بعد مرور أسابيع من إجراءات السلطات الإيرانية حول الحجاب، وحملة المضايقات ضد النساء، لا يزال الموضوع محل جدل واهتمام في تغطية الصحف اليومية الصادرة في إيران.
فصحف النظام دائما تبرر إجراءات السلطة في هذه القضية وغيرها، ولا تتردد في وصف المعارضين بـ"العملاء" للغرب، الذين يسعون إلى ضرب الأمن القومي للبلاد، وهي مواقف جاءت متوافقة مع تصريحات المرشد علي خامنئي قبل أسابيع، حيث زعم أن الغرب قد جند فئة من النساء لتخلع حجابها، وتعيد البلاد إلى ما قبل ثورة 1979 التي جاءت بنظام الجمهورية الإسلامية.
وفي صحف اليوم الخميس 9 مايو (أيار)، دافع مدير تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري، المعروف بقربه وولائه للمرشد علي خامنئي، عن إجراءات الحجاب ضد النساء، وقال إن هذه الإجراءات "ترضي الرب لأنها تأتي بهدف إنقاذ النساء".
صحيفة "جملة" في المقابل انتقدت هذه الإجراءات وتوقيتها، ورأت أن سياسات السلطة تجاه الحجاب بالتزامن مع إهمال الأزمة الاقتصادية تضر بالحجاب نفسه، حيث يجعل الناس معاندين للسلطة التي تهمل وضعهم المعيشي، ويتخلون عن الحجاب من باب العناد واللجاجة، حسب تعبير الصحيفة.
في شأن آخر لفتت صحيفة "اعتماد" إلى الأسباب والخلفيات وراء إقالة المبعوث الأميركي الخاص بالشأن الإيراني روبرت مالي، وأشارت إلى تصريحات لعضوين جمهوريين في الكونغرس الأميركي، حيث ذكرا أن السبب الرئيس وراء تعليق عمل مالي قيامه بإرسال وثائق سرية إلى حساب بريده الإلكتروني الشخصي، ثم قام بتنزيلها على هاتفه الشخصي.
وذكرت الصحيفة أن روبرت مالي قد فشل في مهمته المتمثلة بإدارة ملف إيران، والعمل على إحياء الاتفاق النووي، وذلك بسبب الخلافات المتزايدة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي، ودعم إيران للجماعات المسلحة، كما أن الصراع الإيراني – الإسرائيلي قد ضاعف الشرخ بين طهران وواشنطن، وصعب من المعادلات وجعلها أكثر تعقيدا.
في شأن آخر رحبت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" بالتقارير عن بذل جهود حثيثة بين إيران ومصر لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد عقود من القطيعة.
وكتبت الصحيفة في عنوانها الرئيسي: "طهران والقاهرة على سكة تطوير العلاقات"، وقالت إن إعادة العلاقات بين البلدين الإسلاميين الكبيرين سيكون لصالح شعبي مصر وإيران، وكذلك العالم الإسلامي برمته.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": خطورة تصريحات مسؤولين إيرانيين عن امتلاك طهران قنبلة نووية
انتقد السياسي والمرشح الرئاسي السابق مصطفى هاشمي طبا في مقال بصحيفة "شرق" الإصلاحية تصريحات بعض الشخصيات والمسؤولين في إيران حول موضوع القنبلة النووية، معتقدا أن هؤلاء الأفراد يتجاهلون حجم المخاطر والأضرار التي تترتب على تصريحاتهم غير المسؤولة حول امتلاك إيران قنبلة نووية.
وكتب هاشمي طبا: "أنا أستغرب كيف لنائب برلماني أو مسؤول سياسي يتحدث عن أهم قضية بهذه السهولة، ويتجاهل موقف النظام والمستند إلى تعاليم وفتاوى دينية، ويبدأ بالحديث عن السلاح النووي مدعيا أن امتلاك السلاح النووي كفيل بخلق قوة جيوسياسية للبلاد".
