زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران احتلت النصيب الأوفر من اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 7 مايو (أيار)، وسط ترحيب واسع من الصحف الإصلاحية المطالبة باستغلال هذه الزيارة لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران.
صحيفة "آرمان أمروز" قالت إن "زيارة غروسي بها طعم إحياء الاتفاق النووي"، وإن إيران في حاجة ماسة لتظهر حرصا أكبر لإحياء الاتفاق السابق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتمهيد لإحياء الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى.
ورأت الصحيفة أن إيران فعلا قد بدأت خطوات عملية لإحياء الاتفاق النووي، وذلك قبل بدء الموسم الانتخابي في الولايات المتحدة الأميركية، واحتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
فيما نقلت صحف أخرى مثل "مردم سالاري" تصريحات الجانب الإيراني، وتأكيده على أن تعاون طهران مع الوكالة الدولية ملتزم بمضامين معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وهي تصريحات يفهم منها طمأنة الوكالة والدول الغربية تجاه برنامج إيران النووي، لكنها تصريحات تناقضها تصريحات أخرى لمسؤولين إيرانيين حاليين وسابقين أكدوا ضمنا أو صراحة باحتمالية لجوء إيران إلى صنع قنبلة نووية، وأنها باتت تمتلك كل الأدوات اللازمة لهذه القنبلة.
في شأن آخر تناولت بعض الصحف زيارة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى إيران، ولقائه بالمسؤولين في طهران، ورأت صحيفة "جملة" أن هذه الزيارة تساعد على تحسين الكبوة في العلاقة بين إيران والإقليم بعد الهجمات الإيرانية التي استهدفت مواقع بالأقليم في الأشهر الماضية.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعا في لقائه برئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، حكومة الإقليم إلى "منع عناصر المعارضة الإيرانية من العمل ضد النظام الإيراني عبر الأراضي العراقية"، وأضاف: "نزع السلاح ومنع حضور عناصر معارضة لنا في العراق ضرورة".
اقتصاديا تناولت بعض الصحف مثل "نقش اقتصاد" غياب الانضباط المالي للحكومة الحالية، مشيرة إلى التقارير التي تتحدث عن قيام الحكومة بطباعة النقود بشكل غير مدروس، ما أدى إلى تضخم غير مسبوق في اقتصاد البلاد.
صحيفة "ستاره صبح" أيضا أشارت إلى تصريحات محافظ البنك المركزي السابق عبد الناصر همتي حول سياسة الحكومة المالية، وأكد أن ما تحدث به همتي حول طباعة النقود حقيقي، مما يعني كارثة على الاقتصاد الإيراني.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": النظام يتراجع عن مواقفه حول الحجاب
في مقال له بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية تناول الكاتب والناشط السياسي، عباس عبدي، مواقف النظام المتقلبة تجاه الحجاب، حيث تتسم أحيانا بالتساهل، وأحيانا أخرى بالقسوة والشدة.
وأشار عبدي إلى أن النظام الحاكم في إيران تراجع نسبيا في موقفه من شكل الحجاب المطلوب، حيث أصبحت النساء اليوم ترتدي حجابا خفيفا كان النظام قبل عشرين عاما يعتبره "كفر إبليس".
وأضاف الكاتب: "لكن الوصول إلى هذه المرحلة كلف النظام والنساء تكاليف باهظة، وليس معلوما ما هي الخسائر والتكاليف التي ستتحملها البلاد في موضوع الحجاب خلال السنوات القادمة".
"آرمان أمروز": إيران تريد إحياء الاتفاق النووي قبل عودة ترامب
قالت صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية إن طهران، وبسبب الظروف الداخلية والخارجية، تحاول استغلال زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأكبر شكل ممكن للتوصل إلى اتفاق مع الوكالة، يكون مرحلة أولى لاتفاق أوسع حول برنامجها النووي.
وأوضحت الصحيفة أن طهران وبسبب اقتراب موعد الانتخابات الأميركية بات تظهر حرصا أكبر وجهودا مضاعفة لإحياء الاتفاق النووي قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
واستندت الصحيفة إلى تقارير دولية نشرتها وسائل إعلام محلية وعالمية تتحدث عن مفاوضات بين طهران وواشنطن، حيث طلبت الولايات المتحدة الأميركية من إيران التراجع عن تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المائة مقابل رفع واشنطن العقوبات الاقتصادية عنها.
كما ذكرت الصحيفة أن هذه التحركات تأتي مصحوبة بتحركات متوازية لدفع إيران بقبول المقترح المصري لإنهاء الحرب على غزة، وخفض التوتر بين حزب الله وإسرائيل، وتهدئة الأوضاع في المنطقة.
"نقش اقتصاد": الحكومة تجهل بديهيات الاقتصاد وتعاني من الانضباط المالي بشكل كبير
قال الخبير الاقتصادي مهدي بازوكي في مقابلة مع صحيفة "نقش اقتصاد" إن حكومة رئيسي الحالي تعاني بشكل كبير من غياب الانضباط المالي، مؤكدا أن الحكومة تفتقد لأي برنامج شامل وعملي لإدارة الأزمة الاقتصادية في البلد.
وأشار بازوكي إلى تصريح محافظ البنك المركزي الإيراني السابق عبد الناصر همتي، الذي شن هجوما لاذعا على الحكومة الحالية، ووصفها بأنها حطمت الأرقام القياسية في طباعة النقود، دون أن تكون لها أدوات داعمة، ما أدى إلى تفجير أزمة التضخم وتضرر الاقتصاد بشكل كبير.
كما لفت الكاتب إلى طريقة تعامل المسؤولين مع الأزمة، حيث يعتمدون على الخطابات والشعارات قائلا إن أزمة التضخم لن تحل بالألفاظ والكلام المنطوق، وإنما هناك حاجة ملحة لوجود برنامج اقتصادي شامل وعملي يدرس كافة التحديات، ويقدم الحلول العاقلة والقائمة على رأي الخبراء والمتخصصين.
وكما قال الكاتب مهدي بازوكي إن الحكومة الحالية تجهل بديهيات الاقتصاد، لهذا يصح أن نطلق عليها "الجهالة الاقتصادية"، موضحا أنه وبعد مرور 45 يوما على العام الإيراني الجديد (بدأ في 20 مارس/آذار الماضي) إلا أننا نرى هذه الحكومة عاجزة عن تقديم ميزانية العام الجاري.