تراجع اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 27 مايو (أيار) بملف مصرع الرئيس الإيراني بحادث تحطم المروحية، وتركز اهتمامها على الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع عقدها الشهر المقبل لاختيار خليفة لإبراهيم رئيسي.
الصحف، سواء الإصلاحية والأصولية، قدمت قوائم مطولة بالمرشحين المحتملين لهذه الانتخابات، تتضمن شخصيات معروفة وذات أدوار سياسية مهمة، مثل الرئيس السابق حسن روحاني، والرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، ورئيسي البرلمان الحالي والسابق محمد باقر قاليباف، وعلي لاريجاني.
وجود هذه الأسماء في القائمة الأخيرة للانتخابات، باستثناء محمد باقر قاليباف المقرب من خامنئي، يبقى مجرد احتمال، لا سيما وأن هناك عقبة مجلس صيانة الدستور، التي تلقى بظلالها على كل انتخابات في إيران، صغرت أم عظمت.
كما تحدثت صحف أخرى عن شخصيات أقل أهمية، لكنها أقرب إلى أيديولوجية النظام مثل سعيد جليلي، المقرب من حكومة رئيسي، ورئيس الوفد التفاوضي الإيراني في عهد حكومة أحمدي نجاد، كما أنه يشغل حاليا منصب "ممثل المرشد" الإيراني في المجلس الأعلى للأمن القومي.
صحيفة "شهروند" نقلت عن وكالة "فارس"، المقربة من الحرس الثوري، قولها إن ترشح جليلي للانتخابات بات محسوما، وأن اجتماعات عقدت في هذا الخصوص في مكتب جليلي حول قرار ترشحه.
صحيفة "مردم سالاري" قالت إن الرئيس الإيراني بالإنابة محمد مخبر يعيش هذه الأيام حالة من الحيرة والتردد، فهو يرغب في الحفاظ على منصبه أو ترقيته، وفي الوقت نفسه يعمل على إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية.
في شأن آخر تناولت صحيفة "ستاره صبح" حادثة سقوط مروحية رئيسي، والأسباب التي أدت إليها، وقالت إن نتائج التحقيقات الأولية لا تكشف عن وجود آثار للرصاص على المروحية، كما أن المروحية لم تخرج عن مسارها المحدد، وكانت على اتصال مع مركز الاتصالات قبل دقيقة ونصف من الحادثة.
كما ذكرت الصحيفة أن النتائج تكشف أن المروحية اصطدمت بالمرتفعات، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها، وتحطمها بعد ذلك.
وختمت الصحيفة بالقول إن القوات المسلحة الإيرانية لا تزال تجري تحقيقاتها لمعرفة الأسباب النهائية وراء الحادثة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، قالت إن وفاة رئيسي كانت "مباركة" لأنها سببت وحدة الإيرانيين وتكاتفهم، كما أنها عززت من مكانة النظام على الصعيد الرأي العام الدولي والإعلامي، معتقدة أن "الشعب الإيراني ربح بموت رئيسي".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الإصلاحيون ينتظرون إشارات النظام لبدء حملاتهم الانتخابية
قالت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها حول الانتخابات الرئاسية المبكرة إن التيار الإصلاحي ينتظر الإشارات والرسائل من مجلس صيانة الدستور لبدء نشاطه الانتخابي بشكل قوي ومكثف.
الصحيفة أوضحت أن طبيعة القلق لكل من التيار الإصلاحي والأصولي تجاه الانتخابات المرتقبة مختلفة، حيث يخشى الإصلاحيون من عقبة مجلس صيانة الدستور وحرمانهم من المنافسة الحقيقية، فيما يقلق التيار الأصولي من عدم إقبال الناس على توجهاتهم وخططهم السياسية.
الصحيفة الإصلاحية ذكرت أن أي منافسة- وإن كانت محدودة- سيكون فيه الفوز مضمونا لصالح الإصلاحيين، لهذا فإن ما يعول عليه الأصوليون في هذه المرحلة هو إقصاء منافسيهم، والبقاء وحدهم في المشهد الانتخابي، ما يضمن فوزهم بالانتخابات.
وأكدت الصحيفة أن هذه السياسة ستكون مضرة للنظام على المدى البعيد، حيث إنها تقترن بالعزوف الشعبي عن صناديق الاقتراع، وهو ما شهدته إيران خلال الانتخابات الثلاث الأخيرة، حيث فازت جماعات وأطراف لا يمكن اعتبارها ممثلة للشعب، كونها مختارة من قبل الأقلية المحدودة التي شاركت في الانتخابات.
"ستاره صبح": المتطرفون يسعون للسيطرة على الرئاسة بعد سيطرتهم على البرلمان
صحيفة "ستاره صبح" أيضا كانت متشائمة تجاه العملية الانتخابية، وأشارت إلى تحركات التيار المتطرف، وعنونت في تقريرها حول الموضوع: "المتطرفون ينتفضون للاستيلاء على الرئاسة".
وأوضحت الصحيفة أن التيار المتشدد الذي بات يسيطر على البرلمان يسعى حاليا إلى الاستيلاء على الرئاسة أيضا، مؤكدة أن قرارات هؤلاء المتطرفين كلها ضاعفت من حجم المعاناة بين الإيرانيين وأوضاعهم المعيشية.
كما ذكرت الصحيفة أن المتطرفين أساسا لا يؤمنون بالانتخابات، ولا يبالون برأي الشعب، وبالتالي فلا معنى لحضورهم بالعملية الانتخابية، ويجب في المقابل فتح المجال لشخصيات ذات خبرة وحنكة مثل وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف أو رئيس منظمة الطاقة الذرية ووزير الخارجية الأسبق علي أكبر صالحي.
لكن الصحيفة استدركت قائلة إن أي انفراجة مرهونة بخلق بيئة تنافسية، وانتخابات حرة وعادلة، وأن يغير مجلس صيانة الدستور من نهجه المتصلب، وإلا فإن الحكومة القادمة لن تكون مختلفة عن الحكومة السابقة، ما يعني استمرار التضخم والغلاء والأزمات الاقتصادية.
"آسيا": التضخم والعقوبات خنقت الاقتصاد الإيراني
على الصعيد الاقتصادي قالت صحيفة "آسيا" إن المشكلات المتفاقمة والتضخم الكبير والعقوبات المستمرة قد خنقت الاقتصاد الإيراني، مؤكدة أنه وفي ظل هذه الظروف لا يمكن مطلقا توقع أي تحسن أو نمو في اقتصاد البلاد.
وانتقدت الصحيفة عدم واقعية المسؤولين وصناع القرار في إيران، حيث وضعوا، فيما يعرف بخطة التنمية السابعة، نموا متوقعا بنسبة 8 بالمائة في الاقتصاد الإيراني، موضحة أن هذه التوقعات المتفائلة من قبل السلطة لا تنسجم مع الواقع على الأرض والظروف الحالية للبلاد.