسمح إلا لمن كانوا على خطى المرشد ومن المرضيين عنهم في العبور من حاجزه، والدخول في التنافس الانتخابي، قائلا إنه لا يجد مبررا للمواقف المتفائلة تجاه هذه الانتخابات، والتي ترى أن ظرف البلاد الخاص سيجعل مجلس صيانة الدستور المقرب من خامنئي يظهر مرونة في عمله.
كما رأى الكاتب أن المشكلة في إيران قد تكون أكبر من وجود رئيس منتخب حقا من قبل الشعب، لأن أي رئيس بأي توجه كان لا يستطيع اعتماد سياسات من شأنها معالجة المشكلات الحقيقية والرئيسة في البلد.
"مردم سالاري": خلافات أميركية أوروبية حول التعامل مع طهران ونشاطها النووي
قالت صحيفة "مردم سالاري" إن الولايات المتحدة الأميركية تضغط على الدول الأوروبية لتجنب انتقاد طهران بسبب برنامجها النووي، لأن واشنطن لا تريد تصعيدا مع إيران قبل إجراء انتخاباتها نهاية هذا العام.
وأوضحت الصحيفة الإيرانية أن الولايات المتحدة الأميركية تعارض الجهود والتحركات التي تقوم بها بريطانيا وفرنسا لإدانة إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقبل.
ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام غربية قولها إن واشنطن تضغط على دول أخرى للامتناع عن التصويت لصالح قرار يدين إيران، كما أنها ستقوم بالامتناع عن إدانة طهران.
وعن السبب الرئيس وراء هذا التوجه الأميركي، قالت "مردم سالاري" إن واشنطن لا تريد أن توقف طهران تعاونها مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة وزيادة تخصيب اليورانيوم قبل الانتخابات الأميركية القادمة، كما أنها لا تعتقد بفاعلية مثل هذه الإدانات والقرارات التي تتخذها الوكالة الدولية ومجلس المحافظين التابع لها.