ليلة نادرة قضاها الإيرانيون في انتظار ما ستؤول إليه نتائج عمليات الإنقاذ والبحث عن مروحية الرئيس الإيراني ومرافقيه بعد سقوطها في محافظة آذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران.
الصحف الصادرة، اليوم الاثنين 20 مايو (أيار)، أكملت نشراتها في منتصف الليل قبل أن يتم الإعلان رسميا عن وفاة الرئيس ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من مرافقيهم من المسؤولين المحليين والعسكريين.
عمليات الإنقاذ والبحث التي استمرت أكثر من 12 ساعة لم تكلل بالنجاح، وانتهت في الساعات الأولى من نهار اليوم الاثنين بالإعلان عن وفاة جميع من كانوا على متن المروحية، بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
صحيفة "آرمان ملي" وصفت هذه الليلة بـ"ليلة القلق والخوف"، واستخدمت صحيفة "شهروند" عنوان "ليلة الاضطراب" لوصف ليلة الأحد وفجر الاثنين، وقالت "خراسان" الموالية للحكومة: "إيران في صدمة".
صحف أخرى مثل "جهان صنعت" نقلت تصريحات المرشد علي خامنئي، حيث خرج في تصريحات قصيرة حول الحادث، وأكد أن إدارة البلاد لن تشهد خللا أو اضطرابا في ظل انقطاع الأخبار عن الرئيس ومرافقيه، داعيا أنصار النظام إلى الدعاء لعودة رئيسي سالما، وأن "لا يقلقوا".
إذا تركنا موضوع سقوط الطائرة، الذي هيمن على الجزء الأكبر من تغطية اليوم الاثنين، نجد موضوع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية يحتل جزءا آخر من اهتمام الصحف اليومية، بعد تقارير دولية تحدثت قبل أيام عن وجود مفاوضات بين طهران وواشنطن بوساطة عمانية، لبحث الخلافات الثنائية، وإيجاد حلول مشتركة حول برنامج إيران النووي، والصراع في المنطقة.
صحيفة "اعتماد" رأت أن هذه التحركات، وزيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، وتصريحاته الإيجابية تجاه تعاون طهران مع الوكالة، كلها مؤشرات على عودة القنوات الدبلوماسية بين طهران والعواصم الغربية.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أبرار": قرار الطيران في الأجواء الضبابية لم يكن منطقيا
قالت صحيفة "أبرار"، تعليقا على خبر سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية، إن تحليق المروحية في ظل أجواء الطقس السيئة والضباب الكثيف لم يكن قرارا منطقيا على الإطلاق.
وقال النائب عن مدينة تبريز، مسعود بزشكي، الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي المعارض لحكومة رئيسي، إن هيئة الأرصاد كانت قد أعلنت بأن المنطقة ستكون ممطرة وضبابية، وهي غير آمنة للطيران، لكن لا يعرف السبب وراء قرار الطيران وخلفياته في ظل هذه الظروف.
وعن الجهة التي قررت القيام بالرحلة في ظل هذه الأوضاع، قال بزشكيان إن الوفد المرافق للرئيس الإيراني هو من قرر القيام بهذه الرحلة في المروحية، وليس المسؤولون المحليون بمحافظة آذربيجان الشرقية، مؤكدا أن القرار كان "خاطئا" بامتياز.
"اعتماد": زيارة غروسي إلى إيران تعيد فتح القنوات الدبلوماسية بين طهران والغرب
قالت صحيفة "اعتماد" إن زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الأخيرة إلى إيران، بعد فترة من التوتر والغموض في العلاقات بين طهران والوكالة، تؤكد استئناف قنوات الاتصال الفنية والسياسية بين إيران والغرب.
وذكر كاتب الصحيفة، عارف دهقان دار، أن التحدي الأهم بين إيران والوكالة هو ما يتعلّق بالخلاف بشأن قضيّة منشأتَيْ فارامين وتورقوز آباد، حيث تعتقد طهران بأنّ مثل هذه الادعاءات الصادرة عن الوكالة تدلُّ على فرض إسرائيل لآراء سياسية وتقارير كاذبة على سياسة ونهج الوكالة بشأن الملف النووي.
وتابع الكاتب: "يمكن لهذه الزيارة قبل الاجتماع ربع السنوي لمجلس المحافظين أن يكون لها تأثير مهم على مستقبل مفاوضات طهران مع القوى الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة".
ولفت دهقان دار إلى الكلام الرسمي الإيراني الأخير عن إمكانية مراجعة العقيدة النووية في حال وقوع هجوم على المنشآت النووية أو تهديد وجود البلاد، مما يعني برأيه اتّباع إيران في الوقت الراهن "استراتيجية الردع النووي الكامن" أو "استراتيجية عتبة الردع"، لتسيطر بهذه الطريقة على سلوك إسرائيل، حسب رأي الكاتب.
"شرق": جهود لاحتواء الأزمة مع واشنطن
صحيفة "شرق" كتبت أيضا حول الموضوع، وأشارت إلى المفاوضات بين طهران وواشنطن في مسقط، وقالت في عنوان تقريرها الذي جاء تحت عنوان "جهود لاحتواء الأزمة": "جرت المفاوضات بحضور بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وأبرام بالي، القائم بأعمال الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران. وكانت هذه هي الجولة الأولى من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران منذ يناير (كانون الثاني) عندما عقدتا محادثات مماثلة في عمان".
وقالت الصحيفة إنه ووفقا لما ذكرته مصادر فإن المفاوضات ركزت على مناقشة تداعيات تصرفات الجماعات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة، ومناقشة المخاوف الأميركية بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أيضا أنه ووفقا لبعض وسائل الإعلام فإن عمان قد اقترحت خطة "القليل مقابل القليل"، أو "خطوة مقابل خطوة" لمعالجة الخلافات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وهي خطة شبيه باتفاق مايو (أيار) عام 2023 بين البلدين.
وأضافت "شرق" أن تقارير أخرى تقول إن اليابانيين لديهم خطة لإحياء مفاوضات الاتفاق النووي؛ ومع ذلك، لم يتم الكشف عن أي تفاصيل.
وليس لليابان تاريخ من الوساطة النووية، إلا أنها لعبت دوراً مهماً في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أثناء الحرب بين إيران والعراق.