حادثة مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمبر عبد اللهيان والوفد المرافق لهما، احتلت الحصة الأكبر في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 21 مايو (أيار)، سواء الأصولية المقربة من الحكومة أو الإصلاحية ذات الموقف المعارض لسياسات الرئيس الراحل وحكومته.
الصحف الموالية كالت قصائد المديح والإطراء، وأضفت على رئيسي أوصافا كثيرة، كالرئيس الذي "لم يعرف الكلل" و"شهيد الجمهور" و"شهيد الخدمة"، وما إلى ذلك من أوصاف وعناوين حاولت الصحف الإصلاحية تجنبها أو التخفيف من حدتها، إذ إنها ركزت على أبعاد الحادثة وتداعياتها على المستقبل السياسي لإيران.
صحيفة "اعتماد" كتبت في تقريرها حول الحادث، وقالت: "بعد 15 ساعة من البحث والتقصي وصل المسعفون الإيرانيون أخيرا، وبمساعدة المسيرات التركية، إلى موقع السقوط"، لينتشلوا جثامين الرئيس، ووزير الخارجية، وممثل المرشد في محافظة أذربيجان الشرقية، وإمام الجمعة فيها المعين من قبل خامنئي، بالإضافة إلى قائمقام المحافظة الواقعة شمال غربي إيران.
وقد رافق هؤلاء المسؤولون المحليون الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في رحلتهما إلى الحدود الإيرانية – الأذربيجانية لافتتاح سد مائي بين البلدين اللذين اتسمت علاقتهما في السنوات الأخيرة بالتوتر.
صحيفة "جهان صنعت" تناولت في تحليل لها أبعاد هذه الحادثة، والاستعدادات الأولية لبدء انتخابات رئاسية جديدة، بموجب الدستور الذي ينص على ضرورة اختيار رئيس جديد في حال وفاة الرئيس أثناء توليه الرئاسة خلال فترة زمنية لا تتجاوز 50 يوما.
في سياق متصل، أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى خبر تعليق المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة على خلفية وفاة الرئيس وزير الخارجية.
وكان مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" لورانس نورمان، قد قال في حسابه في منصة "X" إنه عقب الاجتماع غير المباشر بين الولايات المتحدة وإيران في عمان الأسبوع الماضي، كان من المفترض أن يلتقي علي باقري كني بمسؤولين من الاتحاد الأوروبي في جنيف يوم الأربعاء، لكن هذا الاجتماع تم إلغاؤه في ضوء التطورات الأخيرة، ومقتل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": فترة صعبة أمام إيران حتى انتخابات الرئيس الجديد خلال 50 يوما
قالت صحيفة "جهان صنعت" إنه منذ لحظة الإعلان عن وفاة الرئيس وشغور منصبه، وحتى ساعة اختيار الرئيس الجديد خلال 50 يوما، ستشهد البلاد حالة من الصعوبة والأزمة، لا سيما إذا غاب الانسجام والتنسيق الجيد بين المسؤولين المخولين بإدارة البلاد خلال هذه الفترة.
وعن سبب صعوبة هذه المرحلة، قال كاتب الصحيفة محمد صادق جنان صفت: يكفي أن ننظر في آخر انتخابات شهدتها إيران قبل شهرين تقريبا وهي الانتخابات البرلمانية، حيث اتسمت بالاضطراب السياسي والمعارك الحزبية بين الفرقاء السياسيين، مؤكدا أن التيار الأصولي لن يقبل بسهولة تسليم السلطة إلى خصومه السياسيين، ما يعني أنهم في الفترة القادمة أيضا سيعملون على إبعاد المرشحين المحتملين، وحرمانهم من خوض السباق الرئاسي، كما فعلوا في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة، كما حدث قبل ذلك في انتخابات الرئاسية السابقة التي جاءت بالرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
وأضاف الكاتب قائلا: بالإضافة إلى صعوبة هذه التمهيدات لإجراء الانتخابات الرئاسية، فإن إدارة البلاد خلال الـ50 يوما القادمة في ظل غياب شخصيتين محورتين (الرئيس ووزير الخارجية) لا يعدو أمرا سهلا.
يذكر أن المرشد علي خامنئي، وقبل الإعلان عن موت رئيسي ومرافقيه، ظهر في تصريحات متلفزة أعلن فيها أن البلاد لن تشهد اضطرابا في غياب الرئيس والمسؤولين الآخرين، وأن كل شيء سيكون سلسلا.
"ثروت": انهيار التومان الإيراني في ليلة موت الرئيس
صحيفة "ثروت" الاقتصادية دعت السلطات والجهات المعنية إلى معرفة الأسباب وراء انهيار العملة الإيرانية خلال الأحداث الأخيرة، حيث تراجع سعر التومان الإيراني أمام الدولار بما يقارب 5 آلاف تومان فجأة.
الصحيفة قالت إنه وقبل الحادثة كان التومان الإيراني يسير بحالة تحسن مطردة، إذ بلغ سعر الدولار الواحد 56 ألف تومان، لكن وفجأة بعد الإعلان عن وفاة الرئيس تراجع التومان ليصل يوم أمس إلى أسعار تتخطى 61 ألف تومان.
"اعتماد": تهالك قطاع الطيران الإيراني بسبب العقوبات
صحيفة "اعتماد" تناولت تهالك قطاع الطيران الإيراني نتيجة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، وانعكاسات ذلك على تهالك الطائرات والمروحيات، مؤكدة أن هذه القضية تسببت في وفاة أكثر من ألفي إيراني خلال 5 سنوات، وتحديدا منذ عام 2018 بعد إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران.
وكتبت الصحيفة: لا شيء يمكن أن ينكر الوضع البائس الذي تعيشه صناعة الطيران في إيران بسبب العقوبات الأميركية الكبيرة (باعتبارها الدولة الرائدة في صناعة الطيران). وتظهر الإحصائيات المقدمة بشأن ضحايا حوادث الطيران في إيران- بعد تشديد العقوبات- الآثار المدمرة للعقوبات على صناعة الطيران الإيرانية.
وأضافت الصحيفة: الإحصائيات المقدمة بخصوص ضحايا حوادث الطيران تؤكد تراجع أمن الطيران وتزايد عدد الطائرات المحطمة في إيران بعد بدء العقوبات.
وفي التقارير المتعلقة بحوادث الطائرات والمروحيات (العسكرية أو المدنية) في السنوات الأخيرة، يمكن العثور على آثار نقص الأجزاء الفنية اللازمة كأسباب لهذه الحوادث.