ونصح هاشمي طبا هؤلاء الأفراد إلى توخي الحذر، وأكد أن إيران بإمكانها البحث عن طرق أخرى لتعزيز مكانتها وقوتها، وأن امتلاكها لألفي كيلومتر من الحدود المائية واتصالها بشكل مباشر أو غير مباشر مع 15 دولة، وقدرات أخرى كفيلة وحدها بتعزيز مكانتها الجيوسياسية، وليس امتلاك السلاح النووي.
وفي آخر هذه التصريحات أشار مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، كمال خرازي، إلى احتمال وقوع هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران، وقال إنه في حال تعرض وجود نظام الجمهورية الإسلامية للتهديد فإن طهران ستغير عقيدتها النووية، متجاهلا بذلك المواقف التي تدعيها السلطات أنها تعتمد على نصوص دينية وشرعية تحرم امتلاك سلاح الدمار الشامل.
"هم مهين": السياسات المتطرفة في موضوع الحجاب والإعدامات تزيد من غضب الشارع تجاه السلطة
قال الخبير الاجتماعي محمد رهبري إن قرارات السلطة الأخيرة حول إعادة شرطة الأخلاق، والتضييق على النشطاء، وكذلك إصدار حكم إعدام ضد المغني المشهور توماج صالحي، تزيد من غضب الشعب تجاه النظام، لا سيما وأن هذه الإجراءات تتزامن مع ضغوط اقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية.
وأشار رهبري في مقال نشرته صحيفة "هم ميهن" إلى أن هذه القرارات من شأنها صب الزيت على النار في مثل هذه الظروف ويجب الابتعاد عنها، مؤكدا أن هناك تيارا يعمل على سياسات استفزازية تؤجج الغضب وعدم الرضا في المجتمع.
ورأى الكاتب أن هذا التيار المتطرف يعمل عامدا على خلق الاستياء وتأجيج الغضب، لأنه يرى أن الاحتجاجات دائما ما تكون بصالحه، ويستغلها تحت شعارات محاربة "الفتنة" لإقصاء خصومه وتشويه صورتهم، وعادة ما يكون هؤلاء الخصوم هم التيار الإصلاحي والمعتدل، الذي يتلقى الضربات المتلاحقة في كل موجة من الاحتجاجات والمظاهرات التي تولدها السياسات المتطرفة في البلاد، حسب تعبيره.
واستشهد الكاتب بعدد من الاحتجاجات كمثال على استغلال هؤلاء المتطرفين لحالة الغضب في الشوارع، وقال: "عمل هذا التيار المتطرف على الاستفادة من احتجاجات 2017 و2019 كركيزة لتدمير مصداقية حكومة روحاني والتيار الإصلاحي، وتلقّى بذلك الإصلاحيون ضربة موجعة، وتراجعت شعبية روحاني بشكل كبير، كما فقد الإصلاحيون الذين دعموه شعبيّتهم في انتخابات 2017".
"جمله": سياسة الحكومة تجاه الحجاب تدفع الناس للعناد
سلطت صحيفة "جملة" الضوء على تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في لقاء تلفزيوني، تطرق إلى قضايا مختلفة تهم الشارع الإيراني وتؤثر عليه.
الصحيفة انتقدت غياب "النظرة المتوازنة" في كلام رئيسي، وغياب الانسجام وتأكيده على قضايا وإهمال قضايا أخرى، ما يجعل كلامه فاقدا للتأثير لدى المواطنين المكلومين جراء الأزمة الاقتصادية.
وأوضحت الصحيفة أن رئيسي كثف من اهتمامه بالحديث عن موضوع الحجاب، وأكد أنه كلف 20 وزارة لتطبيق إجراءات الحجاب الجديدة، لكنه لم يقل ما هي الوزارة والمؤسسات التي كلفت بإيجاد حل للأزمة الاقتصادية.
وكتبت "جمله" أن السلطة عندما تهمل الاقتصاد والوضع المعيشي، وتجيش كل طاقاتها لموضوع الحجاب فإن ذلك يوجه ضربة قاتلة على كيان الحجاب نفسه، لأن ذلك يخلق شرخا بين الشعب والسلطة، ويتحول الناس إلى معاندين للسلطة ورافضين لكل سياساتها وإجراءاتها، سواء تلك التي تتعلق بالحجاب أو بغيره، مثل موضوع الإنجاب والزواج وما إلى ذلك.